مستخدم:Hasanisawi/منهج هيدجر الفلسفي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
< مستخدم:Hasanisawi
محتويات
الوجودية ناقضت تلك الحركات الفلسفات التي كانت تدعو إلى صب الناس في قوالب تفكيرية وحياتية. يقول ياسبرز: (يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية. وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود. ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي الأصيل، لا الوجود الزائف الغير اصيل. وتبدأ الأصالة من الصمت، وتنتهي به، وغايتها الوحيدة هي معرفة معنى الوجود.
وأهم ما يميز هذا النوع من التفلسف هو أنها تبدأ من الإنسان وليس من الطبيعة. إنها فلسفة للذات Subject، وليس للموضوع Object . فالذات هي التي توجد أولاً, كينونة مركز للشعور, الفاعلة, التي تدرك مباشرة فعل الوجود المشخص. وليست الذات المفكرة.
يرى مارسيل أنه حينما يشعر الإنسان بالاغتراب وما يصاحبه من يأس وقلق، يشعر في قرارة نفسه بالحاجة إلى الوجود الحق، ويتولد لديه الإحساس بأن العالم واقع مستور محجوب عنه. سر لا حل له، لأنه ليس موضوع، حاضر حضوراً دائماً، ونحن نشاركه هذا السر دون أن معرفته.
فلذلك الوجودية لا تبالي بماهيات الأشياء وجواهرها، ولا بالوجود الممكن او الصور الذهنية المجردة. إن غرضها الأساسي هو كل موجود في الواقع والحقيقة.
ولذلك من اعظم إسهامات الوجودية هي دراسة موضوع الحياة العاطفية للإنسان، الذي أهملته الفلسفات السابقة، التي اعتبرته جزء من علم النفس, ولأن العقلانية.. اعتبرت ان نسبية العواطف والمشاعر عامل لا تتناسب مع الفلسفة، وبالتالي فهي عقبة في طريق المثل العليا للمعرفة الموضوعية. ولكن الوجوديين ذهبوا إلى أن هذه الموضوعات هي التي تجعلنا نندمج في العالم, خلاف لما يحدث من حيادية الملاحظات الموضوعية. ولذلك فقد أثبت الوجوديون من كيركجارد إلى هيدجر و سارتر, أن تحليلات الحالات الوجدانية: كالقلق، والملل، والغثيان، هي من اهم الموضوعات الفلسفية.
الوجودية لم تبتدع المشاكل الوجودية، من موت ومعاناة وألم، لأنها مشاكل تقليدية للفكر الفلسفي, بحثت في جميع العصور. فلقد تناولها الكثيرون من المفكرين مثل القديس أوغسطين وباسكال والناقد الأسباني ميجوويل دي أونامونو والروائي الروسي دوستويفسكي والشاعر والألماني ريزماريا ريلكه. ولكن بالرغم من ذلك فهم ليسو فلاسفة وجوديون.
نمت الأفكار الرئيسية للوجودية من الهم الذي يعيشه الإنسان كموجود ملقى هناك، بدون مخرج. ولهذا فالوجودية أحدثت ثورة انفتاحية على هذا الانغلاق، لتوكيد قدرة الإنسان على إعطاء معنى للعدم للغور في سبله وبالتالي تجاوزه.
التمييز بين الوجود والماهية تعتبر من أقدم مسائل الفلسفة . فالقول أن شيئاً موجود يشير ببساطة إلى واقعة وجوده هنا أو هناك، فالوجود يتسم سواء بالجزئية أو بانه معطى محض . فالكأس الزجاجي الموضوع على الطاولة موجود بوصفه أحد أشياء هذا العالم، ووجوده ماثل أمامي بوصفه واقعة ينبغي قبولها. وليس باستطاعتي أن أحذفه من الوجود، على الرغم من أنني أستطيع أن أغير من شكله. وبمجرد ما نتحدث عن الشكل، نكون قد بدأنا بالانتقال من الوجود إلى الماهية. وإذا كان وجود الشيء يرتبط بواقعة أنه موجود فأن ماهيته تعتمد على واقعة (ما هو) فماهية موضوع ما تتألف من تلك السمات الأساسية التي تجعله موضوعاً معيناً، وليس موضوعاً آخر.
أستخدم هيدجر ثلاثة مصطلحات في محاولتة تجنب الخلط حول كلمة الوجود, وهي .
هيدجر كون منهج فلسفي مترابط للبحث في الوجود والحياة, على عكس الفلسفات الوضعية التي رفضت الفلسفة التأملية باعتبارها فارغة وغير عملية. في وقت النجاح الباهر للعلوم الطبيعية(النظرية النسبية، والكوانتم), صاغ هيدجر منهجا وجوديا شديد الصرامة والصعوبة.
