12.6.25

علم قطع الحجارة (أو ستيريوتومي Stereotomy)

 علم قطع الحجارة, أو ستيريوتومي (Stereotomy، من اليونانية: ستيريو صلب وتومي قطع) يشير إلى مجموعة من المعارف والتقنيات الهندسية التقليدية المتعلقة برسم وقطع كتل الحجارة وتجميعها لإنشاء هياكل معمارية معقدة مثل الجدار، القبو، القوس، الخ.).[1][2]

هذا العلم يمثل بديلا لتقنيات بناء أخرى تعتمد على استخدام قطع صغيرة من الحجارة (و/أو الطوب) لإنشاء هياكل هندسية معقدة. في هذه الحالة يمكن الحصول على استمرارية السطوح بفضل صغر حجم الحجارة وكثرة المفاصل بينها.


واجهة قاعة الصلاة في الجامع الكبير في القيروان، تونس


جذور تاريخية

يمكن تتبع جذور علم قطع الحجارة إلى العصور القديمة، حيث كانت الحاجة إلى بناء هياكل متينة ومعقدة من الحجر ضرورية. تشير بعض المصادر إلى أن تقنيات أولية لقطع وتشكيل الأحجار كانت موجودة حتى في عصور ما قبل التاريخ. ومع ذلك، تطور هذا العلم بشكل ملحوظ في الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية (في بناء الأهرامات والمعابد) والحضارة اليونانية والرومانية (في بناء الأعمدة والأقواس والقباب).

خلال العصور الوسطى، شهد علم قطع الحجارة ازدهاراً كبيراً في أوروبا مع بناء الكاتدرائيات القوطية الشاهقة. كان الحرفيون يمتلكون مهارات استثنائية في تصميم وقطع وتجميع الأحجار المعقدة لتشكيل الأقواس المدببة والقباب المضلعة والدعامات الطائرة التي تميز هذا الطراز المعماري.

في عصر النهضة، استمر تطور علم قطع الحجارة، وأصبح جزءاً أساسياً من المعرفة المعمارية. ظهرت رسائل وكتب توثق التقنيات والأساليب المختلفة، مما ساهم في نشر هذا العلم وتوحيد ممارساته.

التقنيات الأساسية:

  1. يرتكز علم قطع الحجارة على فهم عميق للهندسة الوصفية والقدرة على تصور الأشكال ثلاثية الأبعاد وتحويلها إلى رسومات ثنائية الأبعاد دقيقة. تتضمن بعض التقنيات الأساسية ما يلي:
  2. إنشاء رسومات تفصيلية تُظهر أبعاد وشكل كل قطعة حجرية وزوايا القطع المطلوبة لتجميعها مع القطع الأخرى. كان هذا يتم تقليدياً باستخدام أدوات بسيطة مثل البوصلة والمسطرة والمنقلة، ولكن حديثاً يتم استخدام برامج التصميم بمساعدة الحاسوب (CAD).
  3. تحويل كتل الحجر الخام إلى الأشكال المطلوبة باستخدام أدوات متنوعة. تاريخياً، كانت هذه العملية تتم يدوياً باستخدام الأزاميل والمطارق والمناشير الحجرية. أما اليوم، فتستخدم آلات أكثر تطوراً مثل المناشير السلكية وآلات القطع CNC (التحكم العددي بالحاسوب) التي توفر دقة وسرعة أكبر.
  4. وضع القطع الحجرية المشكلة في مواقعها المحددة وفقاً للتصميم الهندسي. تتطلب هذه المرحلة دقة وعناية لضمان الاستقرار الهيكلي والجمالية النهائية للبناء.

تطبيقات متنوعة:

على مر التاريخ، تم استخدام علم قطع الحجارة في مجموعة واسعة من التطبيقات المعمارية والإنشائية، بما في ذلك:

  1. إنشاء هياكل مقوسة أو قبوية تحمل أوزاناً كبيرة وتوفر مساحات داخلية واسعة.
  2. تصميم وتنفيذ سلالم دائرية معقدة تبدو وكأنها تطفو في الهواء دون دعم مرئي.
  3. نحت وتشكيل تفاصيل معمارية دقيقة لتزيين واجهات المباني.
  4. بناء جدران قوية ومتينة لمقاومة ضغط التربة أو المياه.
  5. إنشاء جسور قادرة على تحمل حركة المرور والأحمال الثقيلة.
  6. تصميم وتنفيذ عناصر أثاث فريدة من الحجر.

علم قطع الحجارة في العصر الحديث

على الرغم من ظهور مواد بناء حديثة مثل الخرسانة والصلب، لا يزال علم قطع الحجارة يحتفظ بأهميته في العصر الحديث. يتم استخدامه في:

  1. الحفاظ على الهياكل الحجرية القديمة وإصلاح الأجزاء المتضررة باستخدام نفس التقنيات والمواد الأصلية.
  2. إنشاء تصاميم فريدة ومتميزة تتطلب مهارات حرفية عالية واستخدام مواد طبيعية.
  3. إبداع أعمال فنية ثلاثية الأبعاد من الحجر.
  4. دمج التقنيات الرقمية في تصميم وتصنيع الأشكال الحجرية المعقدة، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والكفاءة.


طالع أيضا

مراجع

  1. ^ "Elements of Stone Masonry". مؤرشف من الأصل في 2017-07-24. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-27.
  2. ^ [https://books.google.com/books?id=apwbWtQ6rzcC&pg=PA18&dq=gaspard+monge+stereotomie+de+la+pierre&hl=fr&ei=yPO6TILgM4nDswb5p-yvDQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCcQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false Association des historiens modernistes des universités, La science à l'époque moderne : actes du colloque de 1996, éd. Presses Paris Sorbonne, 1998, ص. 20 Lire en ligne] نسخة محفوظة 09 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.