6.4.14

تحليل الموقع (site analysis)


أبعاد المشكلة التصميمية و تحليل الموقع

تعتبر أبعاد المشكلة التصميميــــــــــة من أهم الدروس العمـــــــــــــــــارية ..
وكذلك تحليل الموقع (site analysis) حيث يهدف إلى الوصول الى تصور عام عن ايجابياته وسلبياته والامكانيات التي يمكن استثمارها بالتصميم والمحددات التي يفرضها على هذا التصميم ..


المشكلة التصميمية لها ثلاثة ابعاد:

احتياج - بيئة - شكل



ينشأ وجود المشكلة من غياب او تغير احد هذه العناصر و حل المشكلة يكمن فى تغيير احد هذه العناصر. و الرسومات المعمارية ليست "هى" الحل و انما هى تعكس وجود توازن بين هذه العناصر مجتمعة. و نجاح او فشل التصميم هو فى مقابلة هذه العناصر الثلاثة.





أبعاد المشكلة التصميمية



البعد الاول: الاحتياج Need


يتضمن الاحتياج المتغيرات التالية: المتطلبات الفراغية - العلاقات بين العناصر - الاولويات - العمليات - الاهداف - الصيانة - الوصول - التجهيزات - البيئة.

عادة ما يتضمن برنامج المشروع او المقدمة كل المعلومات عن احتياجات العميل. و تكون برامج المشروعات غالبا معقدة. لذلك نأخذ مثال صغير و هو وحدة سكنية او مسكن عائلى صغير.



1- المسطحات Areas


و تتضمن الخطوة الاولى استيعاب جيد للنواحى الكمية من البرنامج. باستخدام مربعات لاظهار الاحتياجات من المسطحات للوظائف المختلفة و منها يتضح العلاقة بين نسب المسطحات المختلفة. و هناك العديد من المخططات التى توضح العلاقة بين المسطحات المختلفة للعناصر.



مخططات المسطحات


ترجمة البرنامج الى مسطحات


2- العلاقات Relationships


تتضمن الخطوة الثانية استيعاب و فهم العلاقات بين العناصر المختلفة. و يتم ذلك باستخدام مخطط العلاقات (bubble diagram) و هو اداة معروفة لدى المعماريين لدراسة العلاقات الوظيفية بين العناصر. و هو تصور تجريدى لبرنامج المشروع يلخص الانشطة و العلاقات المطلوبة بينها. و لا يشترط ان تكون مسطحات الفقاعات الممثلة للعناصر هى نفسها مسطحات العناصر التى تمثلها بل يكتفى بتمثيل كل العناصر باى نسب.




مخططات العلاقات



ترجمة برنامج المشروعات الى مخطط علاقات


و هناك انواع مخططات اخرى مثل المصفوفات التى تساعد على فهم و استيعاب العلاقات بين عناصر المشروع المختلفة. و فى المصفوفات يتم ترتيب العناصر افقيا و رأسيا و يتم تحديد مدى العلاقة بين كل عنصر و الاخر. و تكمن اهمية المصفوفات فى ان قرائتها توضح شدة العلاقة بين العناصر المختلفة بصورة واضحة و سريعة.




ترجمة برنامج المشروعات الى مصفوفة علاقات


مصفوفة علاقات عناصر المشروع





شكل آخر لمصفوفة علاقات عناصر المشروع


و توضح المصفوفة ان المطبخ من العناصر الحيوية التي لها علاقة قوية بأغلب عناصر المشروع و ان غرف النوم تحتاج إلى خصوصية و عزلة عن باقي عناصر المسكن. و قد تختلف العلاقات بين العناصر تبعا للخلفية الثقافية و الاجتماعية لمستعمل المشروع لذلك قد تختلف شدة العلاقات بين العناصر و أهميتها تبعا لذلك.

و ربما تبدو العلاقات بين العناصر بالنسبة لمسكن عائلي صغير بديهية و لا تحتاج الى دراسة عن طريق المصفوفات إلا أن تلك الدراسة تساعد على ترتيب و تنظيم الافكار و رؤية جديدة للاحتياجات و العلاقات تؤثر على تشكيل المشروع فى المراحل اللاحقة. و دراسة العلاقات بالمصفوفات لا غنى عنها فى المشروعات الكبيرة التى تتضمن عناصر و استخدامات كثيرة و معقدة مثل المستشفيات و المتاحف و المطارات.