في كتابه "الكينونة والزمان" (الكتاب الأهم في فلسفة هيدجر والذي صدر سنة 1927) هدف هيدجر وضع أساسات لفلسفته. الفلاسفة الوجوديين تأثروا بكيركجارد وهوسرل ( مؤسس منهج الظاهريات), ولكن كان تأثير هيدجر كان اعمق لتفرده في السعي للتخلص الميتافيزيقا التقليدية, لصالح اهتمامات الإنسان وهمومه، والقطع مع الفلسفة المتعالية، وإقامة نظرية متكاملة حول الوجود من خلال دراسة مادته الأولية, أي الموجود البشري. خلافا لمنهجية كيركجارد التي كان يغلب عليها الطابع الديني, اتبع هيدجر المنهج الفينومنولوجي, الذي ابتكره أستاذه هوسرل, ولكن بطريقة مختلفة. ويكمن هذا الاختلاف في نقل المنهج من مجال الظواهر إلى مجال الوجود, فهو لا يبحث الوجود المطلق كما حال هيجل مثلا, بل ينطلق من تحليل آنية الوجود الإنساني كطريق أوحد للبحث في حقيقة الوجود الاصلي.
هيدجر يدعو لتجاوز الميتافيزيقيا التقليدية، والابتعاد عن العقلانية المثالية, وإعادة النظر والتركيز على تحليل العلاقة بين الموجود والموجودات المحيطة به. بهدف الكشف عن الوجود الاصيل وانتشاله من الضياع في الأداتية وحياة الناس اليومية، انه فعل تأسيس بين الموجود وآنيته.
في كتاب "ما هي الميتافيزيقا؟" يقول هيدجر: "أن القلق العميق الذي ينكشف لنا كلما امتددنا بجذورنا في أعماق الوجود كما لو كان ضباباً صامتاً من شأنه أن يغلف الأشياء والآخرين بصورة غريبة ويغلفنا نحن أنفسنا بلامبالاة شاملة. وهذا القلق هو الذي يكشف لنا عن الوجود في طابعه الشمولي ".
القلق يكشف للإنسان عن الحرية، فهو كيفية وجود الحرية باعتبارها شعوراً بالوجود، فالأنا التي أكونها الآن تعتمد على الأنا التي لم تتحقق بعد، كما إن هذه تعتمد على الأنا الحاضرة الآن لأنها مستقبلي الخاص، أو ماهيتي التي تتكون وفقاً لأفعالي الحالية والمستقبلية. لكن الإنسان يسعى دائماً إلى الهرب من القلق الذي يفرض عليه هذه الضرورة الدائمة من اللحاق بما وراء ذاته، نحو مستقبل هو نفسه في حالة هروب مستمر. وهذا الهروب هو ما يسميه هيدجر بفكرة السقوط أو الابتذال أو الوجود الزائف.
بلور هيدجر مشروعه الأنطولوجي من خلال خطوتين أساسيتين :
الوجود الغير أصيل له ثلاثة اشكال: الثرثرة والفضول واللبس.
4- أنه "موجود من أجل الموت", أي وعي الإنسان الدائم بحقيقته النهائية, التي عادة ما يلجأ إلى إغفالها والتهرب من التفكير فيها. وهذا التجاهل يؤدي به إلى الضياع في الوجود الغير أصيل.
الزمان عند هيدجر ليس مجرد امتداد أفقي، بل هو حركة دؤوبة نحو المستقبل، من حيث أن كل وجود هو إمكانية تنتظر التحقيق، وسواء أفضت هذه الحركة إلى الإمكانية الأخيرة، وهي إمكانية الموت، أو إلى إمكانية أخرى من العالم اليومي فإن المستقبل المشروع يتولد منها. وحين يقول هيدجر إن كينونتنا هي مشروع كينونة فقط، فهذا يعني أن الإنسان هو الكائن الذي عليه دائما أن يوجد، كما يعني أيضا أنه دائما في موقع العمل على تحقيق إمكاناته وفي توتر مستمر نحو المستقبل. والزمان ينبثق كما في" الكينونة والزمان "في ثلاثة أشكال إضافة إلى الماضي هناك المستقبل والحاضر. وعلى الرغم من أهمية الانبثاقات الزمانية الثلاثة عند هيدجر، إلا أن المستقبل يحتل أهمية خاصة بالنسبة له, لأنه يتمحور حول ما لم يوجد بعد. ولكن الآنية بحاجة إلى كبح اندفاعها إلى الأمام، ليتأمل ماضيه ويستنطق مضامينه. ولذلك العودة للماضي تحدث بشكل متزامن مع الحركة الدائبة نحو المستقبل. وهذا يعني ان الإنسان هو مجرد مشروع مستقبلي قابل للتحقق.
فالإنسان هو الذي يصنع التاريخ لما له من قدرة على تجاوز وضعه من خلال وعيه وإدراكه لتلك الشروط الموضوعية. فمثلا الماركسية كانت فكر ومذهب يهدف إلى نشر الوعي الطبقي بين العمال لصناعة التاريخ. فالانسان هو مشروع يهدف الى تجاوز الوضع الحالي ليصنع تاريخه, من خلال الوعي بالشروط المحيطة والتحرر منها.
هيدجر لم يغير من مفاهيمه الأساسية حول الزمان ولكنه اضاف بعد الاستلماس* PORRECTION " إلى الأبعاد الزمانية الثلاثة السابقة, فأصبحت أربعة: الماضي، الحاضر، المستقبل , والاستلماس بينهما. الذي يعني فتح الأبعاد الثلاثة على بعضها البعض. فكرة الوجود عند هيدغر اقترنت بفكرة الإنسان الغارق في حياة الناس الآخرين. وفي حال أصالته أو مشروعيته فهو يعتمد علي المنهج الفينومينولوجي القائم علي وصف الظواهر القائمة كما هي معطاة للذات إلى أن يستخلص الفيلسوف دلالتها المختلفة. وقد كان هدف هيدجر من كتاب "الكينونة والزمان" دراسة الموجود الإنساني اولا ومن ثم بلوغ الكينونة. خلافا لما كانت تقوم به الفلسفات الأخرى, ابتداء من سقراط وأرسطو حيث كانت تفهم الوجود الإنساني في إطار نظرة شمولية للوجود باعتبار "الوجود الإنساني" جزء من "وجود كلي مطلق".
حاول هيدغر أن يجعل الظاهرة الإنسانية تنفتح علي دلالة وجودية شاملة، فهو ينفي إمكانية الفصل بين الوجوديين، ولم تعد فكرة الوجود أو الكينونة خاضعة لحسابات المنطق، بل دخلت تجربة معاناة الوجود الإنساني وتناقضاته. كما وأصبح البرهان ألوصفي هو المعتمد في تحليل الظواهر الموجودة بدلا من البرهان العقلي.
بالرغم من ان فلسفة هيدغر ذات طموح واضح ومحدد، فهي لا تدعي تقديم حقائق نهائية، أو أنها قادرة علي إثبات يقين أو دحض آخر، إنها فلسفة وصفية – مهمتها الأولى تصوير الواقع الإنساني وكشف خبايا دلالاته من تجربة كل موجود إنساني علي حده، وعليه أن يتصرف فيما بعد وفق لما يعتقد انه عامل إثراء لهذه التجربة.
هيدجر مارس في فلسفته الوجودية، طريقة في التفكير الفلسفي تعد حقا صيغة قريبة من منهج التفكير الجنيالوجي؛ إنها طريقة يصفها أحيانا بأنها "استذكار" ويسميها أحيانا أخرى "بالخطوة إلى الوراء" وقد أفصح عنها في نص الهوية والاختلاف [5]. ويتعلق الأمر بمحاولات دؤوبة للحفر والتراجع إلى الوراء في ماضي أفكار وحقائق "الميتافيزيقا"، استقصاء واستكشافا للأسس التي أنشئت عليها عبر تاريخ الفلسفة.
ومن اللافت للانتباه أن هيدجر عندما يطبق منهج "الخطوة إلى الوراء" ويتراجع في تأملاته الفلسفية بحثا عن الأسس التي أقيمت عليها "حقائق" الأفكار، فهو لا يتوقف عند أي شيء يصل إليه، ويستمر في التراجع والتقهقر وفي إعادة طرح السؤال؛ وكأن فلسفته لا يعنيها بتاتا أن تتوقف لحظة عند جواب معين قد يكون بالفعل مؤقتا، ولكنه اعتبرها حقيقته في في تلك اللحظة التاريخية؛ وكأن الاهتمام الأساسي ينصب على السؤال نفسه بغض النظر عن الأجوبة المعطاة. حتى يبدو أن مشروع هيدجر الفلسفي لا يتوقف عند أي حقيقة. فما كان فكر هيدجر يكتشفه وينسجه في النهار كان يعود إلى حله وتفكيكه في الليل، وذلك حتى يتسنى له معاودة الكرة في اليوم التالي.
وتلك هي طبيعة منهج "الخطوة إلى الوراء" في كتابة تاريخ الأفكار الفلسفية بصفة خاصة: فيه يغض الطرف قصدا عن رؤية جميع تلك الخطوات الأخرى التي قطعتها أفكار البشرية إلى الأمام، وفيه لا يكترث كثيرا بما يعتبر تطورا في تاريخ الفكر البشري. إنه يعيد دوما الكرة من جديد ويعيد كل شيء من البداية لكي لا يفضي إلى المتاهات. والمفارقة أن هيدجر في تراجعه إلى الوراء وتحت ذريعة التأسيس الأصيل… لا يلبث أن يفاجئنا بالقول في النهاية وعلى غرار سلفه نيتشه، بأن ليس هناك أي أساس على الإطلاق!. [6]
فلسفة هيدجر تعرضت للكثير من الانتقادات الفلسفية البحتة كاتهامه بالعداء للمنطق، وانتصاره للعاطفة، وإنكاره للقيم، ومناداته بالنزعة العدمية , إضافة إلى غموض فلسفته. يمكن تفسير فلسفة هيدجر بانها ولدت في العصر الذي تحالفت فيه العقلانية مع التقنية , وهذه كان من الاسباب التي دعته الى مفارقة واقعه واختلاق عالم آخر. ومن هنا جاء رفضه للمنطق , ودعا لعقلانية متمايزة نبذ المعرفة النموذجية. هيدجر يهدف إلى إقناعنا بأن حياة التقنية والتقدم الصناعي، هي عقاب لا خلاص لنا منه إلى باللجوء إلى الخصوصية والفردانية. ولكن ربما هذا قد يؤدي بنا مرة اخرى إلى الاغتراب عن إمكانيات وجودنا في العالم.