3- سلوكيات الافراد فى استغلال الفراغات: الوظيفة Function


تتباين سلوكيات استغلال الفراغات تباينا كبيرا بين الشعوب و بين افراد الشعب الواحد تبعا للخلفية الثقافية و الاجتماعية. فمن الخطأ الاعتقاد ان جميع المساكن تستخدم بنفس الطريقة او ان احتياجاتهم التصميمية واحدة. فقد يؤثر استغلال الفراغ و سلوكيات الافراد على شكل الفراغ و طريقة وضع الاثاث و تؤثر ايضا على توجيه العناصر و التحكم البيئى فى العناصر. و عدم مقابلة تلك الاحتياجات ينتج بيئة عمرانية غير مناسبة لافراد المجتمع و لا تحقق الراحة المطلوبة. و يتم توضيح تتابع استغلال الفراغات من خلال مخططات توضح شبكة و اهمية العلاقة بين عناصر المشروع.




ترجمة برنامج المشروع الى شبكة علاقات



و من الوسائل المناسبة للتعبير تلك السلوكيات مخططات الاستغلال التى توضح نوع استغلال الفراغ و عدد و نوعية الافراد المستعملين للمكان فى الاوقات المختلفة من اليوم. و يوضح المثال التالى استغلال المسكن العائلى اثناء ساعات اليوم.





استغلال عناصر المشروع اثناء ساعات اليوم



4- الحركة Circulation



الحركة هى اهم العوامل التى لا تلقى الاهتمام الكافى اثناء التصميم حيث انها تؤثر على التجربة الانسانية لسكان المنزل و هم يتحركون من فراغ الى فراغ. و هى التى تعرف بالتجربة اثناء الحركة kinesthetic experience و هى التعامل مع الفراغ اثناء الحركة غير تعامل الانسان مع الفراغ اثناء الجلوس او الوقوف ساكنا

.

5- اولويات التصميم Priorities



لكى يكون التصميم ناجحا يجب على المهندس المعمارى مساعدة العميل فى اختيار اولويات التصميم حيث تتجاوز غالبا رغبات العميل ما يمكن تحقيقه فى حدود المقدرات المالية التى لديه. و يمكن استخدام المصفوفات فى توضيح الاولويات قبل البدء فى عمل مرادفات التصميم. و تقارن المصفوفة بين عناصر المشروع و عدد من المسائل التصميمية و الوظائف. و يتم تحديد اهمية العلاقة بينهما. و تظهر من المصفوفة العناصر التى لها اهمية كبيرة و الاولويات التى يجب التركيز عليها.



أولويات عناصر المشروع







البعد الثاني : البيئة Context




تتضمن البيئة جميع الظروف المحيطة و المتغيرات التالية: الموقع - الحدود - الخدمات - المناخ (العام للمنطقة و الخاص بالموقع) - المبانى المجاورة - الجيولوجيا - وصول السيارات - قوانين و تشريعات البناء.



البيئة الطبيعية: المناخ و الرياح و الامطار و الشمس

العوامل المناخية



و تعتبر العوامل المناخية من اهم المتغيرات التى تؤثر على تصميم المشروع و التى يجب دراستها بعناية من خلال مخططات توضح الحالة المناخية للمنطقة فى الفصول المختلفة من حرارة و رياح و امطار.










مخططات تحديد اتجاهات و سرعة الرياح الموسمي



مخطط يوضح تعير درجات الحرارة اثناء فصول السنة





مخطط يوضح معدلات سقوط الامطار



ان تحديد متغيرات البيئة المحيطة يساعد المصمم على وضع حدود للمشاكل و وضع محددات لعدد المرادفات التصميمية المتاحة. و يرحب المهندس المعمارى ذو الخبرة بالمحددات لانها تساعد على تركيزه على المرادفات المقبولة.


البيئة العمرانية: المبانى المحيطة

البيئة الانسانية: الاشخاص و الجيران

الموقع

اختيار الموقع


اذا لم يكن هناك موقع محدد للمشروع فان مهمة اختيار الموقع تعتبر من ادق و اهم عناصر نجاح المشروع. فاختيار الموقع المناسب من جميع الوجوه التى سيتم مناقشتها فيما بعد تعتبر من المهام الصعبة التى يج توخى الحذر و الدقة فيها. اما اذا توفر موقع محدد للمشروع فيبدأ المصمم الخطوة الثانية و هى تحليل الموقع.