مهمة فلسفة هيدجر حاولت ان تكشف لنا عن خبايا الواقع الانساني، وتركت لنا حرية التجربة, لأنها لا تقدم تعاريف وأحكام جاهزة، بل كل موجود يملك هو وحده مفتاح إمكانيات وجوده . ويقول هيدجر: الإنسان يوجد ثم يريد أن يكون، ويكون ما يريد أن يكونه بعد القفزة التي يقفزها إلى الوجود، والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه ).
< مستخدم:Hasanisawi
محتويات
- 1 تعريف الوجودية
- 1.1 الوجود والماهية
- 2 مارتن هيدجر
- 3 منهجية هيدجر
- 3.1 هيدجر بين الكينونة والزمان
- 3.2 اليونان عند هيدجر
- 4 خلاصة
- 5 مصادر
تعريف الوجودية
الفكرة الجوهرية للوجودية عبر عنها سارتر بقوله ان هناك أزمة في الأيمان وأزمة في العلم، ولكي يصنع الإنسان حريته - التي كان ديكارت قد أودعها بين يدي الله وحده - يجب ان ينطلق من ان حقيقته هي أساس كل نزعه إنسانية, وهي: أن الأنسان هو الموجود الذي يتوقف وجود العالم على ظهوره.الوجودية ناقضت تلك الحركات الفلسفات التي كانت تدعو إلى صب الناس في قوالب تفكيرية وحياتية. يقول ياسبرز: (يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية. وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود. ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي الأصيل، لا الوجود الزائف الغير اصيل. وتبدأ الأصالة من الصمت، وتنتهي به، وغايتها الوحيدة هي معرفة معنى الوجود.
وأهم ما يميز هذا النوع من التفلسف هو أنها تبدأ من الإنسان وليس من الطبيعة. إنها فلسفة للذات Subject، وليس للموضوع Object . فالذات هي التي توجد أولاً, كينونة مركز للشعور, الفاعلة, التي تدرك مباشرة فعل الوجود المشخص. وليست الذات المفكرة.
يرى مارسيل أنه حينما يشعر الإنسان بالاغتراب وما يصاحبه من يأس وقلق، يشعر في قرارة نفسه بالحاجة إلى الوجود الحق، ويتولد لديه الإحساس بأن العالم واقع مستور محجوب عنه. سر لا حل له، لأنه ليس موضوع، حاضر حضوراً دائماً، ونحن نشاركه هذا السر دون أن معرفته.
فلذلك الوجودية لا تبالي بماهيات الأشياء وجواهرها، ولا بالوجود الممكن او الصور الذهنية المجردة. إن غرضها الأساسي هو كل موجود في الواقع والحقيقة.
ولذلك من اعظم إسهامات الوجودية هي دراسة موضوع الحياة العاطفية للإنسان، الذي أهملته الفلسفات السابقة، التي اعتبرته جزء من علم النفس, ولأن العقلانية.. اعتبرت ان نسبية العواطف والمشاعر عامل لا تتناسب مع الفلسفة، وبالتالي فهي عقبة في طريق المثل العليا للمعرفة الموضوعية. ولكن الوجوديين ذهبوا إلى أن هذه الموضوعات هي التي تجعلنا نندمج في العالم, خلاف لما يحدث من حيادية الملاحظات الموضوعية. ولذلك فقد أثبت الوجوديون من كيركجارد إلى هيدجر و سارتر, أن تحليلات الحالات الوجدانية: كالقلق، والملل، والغثيان، هي من اهم الموضوعات الفلسفية.
الوجودية لم تبتدع المشاكل الوجودية، من موت ومعاناة وألم، لأنها مشاكل تقليدية للفكر الفلسفي, بحثت في جميع العصور. فلقد تناولها الكثيرون من المفكرين مثل القديس أوغسطين وباسكال والناقد الأسباني ميجوويل دي أونامونو والروائي الروسي دوستويفسكي والشاعر والألماني ريزماريا ريلكه. ولكن بالرغم من ذلك فهم ليسو فلاسفة وجوديون.
نمت الأفكار الرئيسية للوجودية من الهم الذي يعيشه الإنسان كموجود ملقى هناك، بدون مخرج. ولهذا فالوجودية أحدثت ثورة انفتاحية على هذا الانغلاق، لتوكيد قدرة الإنسان على إعطاء معنى للعدم للغور في سبله وبالتالي تجاوزه.