تحليل الموقع


الطوبوغرافية - نوع التربة - الشوارع المحيطة - التوجيه - الجيران - الشمس و الرياح

يتضمن تحليل الموقع المناخ الخاص بالموقع و المناخ العام للمنطقة و حركة الشمس و اتجاهات و سرعة الرياح و طوبوغرافية الارضو نوع التربة و البيئة العمرانية المحيطة بالموقع و الحركة الطبيعية حول الموقع و الرؤيا و عناصر التنسيق مثل الاشجار و النباتات و الصخور و المياه. يجب مراعاة عناصر الموقع قبل تصميم المشروع. و يمكن للمخططات المبسطة sketches ان توضح اى مشاكل او امكانيات من خلال توضيح جميع العناصر معا. و يوضح المثال التالى الصفات العامة لموقع و هى تساعد على ان يتذكر المصمم بصريا اهم صفات الموقع. و من خلال تلك الرسومات يمكن استيعاب امور اخرى مثل الرياح و الخصوصية و افضل اماكن البناء فى الموقع. و يمكن تطوير تحليل الموقع ليشمل برنامج المشروع و استكشاف مرادفات ابتدائية لوضع كتلة المبنى.

و توضح المخططات التالية عناصر تحليل الموقع للوصول الى انسب مرادفات الاستغلال.




تحليل موقع المشروع بالنسبة للبيئة الطبيعية و الحدود.




تحليل موقع المشروع بالنسبة لطوبوغرافية الموقع




تحليل موقع المشروع بالنسبة للعوامل المناخية.




تحليل موقع المشروع بالنسبة للرؤية و مناطق التطوير.


تأثير الموقع


تتضح من الدراسة التحليلية للموقع متغيرات هامة تؤثر فى تصميم المشروع و تحديد نوع الانشاء و توزيع الاستعمالات حسب طبيعة و ظروف الموقع.


محددات الموقع


الارتفاعات - الردود - الكثافات - خطوط الحدود



البعد الثالث : الشكل Form


يتضمن الشكل المتغيرات التالية: الحدود - الحركة - نظام الانشاء - الغلاف - نوع الانشاء - العملية الانشائية - الطاقة - التحكم البيئى - التصور العام.

المتغير الثالث فى المشكلة التصميمية هو "الشكل" و هو المتغير الذى يتحكم فيه المصمم. و فى هذا المجال نستطيع معاونة العميل فى اتخاذ القرارات بعد تحديد متغيرات الاحتياج و البيئة. و يجب علينا ان نتذكر ان حلول المشاكل التصميمية هى اتفاق بين الاحتياج و البيئة و الشكل. و هذه المتغيرات شديدة المرونة حتى يتم الوصول الى حل مناسب. و يعتمد بعض المعماريين على برنامج العميل و البيئة فقط لتحديد الحلول و لكن الشكل يضا مهم حيث ان هناك اشكال تقابل احتياجات معينة و يجب على المعمارى ان يتعرف على متغيرات الاشكال مثلما يفعل مع الاحتياج و البيئة.


1- الفراغ و التنظيم Space and Order


هناك تنوع كبير فى اساليب التنظيم كتل البناء لتأكيد البعد الفراغى بينها. و من الاهمية دراسة تنظيم الكتل و العلاقة بين "الفراغ و المصمت" للوصول الى اهداف التصميم المطلوبة. و توضح الاشكال التالية بعض اساليب التنظيم الفراغى للكتل للوصول الى الهدف المطلوب.







التنظيم الفراغى للكتل و الحوائط







التنظيم الفراغى الحوائط







التنظيم الفراغى للواجهات و القطاعات


2- المقياس و النسب Scale and Proportion


بالرغم من ان نوعية الفراغ يمكن معرفتها بها من قبل اى شخص، فان المهندس المعمارى يمكنه استيعاب متغيرات الشكل و كيفية تنظيمها للوصول الى التأثير المطلوب. و بالاضافة الى الدراسة المعمارية فان المهندس المعمارى يمضى بقية حياته يتعلم عنها.

و اهم طريقة من طرق زيادة مقدرة المهندس على استيعاب المقياس و النسب فى الاشكال هى من خلال التحليل البصرى. و يتم من خلال التحليل البصرى التركيز على متغيرات محددة مثل المقياس و الايقاع فى المخطط التى يمكن استخلاصها من البيئة العمرانية.