الوجود والماهية
إن الوجودي لا يهتم بوجود الوجود وحده، بتجريده مما هو، لتركيز تفكيره على عملية وجوده بل أن هدفه، كما يقول مارسيل "هو إبراز وحدة الوجود والموجود "، تلك الوحدة التي لا انفصام لها. وكأنهما جسداً واحد.التمييز بين الوجود والماهية تعتبر من أقدم مسائل الفلسفة . فالقول أن شيئاً موجود يشير ببساطة إلى واقعة وجوده هنا أو هناك، فالوجود يتسم سواء بالجزئية أو بانه معطى محض . فالكأس الزجاجي الموضوع على الطاولة موجود بوصفه أحد أشياء هذا العالم، ووجوده ماثل أمامي بوصفه واقعة ينبغي قبولها. وليس باستطاعتي أن أحذفه من الوجود، على الرغم من أنني أستطيع أن أغير من شكله. وبمجرد ما نتحدث عن الشكل، نكون قد بدأنا بالانتقال من الوجود إلى الماهية. وإذا كان وجود الشيء يرتبط بواقعة أنه موجود فأن ماهيته تعتمد على واقعة (ما هو) فماهية موضوع ما تتألف من تلك السمات الأساسية التي تجعله موضوعاً معيناً، وليس موضوعاً آخر.
أستخدم هيدجر ثلاثة مصطلحات في محاولتة تجنب الخلط حول كلمة الوجود, وهي .
- الوجود المتعين ( الوجود هنا أو هناك ) وهو مصطلح يستخدم عادةً للدلالة على أنواع مختلفة من الوجود ولكن هيدجر يقصر استخدامه على الوجود المتمثل في حالة الإنسان.
- الحضور المباشر أو الحضور في متناول اليد، يعني أنه شيء يمكن أن يلتقي به المرء في العالم مصادفة.
- الوجود البشري, وهو تحديد للكينونة، ويخصص للوجود المتعين وحده , ويقول هيدجر : "أن ماهية المتعين تكمن في وجوده". أي أنه يعني ماهية الوجود المتعين لا تتألف من خصائصه بل من الطرق الممكنة لوجوده.
مارتن هيدجر
مارتن هيدجر ( 1889- 1976) أحد أكبر الفلاسفة الوجوديين على مر التاريخ. الفلسفة الوجودية بحثت وتناولت مشكلات مثل معنى الحياة والموت والقلق والألم وغيرها من القضايا المصيرية. ما يميز الوجودية عن غيرها من فلسفات القرن العشرين (مارسل، كارل ياسبرز، هيدجر، سارتر، جملة خصائص, وهي :- تنبع ابتداء من "تجربة" حية معاشة، فهي عند ياسبرز في "إدراك هشاشة الوجود" وعند هيدجر في "السير باتجاه الموت" وعند سارتر ب "الغثيان".
- الموضوع الرئيسي هو "الوجود". كفاعل نشط، "في تحقق", أي مستكمل لإمكانياته في الوجود.
- الإنسان ذاتية خاصة وليس تجسيد حيوي لشيء أشمل منه. يوجد نفسه بنفسه. وهذا لا يعني انغلاقا بل انفتاحا، على العالم وعلى الآخرين.
- الواقع هو طريق المعرفة وتجربة القلق تجعل الإنسان يدرك محدوديته وهشاشة وضعه في العالم, والوجود من اجل الموت هو أصل المعرفة الحقيقة.
- رفض التمييز التقليدي بين الموضوع والمحمول والذي قالت به الفلسفة العقلانية. لأن العقل في رأي الوجوديون لا يوصل إلى معرفة حقيقية، فالمعرفة لا تأتي إلا عن طريق ممارسة الواقع أي ممارسة تجربة القلق، فالقلق هو الموقف الذي يدرك فيه الإنسان قمة تلاشي ماهيته الإنسانية كما يدرك من خلاله مدى ضآلته وضياع موقفه في العالم. ويرى هيدجر إن الإنسان ما ألقيَّ في العالم، إلا ليبدأ مسيرته نحو الموت.
هيدجر كون منهج فلسفي مترابط للبحث في الوجود والحياة, على عكس الفلسفات الوضعية التي رفضت الفلسفة التأملية باعتبارها فارغة وغير عملية. في وقت النجاح الباهر للعلوم الطبيعية(النظرية النسبية، والكوانتم), صاغ هيدجر منهجا وجوديا شديد الصرامة والصعوبة.