المقياس يتضمن علاقة مع الحجم. و حجم الانسان هو اهم المراجع لمعرفة المقاييس الاخرى. و هو يسم "المقياس الانسانى". و بطبيعة الحال فان مقاييس المنشآت ليست جميعها فى حدود مقاييس الانسان. فنحن نشعر بالراحة مع المنشآت الكبيرة اذا تباينت مقاييسها من مقياس الانسان الى مقياس المبنى. و من خلال التحليل البصرى يمكن فهم كيفية التعامل مع المقياس فى مختلف المبانى.

و تؤثر النسب فى تصميم المبنى من حيث العلاقة بين الابعاد الافقية و الرأسية.





المقياس الانسانى




تدرج المقياس





تحليل النسب


3- الكتلة و الاتزان Mass and Ballance


للكتلة و الاتزان اهمية كبيرة فى تجربة الانسان مع المبانى و هى تسبب رد فعل الانسان تجاه المبانى. و يتصل الاحساس بالكتلة و الاتزان مع مشاعر انسانية متعددة منها الاحساس بالامان و المرونة. و يمكن لكتلة مبنى مصمتة ما ان تعطى الاحساس بالامان و الاستمرارية و كتلة مبنى مفرغة ان تعطى الاحساس بالمرونة و الحرية. و من خلال تاريخ العمارة نجد العديد من طرق التعامل مع كتلة المبنى. و عن طريق تحليل المبانى التى توفر احساس واضح بالكتلة يمكن اكتشاف الاستخدامات المختلفة لوسائل التعامل مع الكتلة.

الاتزان هو التباين بين الاستقرار و الثبات او عدم الاستقرار و عدم الثبات. و يتضمن ذلك التعامل مع الاتزان المتماثل و غير المتماثل فى التكوينات و الاتزان فى البعد الثالث و هو جزء هام من الهندسة المعمارية.




الاتزان و اثبات




الخفة و المرونة فى الواجهة




الاتزان فى واجهة غير متماثلة






التشكيل فى البعد الثالث



4- التكرار و الايقاع Repetition and Rhythm



من اهم الطرق للوصول الى وحدة فى المبنى هى من خلال تكرار بعض العناصر مثل الشبابيك و الاعمدة. و وجود تشابه و لو بسيط بين العناصر هى احدى طرق تأكيد العلاقة و الاتحاد.

و اهمية الايقاع فى العمارة تكمن فى وجود علاقة بينها و بين الايقاع الانسانى مثل الحركة و التنفس و الايقاعات الطبيعية مثل موج البحر و تتابع فصول السنة. و مثلما تمثل الموسيقى الايقاعات المسموعة تمثل العمارة الايقاعات المرئية. و فى العمارة يكون الاساس هو محاولة الوصول الى ايقاع فى المسافات بين المكونات. و يعتمد الايقاع المرئى فى المبنى على المكونات و المسافات بينها. و هناك نوعان اساسيان من الايقاع يمكن تحديدهما: 1) الايقاع المنتظم بين المكونات على اساس من وحدات متماثلة و مسافات منتظمة، و 2) الايقاع المكون من تباعدات بين المكونات و المسافات. و يمكن ايضا الوصول الى ايقاعات من مسافات مختلفة و مكونات متباينة الحجم بالاضافة الى الايقاعات المتزايدة او المتناقصة.




الايقاع بالتكرار و الانتظام




الايقاع الحر و الايقاع المتزايد




ايقاعات متعددة


5-الوحدة و التنوع Unity and Diversity


احد المتغيرات الهامة فى تشكل المبنى هى مدى او درجة الوحدة و التنوع فى التشكيل. و هى غالبا ما تكون محصلة المتغيرات الاخرى ( المقياس و النسب و الكتلة و الاتزان و التكرار و الايقاع) فهى جميعا تستخدم للوصول الى الوحدة او التنوع. و من وسائل الحصول على وحدة او تنوع:

1) النموذج المتصل

2) الشبكية المديولية

3) استخدام شكل واحد بنفس المقياس

4) استقلال بين المكونات و الاجمال.

و التنوع يمكن الوصول اليه بالامتناع المتعمد عن اتباع قواعد الوحدة.