في كتابه "الكينونة والزمان" (الكتاب الأهم في فلسفة هيدجر والذي صدر سنة 1927) هدف هيدجر وضع أساسات لفلسفته. الفلاسفة الوجوديين تأثروا بكيركجارد وهوسرل ( مؤسس منهج الظاهريات), ولكن كان تأثير هيدجر كان اعمق لتفرده في السعي للتخلص الميتافيزيقا التقليدية, لصالح اهتمامات الإنسان وهمومه، والقطع مع الفلسفة المتعالية، وإقامة نظرية متكاملة حول الوجود من خلال دراسة مادته الأولية, أي الموجود البشري. خلافا لمنهجية كيركجارد التي كان يغلب عليها الطابع الديني, اتبع هيدجر المنهج الفينومنولوجي, الذي ابتكره أستاذه هوسرل, ولكن بطريقة مختلفة. ويكمن هذا الاختلاف في نقل المنهج من مجال الظواهر إلى مجال الوجود, فهو لا يبحث الوجود المطلق كما حال هيجل مثلا, بل ينطلق من تحليل آنية الوجود الإنساني كطريق أوحد للبحث في حقيقة الوجود الاصلي.
هيدجر يدعو لتجاوز الميتافيزيقيا التقليدية، والابتعاد عن العقلانية المثالية, وإعادة النظر والتركيز على تحليل العلاقة بين الموجود والموجودات المحيطة به. بهدف الكشف عن الوجود الاصيل وانتشاله من الضياع في الأداتية وحياة الناس اليومية، انه فعل تأسيس بين الموجود وآنيته.
في كتاب "ما هي الميتافيزيقا؟" يقول هيدجر: "أن القلق العميق الذي ينكشف لنا كلما امتددنا بجذورنا في أعماق الوجود كما لو كان ضباباً صامتاً من شأنه أن يغلف الأشياء والآخرين بصورة غريبة ويغلفنا نحن أنفسنا بلامبالاة شاملة. وهذا القلق هو الذي يكشف لنا عن الوجود في طابعه الشمولي ".
القلق يكشف للإنسان عن الحرية، فهو كيفية وجود الحرية باعتبارها شعوراً بالوجود، فالأنا التي أكونها الآن تعتمد على الأنا التي لم تتحقق بعد، كما إن هذه تعتمد على الأنا الحاضرة الآن لأنها مستقبلي الخاص، أو ماهيتي التي تتكون وفقاً لأفعالي الحالية والمستقبلية. لكن الإنسان يسعى دائماً إلى الهرب من القلق الذي يفرض عليه هذه الضرورة الدائمة من اللحاق بما وراء ذاته، نحو مستقبل هو نفسه في حالة هروب مستمر. وهذا الهروب هو ما يسميه هيدجر بفكرة السقوط أو الابتذال أو الوجود الزائف.
منهجية هيدجر
أكد هيدجر أن فلسفته ليست تجريدية عقلية، بل هي دراسة ظواهر الوجود المتحقق في الموجودات. [1]بلور هيدجر مشروعه الأنطولوجي من خلال خطوتين أساسيتين :
- الخطوة الأولى تدور حول موضوع ثابت ومحدد, وهو البحث في مسألة الموجود،
- أما الخطوة الثانية فتكمن في تعليق أحكام الميتافيزيقا السابقة، باعتبار أن الفكر هو دائما فكر الموجود. وبالتالي فالمهمة الأساسية هنا تكمن في الكشف عن المقومات الأنطولوجية للموجود بوصفه انفتاح على الوجود". وكونه موضوع الانطولوجيا لأنه الكائن الوحيد الذي له علاقة مع ذاته. الإنسان عند هيدجر هو الآنية (DASEIN) ، ظاهرة من ظواهر الوجود، محدود في الزمانية. [2] ويمكن تلخيص صفات الآنية بما يلي:
- 1- إنه "موجود في العالم"
- 2- إنه "موجود مع الآخرين"
الوجود الغير أصيل له ثلاثة اشكال: الثرثرة والفضول واللبس.
- الثرثرة لا تعتمد على البرهنة والموضوعية, وتكرر قول الناس في الحياة اليومية وبطريقة . وهذا الشعور بالسطحية, يدفع الفرد إلى الشكل الثاني:
- الفضول في محاولة معرفة الأشياء ولا شيء, وهذا يدفعه الى العيش في أوهام مشاريعه الكثيرة.
- أما الشكل الثالث فهو الغموض, حيث يفقد الإنسان القدرة على معرفة حقيقه ذاته, بسبب ضياعه في الناس.
- 3- إنه "موجود قلق"
4- أنه "موجود من أجل الموت", أي وعي الإنسان الدائم بحقيقته النهائية, التي عادة ما يلجأ إلى إغفالها والتهرب من التفكير فيها. وهذا التجاهل يؤدي به إلى الضياع في الوجود الغير أصيل.
هيدجر بين الكينونة والزمان
علاقة الكينونة بالزمان , فالآنية (الدازين ) أو الموجود الزماني لا باعتباره شيء منفصل عن الزمان بل هو مكون للزمان نفسه. الزمان هو حركة دائبة نحو المستقبل، الذي هو الموت. وهنا التجلي المطلق للعدم يصبح محل السؤال. هذا العدم يكشف عن قلق الوجود ويكشف الغطاء عنه. [4]الزمان عند هيدجر ليس مجرد امتداد أفقي، بل هو حركة دؤوبة نحو المستقبل، من حيث أن كل وجود هو إمكانية تنتظر التحقيق، وسواء أفضت هذه الحركة إلى الإمكانية الأخيرة، وهي إمكانية الموت، أو إلى إمكانية أخرى من العالم اليومي فإن المستقبل المشروع يتولد منها. وحين يقول هيدجر إن كينونتنا هي مشروع كينونة فقط، فهذا يعني أن الإنسان هو الكائن الذي عليه دائما أن يوجد، كما يعني أيضا أنه دائما في موقع العمل على تحقيق إمكاناته وفي توتر مستمر نحو المستقبل. والزمان ينبثق كما في" الكينونة والزمان "في ثلاثة أشكال إضافة إلى الماضي هناك المستقبل والحاضر. وعلى الرغم من أهمية الانبثاقات الزمانية الثلاثة عند هيدجر، إلا أن المستقبل يحتل أهمية خاصة بالنسبة له, لأنه يتمحور حول ما لم يوجد بعد. ولكن الآنية بحاجة إلى كبح اندفاعها إلى الأمام، ليتأمل ماضيه ويستنطق مضامينه. ولذلك العودة للماضي تحدث بشكل متزامن مع الحركة الدائبة نحو المستقبل. وهذا يعني ان الإنسان هو مجرد مشروع مستقبلي قابل للتحقق.
فالإنسان هو الذي يصنع التاريخ لما له من قدرة على تجاوز وضعه من خلال وعيه وإدراكه لتلك الشروط الموضوعية. فمثلا الماركسية كانت فكر ومذهب يهدف إلى نشر الوعي الطبقي بين العمال لصناعة التاريخ. فالانسان هو مشروع يهدف الى تجاوز الوضع الحالي ليصنع تاريخه, من خلال الوعي بالشروط المحيطة والتحرر منها.
هيدجر لم يغير من مفاهيمه الأساسية حول الزمان ولكنه اضاف بعد الاستلماس* PORRECTION " إلى الأبعاد الزمانية الثلاثة السابقة, فأصبحت أربعة: الماضي، الحاضر، المستقبل , والاستلماس بينهما. الذي يعني فتح الأبعاد الثلاثة على بعضها البعض. فكرة الوجود عند هيدغر اقترنت بفكرة الإنسان الغارق في حياة الناس الآخرين. وفي حال أصالته أو مشروعيته فهو يعتمد علي المنهج الفينومينولوجي القائم علي وصف الظواهر القائمة كما هي معطاة للذات إلى أن يستخلص الفيلسوف دلالتها المختلفة. وقد كان هدف هيدجر من كتاب "الكينونة والزمان" دراسة الموجود الإنساني اولا ومن ثم بلوغ الكينونة. خلافا لما كانت تقوم به الفلسفات الأخرى, ابتداء من سقراط وأرسطو حيث كانت تفهم الوجود الإنساني في إطار نظرة شمولية للوجود باعتبار "الوجود الإنساني" جزء من "وجود كلي مطلق".
حاول هيدغر أن يجعل الظاهرة الإنسانية تنفتح علي دلالة وجودية شاملة، فهو ينفي إمكانية الفصل بين الوجوديين، ولم تعد فكرة الوجود أو الكينونة خاضعة لحسابات المنطق، بل دخلت تجربة معاناة الوجود الإنساني وتناقضاته. كما وأصبح البرهان ألوصفي هو المعتمد في تحليل الظواهر الموجودة بدلا من البرهان العقلي.
بالرغم من ان فلسفة هيدغر ذات طموح واضح ومحدد، فهي لا تدعي تقديم حقائق نهائية، أو أنها قادرة علي إثبات يقين أو دحض آخر، إنها فلسفة وصفية – مهمتها الأولى تصوير الواقع الإنساني وكشف خبايا دلالاته من تجربة كل موجود إنساني علي حده، وعليه أن يتصرف فيما بعد وفق لما يعتقد انه عامل إثراء لهذه التجربة.
هيدجر مارس في فلسفته الوجودية، طريقة في التفكير الفلسفي تعد حقا صيغة قريبة من منهج التفكير الجنيالوجي؛ إنها طريقة يصفها أحيانا بأنها "استذكار" ويسميها أحيانا أخرى "بالخطوة إلى الوراء" وقد أفصح عنها في نص الهوية والاختلاف [5]. ويتعلق الأمر بمحاولات دؤوبة للحفر والتراجع إلى الوراء في ماضي أفكار وحقائق "الميتافيزيقا"، استقصاء واستكشافا للأسس التي أنشئت عليها عبر تاريخ الفلسفة.
ومن اللافت للانتباه أن هيدجر عندما يطبق منهج "الخطوة إلى الوراء" ويتراجع في تأملاته الفلسفية بحثا عن الأسس التي أقيمت عليها "حقائق" الأفكار، فهو لا يتوقف عند أي شيء يصل إليه، ويستمر في التراجع والتقهقر وفي إعادة طرح السؤال؛ وكأن فلسفته لا يعنيها بتاتا أن تتوقف لحظة عند جواب معين قد يكون بالفعل مؤقتا، ولكنه اعتبرها حقيقته في في تلك اللحظة التاريخية؛ وكأن الاهتمام الأساسي ينصب على السؤال نفسه بغض النظر عن الأجوبة المعطاة. حتى يبدو أن مشروع هيدجر الفلسفي لا يتوقف عند أي حقيقة. فما كان فكر هيدجر يكتشفه وينسجه في النهار كان يعود إلى حله وتفكيكه في الليل، وذلك حتى يتسنى له معاودة الكرة في اليوم التالي.
وتلك هي طبيعة منهج "الخطوة إلى الوراء" في كتابة تاريخ الأفكار الفلسفية بصفة خاصة: فيه يغض الطرف قصدا عن رؤية جميع تلك الخطوات الأخرى التي قطعتها أفكار البشرية إلى الأمام، وفيه لا يكترث كثيرا بما يعتبر تطورا في تاريخ الفكر البشري. إنه يعيد دوما الكرة من جديد ويعيد كل شيء من البداية لكي لا يفضي إلى المتاهات. والمفارقة أن هيدجر في تراجعه إلى الوراء وتحت ذريعة التأسيس الأصيل… لا يلبث أن يفاجئنا بالقول في النهاية وعلى غرار سلفه نيتشه، بأن ليس هناك أي أساس على الإطلاق!. [6]
اليونان عند هيدجر
مثلت الفترة الي وناني مرحلة أساسية في بحث هيدجر التاريخي واللغوي. حيث نجد العديد من مفاهيمها في كتبه, مثل "مبدأ العلة" و "أصل العمل الفني" , كذلك بحثه في الحقيقة والتقنية والوجود. في كل هذه البحوث واخرى تبدو اللحظة اليونانية حاضرة. فلماذا العودة لليونان ؟ ,يقول هيدجر انها منبع الفلسفة ودهشة السؤال الاول عن الوجود. فمثلا عبارة الموجود يظهر في ضوء الوجود ، هي التي أوقعت اليونانيين في الاندهاش. وهذه الحقيقة شوهتها المذاهب الفلسفية اللاحقة.خلاصة
فلسفة هيدجر في مجملها متعددة الأوجه، موحدة الهدف، تبحث أساسا في علاقة الموجود بالوجود , من حيث علاقته الزمانية بذاته وبالموجودات الآخر. فلسفة تبحث في العلاقة بين الميتافيزيقا والانطولوجيا، وبينها وبين الشعر، وبين الفكر واللغة، وبين التقنية واللغة.فلسفة هيدجر تعرضت للكثير من الانتقادات الفلسفية البحتة كاتهامه بالعداء للمنطق، وانتصاره للعاطفة، وإنكاره للقيم، ومناداته بالنزعة العدمية , إضافة إلى غموض فلسفته. يمكن تفسير فلسفة هيدجر بانها ولدت في العصر الذي تحالفت فيه العقلانية مع التقنية , وهذه كان من الاسباب التي دعته الى مفارقة واقعه واختلاق عالم آخر. ومن هنا جاء رفضه للمنطق , ودعا لعقلانية متمايزة نبذ المعرفة النموذجية. هيدجر يهدف إلى إقناعنا بأن حياة التقنية والتقدم الصناعي، هي عقاب لا خلاص لنا منه إلى باللجوء إلى الخصوصية والفردانية. ولكن ربما هذا قد يؤدي بنا مرة اخرى إلى الاغتراب عن إمكانيات وجودنا في العالم.
مهمة فلسفة هيدجر حاولت ان تكشف لنا عن خبايا الواقع الانساني، وتركت لنا حرية التجربة, لأنها لا تقدم تعاريف وأحكام جاهزة، بل كل موجود يملك هو وحده مفتاح إمكانيات وجوده . ويقول هيدجر: الإنسان يوجد ثم يريد أن يكون، ويكون ما يريد أن يكونه بعد القفزة التي يقفزها إلى الوجود، والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه ).
مصادر
- ^ Fuʾād Kāmil ʻAbd al-ʻAzīz الدر القومية،, 1962
- ^ عبد الرحمن بدوي: الحضور والغياب : دراسات نقدية 2003
- ^ دراسات في الفلسفة المعاصرة, زكريا إبراهيم
- ^ الناشر : الدار العربية للعلوم - منشورات الاختلاف - المركز الثقافي العربي, عمر مهيبل/ 2005
- ^ Martin Heidegger, Identité et différence, in Question I, Paris, Gallimard, 1979
- ^ Luc Ferry... La Pensée 68, Essais sur l’anti-humanisme contemporain, Paris, Gallimard, 1985
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق