مستخدم:Hasanisawi/تأثير المعتزلة على الكندي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أدى البحث اللاهوتي عند علماء الكلام المسلمين الى النظر في قضايا مثل:
من اهم القضايا التي شغلت هذه الفرق تتعلق بالصفات الإلهية. حيث فكر المعتزلة وجد اهتماما في الفلسفة الإسلامية, بينما فكر الأشاعرة وجد حضورا في المذهب السني. [2]
ابن سينا قال ان فعل الإنسان من لوازم ما ساقت اليه الاحوال الماضية التي لا بد من وقوع ما يتبعها. والكندي قال ان الانسان فاعل بالمجاز. وكل هذا يناقض اعتقاد المعتزلة بان الانسان قادر ان ينفذ في الطبيعة من الأفعال ما تنسب إليه نسبة حقيقية. ولكن هذا الاعتقاد يؤدي الى توتر العلاقة بين اللة والانسان. وفي هذا الصدد يمكن الإشارة الى بعض الجوانب المهمة, وهي:
المعتزلة والاشاعرة يقرّان كليهما مسؤولية الانسان عن فعله من حيث النظام الاتم للكون لانهم تناولوا مفهوم اللطف الالهي. أما بما يتعلق باعطاء دور الانسان في التاريخ أي فاعليته في الساحات الثلاثة: النفسية والاجتماعية والطبيعية, فقد قالوا ان الانسان ليس محكوم بعبودية مطلقة اتجاة اللة. على الرغم ان الأشاعرة اعطوا أولوية للمعرفة النصية على المعرفة العقلية التي اعتقد المعتزلة انها مناط التكليف الا انهما مثلتا التوجة ضد انصياع الانسان لسلطة اللة المطلقة.
ولكن كل هذا لا يؤدي في المحصلة النهائية الى اختلاف جوهري في نظرة الفرقتين الى الكون وما يجري فيه. فيصبح تاريخ الكون بمثابة التحقيق الفعلي لعلم اللة. أي هو وحدة القادر على خلق الحدث. فعند المعتزلة الكون هو المتحقق المحسوس لعلم وإرادة اللة. أما عند الاشاعرة فهو المرجع المحسوس للإرادة الالهية.
هذه الرؤى تنكر دور الانسان والمجتمع في تغيير معطيات الواقع لانتاج حدث سياسي او اجتماعي. لان اي تغيير اما ان يكون معطى سلفا في العلم الالهي او منوط بمشيئة اللة.
ان اي نظرة لاهوتية للتاريخ تخلق توترا دائم في العلاقة بين اللازماني (القديم) والزماني (الحادث). وتجعل التاريخ الدنيوي يندرج ضمن المسار المستقيم لتاريخ النجاة الأخروي الذي يبدأ بالخلق الأول وينتهي يوم النشور. (محمد أركون)
لم يختلف علماء الكلام والفلاسفة المسلمون على ان اللة هو العلة التامة للكون. ولكنهم اختلفوا في علاقة العلة بالمعلول. فالمعتزلة قالوا ان المعلول لا يمكن ان يتخلف عن علته, اما الكندي فقال ان اللة علة مبدعة. ومن هنا فهو صنف الافعال الى من فعله حقيقي ومن فعله بالمجاز.
فالسؤال هنا هو ما هي علاقة الاشياء ببعضها البعض , هل تتأثر ببعضها تأثيرا حقيقيا ؟. فيقول الكندي ان الفاعل بالحقيقة هو اللة (المُدع) العلة الفاعلة البعيدة لكون كل كائن وفاسد وكل محسوس ومعقول. فمن دونه, أي جميع مخلوقاتة فانها فاعلات بالمجاز, اولها ينفعل عن الباري وينفعل عنه اخر وهكذا حتى المنفعل الاخير. فإذا نسب الى هذه الفاعلات فعلا فلا يكون حقيقيا. انها فاعلات متوسطة كما يقول الكندي, واللة هو العلة الاولى لجميع المفعولات التي بتوسط او بغير توسط.
ولكن بهذه الطريقة يحدث خلل في العلاقة بين العلة والمعلول , واذا كانت ضرورة ؟. لان التاثير ولتاثر بهذه الطريقة تبدو فقط ظاهرية. او هل البديل هو التعاقب في الزمان او التجاور في المكان. والذي وصفة الأشاعرة بالوسائط المعدة لا الموجبة. وحتى في هذه الطريقة التجاور والتعاقب بحاجى ضامن لضمان استمرارية الوجود والمعرفة. وهذا الوظيفة يسندها الكندي الى العلة الحقيقية لجميع المفعولات سواء بتوسط او بغير توسط.
في هذا الصدد يقول الكندي ان الحركة الدائمة للجرم الاقصى وهو المنفعل الاول, تُخرج ما هو بالقوة الى الفعل. وهنا الكندي يميز بين العلة البعيدة والعلة القريبة. ويابع ان هناك سلسلة من العلل والمعلولات التي اذا خضعت للكون والفساد فمن طبيعتها. فلذلك الطبيعة عندة هي علة اولية. وبهذا الطبيعة تبدو خلاقة واعتبرها كائن حي قادر على ايجاد التغيرات التي تحدث له وفيه. ولكن الكندي يرجع هذه العلة الى شيء خارج الاشياء ويقول ان العلاقة بين اطراف سلسلة العلل والمعلولات ضرورية. وهذا يعني ان هذا الكون محكوم بالضرورة ؟. يقول لو كان لدينا القدرة على الاحاطة بكل هذا العدد الامحدود من العلل والمعلولات لكان بامكاننا ان بتنبئ بادق التفاصيل. وهذا مستحيل وما يستطيع ان يفعلة الانسان هو معرفة جزء من هذه السلسلة الطويلة من المعلولات , ولكن حتى بهذه لطريقة فهو يخلعها من صورتها الحقيقية. وربما قلنا ان هذه الضرورة تأتي من القوة التي اودعت في الاشياء, والتي ينسجم مع فكر الكندي, او لان الضرورة أتية من قوة تحكم الكون تحكميا بلا هدف. ولكن هذه الفرضية لا يقبلها الكندي بقوله ان هناك مدبر وهناك ايضا غائية وهذا ما ينطبق على الفعل الالهي, لان اللة هو علة فاعلة وغائية معا.
وبهذه الطريقة ضرورة كهذه تحقق هدفين: الاول هو ان الطبيعة لا تفعل شيء بدون قصد, والثاني هو ابعاد النظام الميكانيكي لان هذا يبعد استمرارية فعل اللة في الكون. ولتلافي ذلك يؤكد الكندي ان العلة البعيدة هي الاولى لجميع المفعولات. وهنا يبدو ان الكندي بقي في اطار النظرة السائدة بين المسلمين الا وهي تأثير الوحي, وخلاصتها ان اللة هو المؤثر الوحيد في الكون. وقولة بالعلة القريبة ةالبعيدة فكان من تأثير الفلسفة اليونانية.
نظرية الكندي الانطولوجية لا تتيح مجال الى هذا العتقاد, والتي تنص ان هناك نظام صارم ذات غائية محددة قائمة على التبير المسبق للحكمة الالهية. وبالتالي فان الانسان فاعل بالمجاز وليس الا احدى العلل المتوسطة المنوطة بالمشيئة الالهية. وهذايقودنا الى التسليم بتحول الحتمية الطبيعية الى جبرية.
يجيب الكندي بان الانسان مكون من نفس وجسد (وهنا يبدو واضح تأثره بالمبادئ الافلاطونية), وان افاعيل الجسد تندرج صمن السلسلة من المفعولات, وافاعيل النفس في الجسد تتأثر بمزاجات الاشخاص العالية (الكواكب).
بالرغم من وجود تناقض واضح في اقوال الكندي, لكن من الممكن تجاوزة كما يقول الكندي اذا اخنا بالاعتبار نظريته في المعرفة.
كلما اتسعت ادراكات الانسان اصبح اقدر على فهم هذا النظام. والعلم بالاشياء ممكن لانها قائمة على اسس عقلية ولكن بمرجعية مطلقة. الانسان يبدأ المعرفة عن طريق الحس ولكن وبما ان العالم قائم على اسس عقلية. فلا بد ان تأتي المعرفة عن طريق العقل. الذي يحكم بناء على قانون العلة والمعلول وان لكا اثر مؤثر. مما يؤدي الى التصديق بوجودها وكذلك معرفتنا باللة.
ولكن كما يقول الكندي محدوية الانسان في الوصول الى الحقيقة المطلقة. أي ان الانسان غير قادر على الاحاطة بكامل السلسة من العلل والمعلولات التي تعبر عن سيرورة الارادة الإلهية في الكون. لان الاحاطة بها يعني الكشف عن الصورة التي ارادها اللة للكون. ولما كانت ارادته عين ذاته, فان الكون هو صورة ذاته. كما تقول الصوفية تجلي الحق في الخلق. فاذا كانت غاية الفيلسوف علم الحق والعمل بالحق, يجب علية اولا ان يعرف الحق ليعمل به. وذلك رأى الكندي ان ات الفضائل تكون لمن استطاعوا ات يتجردوا من الدنيا وتفردوا في البحث عن الحقائق. حتى انكشف لهم علم الغيب واطلعوا على سرائر الخلق. وهذه المرتبة يصل اليها فقط الفيلسوف والنبي . وبما النبوة اصطفاء لا يبقى الا ان نتحدث عن الفليسوف. الذي يصبح فاعل بالحقيقة, خارج جبرية التأثير والتأثر. لكن التمايز بين فعل الانسان والفعل الالهي يبقى قائما, ففي الفعل الالهي الضرورة الاخلاقية تكون ذاتية, اما في الانسان فتكون مستقلة عنه. بالاضافة الى ان اللة يفعل ولا ينفعل والانسان يفعل وبدينفعل وبالتالي ليس فاعلا محضا.
لمعرفة تأثير المعتزلة على الكندي يجب ان نعرف ما يلي:
تأثير الفلسفة اليونانية كان مباشر على فلسفة الكندي ولكنه لم يكن مردد لها بل كان يخالفها عندما لا تتفق مع الوحي القرآني. فكان يحاول دائما ايجاد ايجاد توافق بين هذه الآراء والعقيدة, للوصول الى نتيجة مختلفة تماما عما كانت عليه هذه الآراء في الاصل. بالرغم من الكنيدي كان ارسطو النزعة الا انه اختار نزعته الخاصة ومعتقده الديني. فمثلا لقد نفى قدم العالم الذي قال به ارسطو. كما انه فضل الأخذ برأي افلاطون بما يتعلق بتقسيم الانسان الى نفس وجسد. وبهذا يمكن اعتباره حلقة الوصل بين تعاليم المعتزلة ومذهب الفلاسفة. وإتباعا للأية التي تقول "فبشر عبادِ الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم اللة وأولئك هم أولوا الألباب, فالمعتزلة والكندي كانوا يأخذون من الفلسفة اليونانية ما يتفق مع تعاليمهم الدينية.
بمقارنة اقوال الكندي والمعتزلة حول مشكلة التوفيق بين الدين والفلسفة نجد تشابها كبيرا, خاصة ان المعتزلة من كبار الداعيين إلى استخدام العقل في النصوص الدينية. ونجد ألتشابهه أيضا في ان العقل لا يخالف الشرع في جوهره. فلما كانت الفلسفة علم الحق بالعقل وكان الدين علم الحق عن طريق الوحي فكان ما جاء به الوحي موافقا للعقل, فلماذا هذا التوتر بين الدين والفلسفة. وبما ان الفلسفة علم نافع يهدي الإنسان إلى الخير فهذا يمكن ان يبرر قول الكندي بتشابه الفلاسفة والأنبياء؟.
يعتقد المعتزلة ان الانسان بما يتميز به من وعي وادراك فانه خالق لأفعاله ومسؤول عنها, وبالتالي ف"العقل هو مناط التكليف". وما ينتج عن حرية الانسان في اختيار أفعاله سيكون جزاءه الجنة أو النار. ولكن إذا ما أضفنا إلى عملية الاختيار عوامل اخرى سواء ذاتية كالقصد والداعي والمزاج, او موضوعية كظروف العالم المحيطة به, فالامور تزداد تعقيدا وهذا ما يجعل فعل الإنسان متميزا عن الفعل الإلهي.
اما أذا اردنا ان نسأل من وجهة نظر الكندي فيما اذا كان الفعل الالهي يشمل فعل الانسان, أو انه احدى العلل المتوسطة (او الفاعلات بالمجاز), او هل يمكن اعتبار ؟.
الإجابة على هذا السؤال نجده في النظريه الانطولوجية للكندي . حيث لا تتيح مجال الى الاعتقاد بأن الانسان فاعل بالحقيقة. هذه النظرية تنص على ان هناك نظام صارم ذات غائية محددة قائمة على التدبير المسبق للحكمة الالهية. وبالتالي فان الإنسان فاعل بالمجاز وليس الا احدى العلل المتوسطة المنوطة بالمشيئة الالهية. وهذا يقودنا إلي التسليم بأن الحتمية الطبيعية هي ايضا جبرية بشرية.
ولكن الكندي يقول بان الانسان مكون من نفس وجسد (وهنا يبدو واضح تأثره بالمبادئ الافلاطونية), وان أفاعيل الجسد تندرج صمن السلسلة من المفعولات, وأفاعيل النفس في الجسد تتأثر بمزاحات الأشخاص العالية (الكواكب).
بالرغم من وجود تناقض واضح في اقوال الكندي, لكن من الممكن تجاوزه كما يقول الكندي اذا اخذنا بالاعتبار نظريته في المعرفة.
كلما اتسعت ادراكات الانسان اصبح اقدر على فهم هذا النظام. والعلم بالأشياء ممكن لأنها قائمة على اسس عقلية ولكن بمرجعية مطلقة. الإنسان يبدأ المعرفة عن طريق الحس ولكن وبما ان العالم قائم على اسس عقلية. فلا بد ان تأتي المعرفة عن طريق العقل. الذي يحكم بناء على قانون العلة والمعلول وان لكل اثر مؤثر. مما يؤدي إلي التصديق بوجودها وكذلك بمعرفتنا باللة.
ولكن كما يقول الكندي محدوية الانسان في الوصول الى الحقيقة المطلقة, تجعله غير قادر على الإحاطة بكامل السلسة من العلل والمعلولات وكيف تعبر عن سيرورة الإرادة الإلهية في الكون. لان الإحاطة بها يعني الكشف عن الصورة التي أرادها اللة للكون. ولما كانت إرادته عين ذاته, فان الكون هو صورة ذاته. كما تقول الصوفية تجلي الحق في الخلق. فاذا كانت غاية الفيلسوف علم الحق والعمل بالحق, يجب علية أولا ان يعرف الحق ليعمل به. وذلك رأى الكندي ان الفضائل تكون لمن استطاعوا ات يتجردوا من الدنيا وتفردوا في البحث عن الحقائق. حتى انكشف لهم علم الغيب واطلعوا على سرائر الخلق. وهذه المرتبة يصل إليها فقط الفيلسوف والنبي . وبما النبوة اصطفاء لا يبقى إلا أن نتحدث عن الفيلسوف. الذي يصبح فاعل بالحقيقة, خارج جبرية التأثير والتأثر. ولكن التمايز بين فعل الانسان والفعل الالهي يبقى قائما, لأن في الفعل الالهي توجد الضرورة الاخلاقية التي هي ذاتية, اما في الانسان فتكون مستقلة عنه. بالإضافة الى ان اللة يفعل ولا ينفعل والانسان يفعل وينفعل وبالتالي لا يعتبر فاعلا محضا.
تصور هذه العلاقة خاصة بين اللة والكون. ينبني على الأمور التالية:
بما ان اللة عالما بالكون ابدا , ومنذ كان عالما فانه بالضرورة مريد لما يعلم وبالضرورة ايضا قادرا لما يريد. فهذا يلزم انه منذ كان اللة كان الكون. وبالتالي فتقدم الذات الالهية على الكون ليس زماني بل تقدم بالشرف والفرق بينهما ان اللة خالق والكون مخلوق. عدم جواز تخلف المعلول عن علته التامة, وبهذا فان اللة علة الكون التامة وان وجود الكون ليس متأخرا عن وجود اللة. وهذا يعني التلازم بين العلة والمعلول. ويؤدي وجود العلة التامة الى حصول المعلول بالضرورة. ان ما يصدر عن اللة يصدر عن علم سابق قديم, وبالتالي الكون وما يجري فيه يصدر بحكم هذا العلم. ان ما يصدر عن اللة من افعال انما يجب على ذاته من حيث ان علمه وارادتة وقدرته هي عين ذاته. أي ان الكون معقول بكل ما فيه من أشياء تتغير
بالرغم من قول المعتزلة بان الكون مخلوق (معلول) واللة خالق (علة), فهم لم يحلوا مشكلة أبدية الكون, لأن الأبد لا قبل منه ولا بعده .
وبما ان اللة مريد بما هو يعلم فان فعله لا يمكن ان يكون فعل طبيعي. لان هذا يقود إلى انه ليس إراديا بل يصدر عنه على سبيل اللزوم. انما ما يصدر عن اللة يجب عن ذاته . وهذا ينفي ان يصدر الفعل عن اللة بغير رضا او بالاضطرار.
الكون وما يجري فيه يسير بموجب نظام وقوانين, اهمها العلة والمعلول. ولكن هذا النظام لا يمكن ان يكون ميكانيكيا. لأن هذا يمكن ان يحدث في حالتين: - الأولى مفروض من خارجه, والثانية ان يكون ذاتيا. وهذه الحالة الأخيرة مرفوضة لان المعتزلة يعتقدون بوجود خالق للكون ومدبر له. والحالة الاولى مرفوضة أيضا لعدم وجود غاية فيها.
وبما العلم والإرادة عين الذات الإلهية , فلا يمكن ان ينفصلان عن بعضهما, وبالتالي المعتزلة نفوا المصادفة. وطالما ان غاية الفعل الإلهي تحقيق الأصلح, فالكون لا بد ان يكون الأفضل ولا ينسجم مع أي نظام ميكانيكي او ترتيب تتداخل فيه المصادفة.
وبهذه الطريقة ضرورة كهذه تحقق هدفين: الاول هو ان الطبيعة لا تفعل شيء بدون قصد, والثاني هو ابعاد النظام الميكانيكي لان هذا يبعد استمرارية فعل اللة في الكون. ولتلافي ذلك يؤكد الكندي ان العلة البعيدة هي الاولى لجميع المفعولات. وهنا يبدو ان الكندي بقي في اطار النظرة السائدة بين المسلمين الا وهي تأثير الوحي, وخلاصتها ان اللة هو المؤثر الوحيد في الكون. وقولة بالعلة القريبة ةالبعيدة فكان من تأثير الفلسفة اليونانية.
- العلاقة بين القديم والحادث, التي تبحث في العلاقة بين الموجود أللازماني (القديم) والموجود الزماني (الحادث)
- العلاقة بين ألمشيئة الإلهية وإرادة الإنسان, التي تبحث في مسألة حرية الإنسان ومدى مسؤوليته عن فعله,
محتويات
1 علم الكلام
2 المعتزلة
2.1 النتائج
3 الكندي
3.1 انواع الفعل عند الكنيدي
3.1.1 شروط فعل الإبداع
3.2 مصادفة او نظام صارم
3.3 علة ومعلول حقيقية او قوانين مسبقة
3.4 هل الانسان فاعل بالحقيقة ؟
4 ما هو تأثير المعتزلة على الكندي ؟
4.1 عوامل تأثير المعتزلة على الكندي
4.2 محاولة المعتزلة في التوفيق بين الدين والفلسفة
4.2.1 التوفيق بين الدين والفلسفة عند الكندي
4.3 أدلة الكندي على وجود اللة
4.4 صفات اللة
4.4.1 علاقة العلة بالمعلول
4.4.2 العلاقة بين ألمشيئة الإلهية وإرادة الإنسان
4.5 هل العالم محدث ؟
4.5.1 المعتزلة
4.5.2 الكندي
5 ماذا اخذ الكندي من المعتزلة وماذا ترك
6 مصادر وحواشي
7 وصلات خارجية
2 المعتزلة
2.1 النتائج
3 الكندي
3.1 انواع الفعل عند الكنيدي
3.1.1 شروط فعل الإبداع
3.2 مصادفة او نظام صارم
3.3 علة ومعلول حقيقية او قوانين مسبقة
3.4 هل الانسان فاعل بالحقيقة ؟
4 ما هو تأثير المعتزلة على الكندي ؟
4.1 عوامل تأثير المعتزلة على الكندي
4.2 محاولة المعتزلة في التوفيق بين الدين والفلسفة
4.2.1 التوفيق بين الدين والفلسفة عند الكندي
4.3 أدلة الكندي على وجود اللة
4.4 صفات اللة
4.4.1 علاقة العلة بالمعلول
4.4.2 العلاقة بين ألمشيئة الإلهية وإرادة الإنسان
4.5 هل العالم محدث ؟
4.5.1 المعتزلة
4.5.2 الكندي
5 ماذا اخذ الكندي من المعتزلة وماذا ترك
6 مصادر وحواشي
7 وصلات خارجية
علم الكلام
علم الكلام كان يستند أساسا على النصوص الشرعية من قرآن وسنة وأساليب منطقية لغوية لبناء أسلوب احتجاجي يواجه به من يحاول الطعن في حقائق الإسلام، أما الفلاسفة المسلمين فقد تبنوا الفلسفة اليونانية وكان مرجعهم الأول التصور الأرسطي أو التصور الأفلوطيني باعتباره متوافق مع نصوص وروح الإسلام. حيث قاموا بمحاولات توفيقية بين المفهوم الإسلامي لله والمفهوم الفلسفي اليوناني للمبدأ الأول أو العقل الأول. أهداف علم الكلام هي في نقل المسلم من التقليد إلى اليقين في إثبات أصول الدين بالأدلة المفيدة. وعليه فإن منشأ علم الكلام كان هو الإيمان , وليس مثل الفلسفة التي لا تبدأ من الإيمان التسليمي، أو من الطبيعة، بل تحلل هذه المسلمات إلى مبادئها الأولية. المعتزلة والاشاعرة هما من اهم الفرق الكلامية التي ظهرت بعد وفاة الرسول محمد.من اهم القضايا التي شغلت هذه الفرق تتعلق بالصفات الإلهية. حيث فكر المعتزلة وجد اهتماما في الفلسفة الإسلامية, بينما فكر الأشاعرة وجد حضورا في المذهب السني. [2]
المعتزلة
بما يتعلق بالصفات الالهية, المعتزلة ارادوا تحقيق ثلاثة اهداف وهي:- اثبات التنزية, اي ان اللة لا يشارك صفاته مع مخلوقاته.
- تعدد الصفات الالهية لا يؤدي الى تكثر في الذات الالهية
- عدم الوقوع في الشرك
- انها ليست مستقلة عن الذات
- تعدد الصفات لا يؤدي الى التكثر في الذات الالهية
- احدية اللة وبالتالي عدم الوقوع بالشرك
- بما ان اللة عالما بالكون ابدا , ومنذ كان عالما فانه بالضرورة مريد لما يعلم وبالضرورة ايضا قادرا لما يريد. فهذا يلزم انه منذ كان اللة كان الكون. وبالتالي فتقدم الذات الالهية على الكون ليس زماني بل تقدم بالشرف والفرق بينهما ان اللة خالق والكون مخلوق.
- عدم جواز تخلف المعلول عن علته التامة, وبهذا فان اللة علة الكون التامة وان وجود الكون ليس متأخرا عن وجود اللة. وهذا يعني التلازم بين العلة والمعلول. ويؤدي وجود العلة التامة الى حصول المعلول بالضرورة.
- ان ما يصدر عن اللة يصدر عن علم سابق قديم, وبالتالي الكون وما يجري فيه يصدر بحكم هذا العلم.
- ان ما يصدر عن اللة من افعال انما يجب على ذاته من حيث ان علمه وارادتة وقدرته هي عين ذاته. أي ان الكون معقول بكل ما فيه من أشياء تتغير
- بالرغم من قول المعتزلة بان الكون مخلوق (معلول) واللة خالق (علة), فهم لم يحلوا مشكلة أبدية الكون, لأن الأبد لا قبل منه ولا بعده .
- وبما ان اللة مريد بما هو يعلم فان فعله لا يمكن ان يكون فعل طبيعي. لان هذا يقود إلى انه ليس إراديا بل يصدر عنه على سبيل اللزوم. انما ما يصدر عن اللة يجب عن ذاته . وهذا ينفي ان يصدر الفعل عن اللة بغير رضا او بالاضطرار.
- الكون وما يجري فيه يسير بموجب نظام وقوانين, اهمها العلة والمعلول. ولكن هذا النظام لا يمكن ان يكون ميكانيكيا. لأن هذا يمكن ان يحدث في حالتين: - الأولى مفروض من خارجه, والثانية ان يكون ذاتيا. وهذه الحالة الأخيرة مرفوضة لان المعتزلة يعتقدون بوجود خالق للكون ومدبر له. والحالة الاولى مرفوضة أيضا لعدم وجود غاية فيها.
- وبما العلم والإرادة عين الذات الإلهية , فلا يمكن ان ينفصلان عن بعضهما, وبالتالي المعتزلة نفوا المصادفة. وطالما ان غاية الفعل الإلهي تحقيق الأصلح, فالكون لا بد ان يكون الأفضل ولا ينسجم مع أي نظام ميكانيكي او ترتيب تتداخل فيه المصادفة.
النتائج
- صورة الكون هي صورة العلم الالهي. أي كل لحظة تعكس شأنا من شؤون الله المتحققة بإرادته وبموجب علمه. وهذا يتنافى مع ما يعتقد المعتزلة بان الله لا يشارك صفاته مع مخلوقاته, اله لا زماني ولا جسماني.
- اذا كان الكون صورة العلم والارداة الالهية العين ذاته القديمة والأزلية, فان ما يجري بالكون يجري حسب تدبير مسبق. وبحسب تعبر الكندي ان كون الاشياء علة لكون بعضها هو حصيلة التدبير المسبق للحكمة الإلهية. لكن هذا يؤدي الى استغناء الكون عن الخالق بمجرد حصول الفعل الاول. لان الامور ستجري بعد ذلك حسب ما هو مقدر سلفا. أما اذا أسندت لله استمرارية فعاليته فيه, فهذا يؤدي إلى تصوره في الزمان والمكان. وبالتالي يخضعه الى تصورات الإنسان المتعددة وهذا يحيل مفهوم الله من موجود ثابت الى موجود متغير.
- اذا ما اخذنا نظرية المعتزلة في باب العدل وقارناها مع القول بان كل ما يجري بالكون يسير وفقا لنظام محكم صارم أساسه مفهوم العلة والمعلول, نجد ان هناك تناقض اذا ما تم تعميمه على كل من العالم الفيزيائي والعالم الأخلاقي للإنسان, لانه من جهة يؤدي الى الحتمية في مجال الطبيعة والجبرية في مجال الاخلاق . [3]
ابن سينا قال ان فعل الإنسان من لوازم ما ساقت اليه الاحوال الماضية التي لا بد من وقوع ما يتبعها. والكندي قال ان الانسان فاعل بالمجاز. وكل هذا يناقض اعتقاد المعتزلة بان الانسان قادر ان ينفذ في الطبيعة من الأفعال ما تنسب إليه نسبة حقيقية. ولكن هذا الاعتقاد يؤدي الى توتر العلاقة بين اللة والانسان. وفي هذا الصدد يمكن الإشارة الى بعض الجوانب المهمة, وهي:
- اذا كان اللة يعلم بعلم سابق ثابت لا يتغير ويريد كل شيء بما في ذلك فعل الانسان, فكيف يصح الادعاء بحرية الإنسان في فعله.
- لو اعتقدنا بفرضية المعتزلة ان الانسان حر مختار فهل يكون اختياره خارج عما اختاره الله له مسبقا ؟
- واذا اعتقدنا بمبدأ العدل عند المعتزلة بان الله لا يريد الشر ولا يفعله, وان الإنسان يمكنه أن يختار الشر ويفعله, فكيف يجيز الله ان يجري في ملكه ما لا يشاء.
- اذا كان اللة لا يريد الشر ولا يفعله, فهذا ينفي الشر ميتافيزيقيا, ولكن نفي الشر يعني نفي الخير وبهذا يخلو الكون من اي اعتبار قيمي. وهو ما يتنافى مع اعتقاد المعتزلة بالغائية التي تكمن بما هو اصلح أي الخير. وبالتالي اذا أصبح العالم كله خير, فمن أين أتى الشر ؟. يقول المعتزلة بان الشر داخل بالعرض. مثلا النار خيرة ولان تكون كذلك لا بد ان تحرق فإذا حرقت منزل ما, فإنما يكون من أصل القوة التي جعلت منها خيرا. وما حدث للمنزل كان يمكن تلافيه.
- قدرة الانسان على خلق فعله كما يقول المعتزلة, يعني ان الانسان يشارك اللة في الخلق.
- اذا فعل اللة يصدر عن علم مسبق قديم يحكم الكون وما يجري فيه, فما هي العلاقة بين الموجود اللازماني (اللة) وما يجري في الزمان من سلسلة طويلة من الاحداث. المعتزلة وصفوا هذه العلاقة بحالات الصفات (أو الماهيات الثابتة كما يقول سقراط ؟) التي ليس لهل وجود عيني ولكنها ليست معدومة وهي تتوسط موجوديين عينيين وهما الذات القديمة والكون الحادث. مثلا ماهية العلم ليس له وجود متعين بحيز او بشكل او بمقدار ولكنه ليس بمعدوما. وبما ان العلم بالشيء يقتضي تمايزه غن بقية ما يعلم, وتمايز الشيء ليس عدما. لان العدم المحض لا تمايز فيه.
المعتزلة والاشاعرة يقرّان كليهما مسؤولية الانسان عن فعله من حيث النظام الاتم للكون لانهم تناولوا مفهوم اللطف الالهي. أما بما يتعلق باعطاء دور الانسان في التاريخ أي فاعليته في الساحات الثلاثة: النفسية والاجتماعية والطبيعية, فقد قالوا ان الانسان ليس محكوم بعبودية مطلقة اتجاة اللة. على الرغم ان الأشاعرة اعطوا أولوية للمعرفة النصية على المعرفة العقلية التي اعتقد المعتزلة انها مناط التكليف الا انهما مثلتا التوجة ضد انصياع الانسان لسلطة اللة المطلقة.
ولكن كل هذا لا يؤدي في المحصلة النهائية الى اختلاف جوهري في نظرة الفرقتين الى الكون وما يجري فيه. فيصبح تاريخ الكون بمثابة التحقيق الفعلي لعلم اللة. أي هو وحدة القادر على خلق الحدث. فعند المعتزلة الكون هو المتحقق المحسوس لعلم وإرادة اللة. أما عند الاشاعرة فهو المرجع المحسوس للإرادة الالهية.
هذه الرؤى تنكر دور الانسان والمجتمع في تغيير معطيات الواقع لانتاج حدث سياسي او اجتماعي. لان اي تغيير اما ان يكون معطى سلفا في العلم الالهي او منوط بمشيئة اللة.
ان اي نظرة لاهوتية للتاريخ تخلق توترا دائم في العلاقة بين اللازماني (القديم) والزماني (الحادث). وتجعل التاريخ الدنيوي يندرج ضمن المسار المستقيم لتاريخ النجاة الأخروي الذي يبدأ بالخلق الأول وينتهي يوم النشور. (محمد أركون)
الكندي
بسبب تأثره بالمعتزلة كان طرحه الفكري دينيا ومقتنعا بأن حكمة الرسول محمد النابعة من الوحي تطغى على إدراك وتحليل الإنسان الفيلسوف. لم يكن اهتمام الكندي منصبا على دين الإسلام فقط بل حاول الوصول إلى الحقيقة من جميع المصادر: دراسة الأديان والحضارات الأخرى . [4]لم يختلف علماء الكلام والفلاسفة المسلمون على ان اللة هو العلة التامة للكون. ولكنهم اختلفوا في علاقة العلة بالمعلول. فالمعتزلة قالوا ان المعلول لا يمكن ان يتخلف عن علته, اما الكندي فقال ان اللة علة مبدعة. ومن هنا فهو صنف الافعال الى من فعله حقيقي ومن فعله بالمجاز.
انواع الفعل عند الكنيدي
- الفعل الحقي الاول او الابداع. حيث الفاعل ينجز فعلة دون ان ينفعل باي جنس من اجناس الـأثر.
- الفعل الحقي الثاني وهو اثر للفعل الاول أي فاعل بالمجاز. الذي يقوم بفعلة نتيجة انفعاله بفعل سابق عليه.
شروط فعل الإبداع
- الإمكان الميتافيزيقي, أي أن لا يشمل مفهوم المبدَع على تناقض. والإبداع هو إخراج ما هو موجود بالقوة إلى ما هو هو موجود بالفعل
- أن يكون المبدَع هو ألأصلح. وهذا الشرط يعود إلى فكر المعتزلة الذين قالوا بما ان اللة خير وفعله كامل, فيجب ان يعمل ما هو اصلح.
- معالم فعل اللة من جهة, لانه وفقا للشرط الاول فعل اللة معقول فلا يمكن ان يكون تحكميا ويوضح أيضا علاقته الوثيقة بالعلم الإلهي وبالتالي العلاقة الوثيقة بين الوجود والمعرفة.
- وعلاقتهما بالإرادة الإلهية من جهة أخرى. لانه وفقا للشرط الثاني فان اللة يمكنه خلق عدد لامتناهي من العوالم الممكنة ولكن إرادته تعلقت بما هو أصلح والخاضع لقوانين معقولية صارمة. وهذا ما يأخذه الكندي كدليل على وجود الخالق فيقول ان في نظم العالم وترتيبه وفعل بعضه في بعض, لأعظم دلالة على اتقن تدبير ومع كل تدبير مدبر.
مصادفة او نظام صارم
- ونتيجة الاعتقاد السابق يؤدي الى نفي المصادفة, ولكن ليس بما يتعلق بالانسان. بسبب محدودية قدرته على التنبوء ولكون المصادفة واحدة من عدد غير محدد من الإمكانات. وكما يقول ديمقراطيس " لقد اخترع الانسان المصادفة لتبرير جهله".
فالسؤال هنا هو ما هي علاقة الاشياء ببعضها البعض , هل تتأثر ببعضها تأثيرا حقيقيا ؟. فيقول الكندي ان الفاعل بالحقيقة هو اللة (المُدع) العلة الفاعلة البعيدة لكون كل كائن وفاسد وكل محسوس ومعقول. فمن دونه, أي جميع مخلوقاتة فانها فاعلات بالمجاز, اولها ينفعل عن الباري وينفعل عنه اخر وهكذا حتى المنفعل الاخير. فإذا نسب الى هذه الفاعلات فعلا فلا يكون حقيقيا. انها فاعلات متوسطة كما يقول الكندي, واللة هو العلة الاولى لجميع المفعولات التي بتوسط او بغير توسط.
ولكن بهذه الطريقة يحدث خلل في العلاقة بين العلة والمعلول , واذا كانت ضرورة ؟. لان التاثير ولتاثر بهذه الطريقة تبدو فقط ظاهرية. او هل البديل هو التعاقب في الزمان او التجاور في المكان. والذي وصفة الأشاعرة بالوسائط المعدة لا الموجبة. وحتى في هذه الطريقة التجاور والتعاقب بحاجى ضامن لضمان استمرارية الوجود والمعرفة. وهذا الوظيفة يسندها الكندي الى العلة الحقيقية لجميع المفعولات سواء بتوسط او بغير توسط.
علة ومعلول حقيقية او قوانين مسبقة
مفهوم العلة عند الكندي هي القوة التي اودعت في أ لتجعله يفعل فعله في ب. ولكنهذا يناقض ما يقوله الكندي ان هناك سلسلة من المفعولات حيث المنفعل الالول ينفعل فينفعل عن اخر وهكذا. فيبدو هنا ان قوة انفعال ب تأتي من القوة التي أثثه من المنفعل الاول أ ولي كما يقول ان كل واحد من المفعولات يملك قوة اودعت به من العلة التامة.في هذا الصدد يقول الكندي ان الحركة الدائمة للجرم الاقصى وهو المنفعل الاول, تُخرج ما هو بالقوة الى الفعل. وهنا الكندي يميز بين العلة البعيدة والعلة القريبة. ويابع ان هناك سلسلة من العلل والمعلولات التي اذا خضعت للكون والفساد فمن طبيعتها. فلذلك الطبيعة عندة هي علة اولية. وبهذا الطبيعة تبدو خلاقة واعتبرها كائن حي قادر على ايجاد التغيرات التي تحدث له وفيه. ولكن الكندي يرجع هذه العلة الى شيء خارج الاشياء ويقول ان العلاقة بين اطراف سلسلة العلل والمعلولات ضرورية. وهذا يعني ان هذا الكون محكوم بالضرورة ؟. يقول لو كان لدينا القدرة على الاحاطة بكل هذا العدد الامحدود من العلل والمعلولات لكان بامكاننا ان بتنبئ بادق التفاصيل. وهذا مستحيل وما يستطيع ان يفعلة الانسان هو معرفة جزء من هذه السلسلة الطويلة من المعلولات , ولكن حتى بهذه لطريقة فهو يخلعها من صورتها الحقيقية. وربما قلنا ان هذه الضرورة تأتي من القوة التي اودعت في الاشياء, والتي ينسجم مع فكر الكندي, او لان الضرورة أتية من قوة تحكم الكون تحكميا بلا هدف. ولكن هذه الفرضية لا يقبلها الكندي بقوله ان هناك مدبر وهناك ايضا غائية وهذا ما ينطبق على الفعل الالهي, لان اللة هو علة فاعلة وغائية معا.
وبهذه الطريقة ضرورة كهذه تحقق هدفين: الاول هو ان الطبيعة لا تفعل شيء بدون قصد, والثاني هو ابعاد النظام الميكانيكي لان هذا يبعد استمرارية فعل اللة في الكون. ولتلافي ذلك يؤكد الكندي ان العلة البعيدة هي الاولى لجميع المفعولات. وهنا يبدو ان الكندي بقي في اطار النظرة السائدة بين المسلمين الا وهي تأثير الوحي, وخلاصتها ان اللة هو المؤثر الوحيد في الكون. وقولة بالعلة القريبة ةالبعيدة فكان من تأثير الفلسفة اليونانية.
هل الانسان فاعل بالحقيقة ؟
ولكن يبفى السؤال الاخير والاهم, فيما اذا كان الفعل الالهي يشمل فعل الانسان. أو ان الانسان احدى العلل المتوسطة (او الفاعلات بالمجاز). او ان الانسان فاعل بالحقيقة ؟.نظرية الكندي الانطولوجية لا تتيح مجال الى هذا العتقاد, والتي تنص ان هناك نظام صارم ذات غائية محددة قائمة على التبير المسبق للحكمة الالهية. وبالتالي فان الانسان فاعل بالمجاز وليس الا احدى العلل المتوسطة المنوطة بالمشيئة الالهية. وهذايقودنا الى التسليم بتحول الحتمية الطبيعية الى جبرية.
يجيب الكندي بان الانسان مكون من نفس وجسد (وهنا يبدو واضح تأثره بالمبادئ الافلاطونية), وان افاعيل الجسد تندرج صمن السلسلة من المفعولات, وافاعيل النفس في الجسد تتأثر بمزاجات الاشخاص العالية (الكواكب).
بالرغم من وجود تناقض واضح في اقوال الكندي, لكن من الممكن تجاوزة كما يقول الكندي اذا اخنا بالاعتبار نظريته في المعرفة.
كلما اتسعت ادراكات الانسان اصبح اقدر على فهم هذا النظام. والعلم بالاشياء ممكن لانها قائمة على اسس عقلية ولكن بمرجعية مطلقة. الانسان يبدأ المعرفة عن طريق الحس ولكن وبما ان العالم قائم على اسس عقلية. فلا بد ان تأتي المعرفة عن طريق العقل. الذي يحكم بناء على قانون العلة والمعلول وان لكا اثر مؤثر. مما يؤدي الى التصديق بوجودها وكذلك معرفتنا باللة.
ولكن كما يقول الكندي محدوية الانسان في الوصول الى الحقيقة المطلقة. أي ان الانسان غير قادر على الاحاطة بكامل السلسة من العلل والمعلولات التي تعبر عن سيرورة الارادة الإلهية في الكون. لان الاحاطة بها يعني الكشف عن الصورة التي ارادها اللة للكون. ولما كانت ارادته عين ذاته, فان الكون هو صورة ذاته. كما تقول الصوفية تجلي الحق في الخلق. فاذا كانت غاية الفيلسوف علم الحق والعمل بالحق, يجب علية اولا ان يعرف الحق ليعمل به. وذلك رأى الكندي ان ات الفضائل تكون لمن استطاعوا ات يتجردوا من الدنيا وتفردوا في البحث عن الحقائق. حتى انكشف لهم علم الغيب واطلعوا على سرائر الخلق. وهذه المرتبة يصل اليها فقط الفيلسوف والنبي . وبما النبوة اصطفاء لا يبقى الا ان نتحدث عن الفليسوف. الذي يصبح فاعل بالحقيقة, خارج جبرية التأثير والتأثر. لكن التمايز بين فعل الانسان والفعل الالهي يبقى قائما, ففي الفعل الالهي الضرورة الاخلاقية تكون ذاتية, اما في الانسان فتكون مستقلة عنه. بالاضافة الى ان اللة يفعل ولا ينفعل والانسان يفعل وبدينفعل وبالتالي ليس فاعلا محضا.
ما هو تأثير المعتزلة على الكندي ؟
لقد استفاد الكندي من التراث المعتزلي لان الروح العقلية للمعتزلة لا تناقض اصول الفلسفة. [5]لمعرفة تأثير المعتزلة على الكندي يجب ان نعرف ما يلي:
- إلى أي مدى فكر الكندي كان معبر عن وجهة نظر المعتزلة
- هل كان فكر الكندي اصيلا, او كان مرجعه القرآن والسنة وهل المعتزلة لم يكن لها دور في إبرازه
- هل كان هناك تناقض بين الفلسفة والدين وإذا كان فكيف واجهه كل من المعتزلة والكندي
- هل العالم حادث او قديم, أي هل يعتمد العالم في وجوده على خالق, او كان موجود منذ القدم وليس بحاجة إلى خالق. واذا كان العالم حادثا فكيف يفسره كل من الكندي والمعتزلة. وما مدى تأثر الكندي بالمعتزلة في هذا الصدد, هل كان مباشر او غير مباشر
- كيف مهدت المعتزلة للكندي سبيل برهنة وجود اللة وما مدى استفادته منها
- هل تميزت المعتزلة بمسألة صفة الوحدانية وهل هذا اثر على الكندي.
- هل هناك ما يميز الكندي عن الفكر الاعتزالي, خاصة وان دراسات الكندي للمشكلات الألوهية تعد استمرارا لموقف المعتزلة
- كان يعتقد أن الكندي متأثر بفكر المعتزلة، وذلك بسبب اهتمامه وإياهم بمسألة توحيد الله. فهل كانت مصادفة او انه يختلف معهم حول عدة موضوعات من عقائدهم. [6]
عوامل تأثير المعتزلة على الكندي
- تأثير الفلسفة اليونانية على كل من الكندي والمعتزلة, ونقاط انطلاقهما من الدين والسنة , وكثرة الأفكار المتبادلة في عصرهما , وهدفهما في الدفاع عن الإسلام, جعل من اليقين بان الكندي تأثر بالمعتزلة.
تأثير الفلسفة اليونانية كان مباشر على فلسفة الكندي ولكنه لم يكن مردد لها بل كان يخالفها عندما لا تتفق مع الوحي القرآني. فكان يحاول دائما ايجاد ايجاد توافق بين هذه الآراء والعقيدة, للوصول الى نتيجة مختلفة تماما عما كانت عليه هذه الآراء في الاصل. بالرغم من الكنيدي كان ارسطو النزعة الا انه اختار نزعته الخاصة ومعتقده الديني. فمثلا لقد نفى قدم العالم الذي قال به ارسطو. كما انه فضل الأخذ برأي افلاطون بما يتعلق بتقسيم الانسان الى نفس وجسد. وبهذا يمكن اعتباره حلقة الوصل بين تعاليم المعتزلة ومذهب الفلاسفة. وإتباعا للأية التي تقول "فبشر عبادِ الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم اللة وأولئك هم أولوا الألباب, فالمعتزلة والكندي كانوا يأخذون من الفلسفة اليونانية ما يتفق مع تعاليمهم الدينية.
محاولة المعتزلة في التوفيق بين الدين والفلسفة
حاول المعتزلة حل واحدة من المشاكل الأصعب وهي مشكلة العلاقة بين الدين والفلسفة. التي كانت تتناول تساؤلات حول مدى صلاحية الاعتماد على الفلسفة في مسائل التشريع والعقائد. فمهمتهم في الدفاع عن الإسلام كانت من خلال إيحاد حجج عقلية تنناول مسائل اللة والإنسان, والتي جذبت لهم الكثير من المؤيدين. ومن اشهر أقوالهم في هذا الصدد أن "الشرع هو المخبر والعقل هو المثبت". بل انهم في هذا قدموا العقل على النص بقولهم ان كل دليل نقلي يجب ان يتحول الى دليل عقلي. أي حالوا تأويل العقائد الدينية بحيث توافق التعاليم الفلسفية, فاذا اقرها العقل قبلوها وخلافا لذلك رفضوها. ولكنهم بالرغم من هذا كانوا يقولون بان قضاياهم هي ثمرات الحجج القرآنية. وايضا الكندي كان يذهب في إعلاء سلطة العقل. فالسؤال هنا لماذا لم يكن المعتزلة فلاسفة عقليين مع انهم قدسوا العقل ؟. الجواب يكمن في معرفة هدفهم الذي كان في اقرار العقيدة الواردة في الشرع. أي في عملية تعقيل الدين ونصوصه وفي وجوب عملية التأويل لها. ومن هنا ارتبط التأويل بالفلسفة لأن المفكر يجب الا يتوقف على ظاهر الأيات. وكلما التزم المفكر بالتأويل كان اقرب الى العقل لأنهم أكدوا على تطابق العقل مع النقل. ولتأييد اقوالهم فقد قسموا الحجج الى قسمين: - الجج الدينية - والحجج العقلية.التوفيق بين الدين والفلسفة عند الكندي
لو تأملنا نزعة الكندي العقلية والفلسفية في تفسير القرآن نجد أن هناك تأثير قوي للمعتزلة في هذا المجال. فالسؤال هنا ما هي الأسباب التي جعلت الكندي يهتم بهذا الموضوع:- ان القرآن الكريم يحتوي على الكثير من المعلومات عن الخلق والخالق, ولذلك لا بد للإنسان ان يبحث في تفصيلاتها. لانها ترمي الى إيقاظ العقل الإنساني ليتأمل في الحقائق وفي محاولة تفسيرها. وللتأكيد نجد في القرآن أيات صريحة على ذلك, مثلا "فاعتقلوا يا أولي الألباب", وأيات اخرى كثيرة تحث العقل على التفكر في الخلق. وهذا ما دفع الكندي الاعتقاد بأن الفلسفة لا تتعارض مع الدين.
بمقارنة اقوال الكندي والمعتزلة حول مشكلة التوفيق بين الدين والفلسفة نجد تشابها كبيرا, خاصة ان المعتزلة من كبار الداعيين إلى استخدام العقل في النصوص الدينية. ونجد ألتشابهه أيضا في ان العقل لا يخالف الشرع في جوهره. فلما كانت الفلسفة علم الحق بالعقل وكان الدين علم الحق عن طريق الوحي فكان ما جاء به الوحي موافقا للعقل, فلماذا هذا التوتر بين الدين والفلسفة. وبما ان الفلسفة علم نافع يهدي الإنسان إلى الخير فهذا يمكن ان يبرر قول الكندي بتشابه الفلاسفة والأنبياء؟.
أدلة الكندي على وجود اللة
الكندي لا يخصص رسالة أو بحثاً محدداً ليعرض فيه أدلته على وجود الله، بل نراه يتناول هذه القضية في كثير من رسائله. مثلا " رسالته في وحدانية الله وتناهي جرم الكون "، ورسالته " الإبانة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد ". وهذه الأدلة عند الكندي هي التالية [7]:- دليل العناية والغائية في الكون. الذي سموها علماء المعتزلة وأيضا الأشاعرة باللطف الإلهي عندما تعلق الأمر بإقرار مسؤولية الإنسان عن فعله.
- دليل المشابهة والتماثل بين النفس في البدن وبين الله والكون
- دليل الانسجام والوحدة.
صفات اللة
من اهم القضايا التي شغلت هذه الفرق تتعلق بالصفات الإلهية. حيث فكر المعتزلة وجد اهتماما في الفلسفة الإسلامية, بينما فكر الأشاعرة وجد حضورا في المذهب السني. أما صفات الله عند الكندي فهي عين ذاته ويفصلها بطريقة مشابهة للوصف المعتزلي: الذي يقول ان اللة عالم من حيث هو مريد, ومريد من حيث هو قادر, وقادر من حيث هو عالم ومريد. ففي هذا سواء المعتزلة او الكندي ان هذه الصفات ليست مستقلة عن الذات وليست منفكة عن بعضها البعض. بما يتعلق بالصفات الالهية المعتزلة ارادوا تحقيق 3 أهداف وهي: - إثبات التنزيه, أي ان اللة لا يشارك صفاته مخلوقاته؛ تجنب ان تعدد الصفات ئؤدي الى تكثر في الذات؛ عدم الوقوع في الشرك. ولتحقيق هذه الأهداف ولإثبات بأدلة عقلية ان صفات الله عين ذاته, تصوروا ان اللة يجب ان عالم وقادر, وقادر بما هو عالم ومريد. وهذا يقوده الى تصور علاقة خاصة بين اللة والكون. وهذا التصور يؤدي الى الأمور التالية:- منذ كان الله عالما ابد فهو بالضرورة هو مريدا ابدأ وبالتالي قادرا ابدا, فمنذ كان اللة كان الكون. وتقدم الذات الالهية على الكون ليس زماني بل تقدم بالشرف والفرق بينهما ان اللة خالق والكون مخلوق.
علاقة العلة بالمعلول
لم يختلف علماء الكلام والفلاسفة المسلمون على ان اللة هو العلة التامة للكون. ولكنهم اختلفوا في علاقة العلة بالمعلول.- فالمعتزلة قالوا في عدم جواز تخلف المعلول عن علته التامة, وأن اللة هو علة الكون التامة وان وجود الكون ليس متأخرا عن وجود اللة (منذ كان اللة كان الكون). وهذا يعني التلازم بين العلة والمعلول. ووجود العلة التامة يؤدي الى حصول المعلول بالضرورة.
- أما الكندي فقد قسم الفعل الى نوعين: - الفعل الحقي الاول , حيث الفاعل ينجز فعلة دون ان ينفعل. - والفعل الحقي الثاني وهو اثر للفعل الاول أي فاعل بالمجاز. الذي يقوم فعلة نتيجة انفعاله بفعل سابق عليه.
العلاقة بين ألمشيئة الإلهية وإرادة الإنسان
هذه العلاقة تبحث في مسألة حرية الإنسان ومدى مسؤوليته عن فعله,يعتقد المعتزلة ان الانسان بما يتميز به من وعي وادراك فانه خالق لأفعاله ومسؤول عنها, وبالتالي ف"العقل هو مناط التكليف". وما ينتج عن حرية الانسان في اختيار أفعاله سيكون جزاءه الجنة أو النار. ولكن إذا ما أضفنا إلى عملية الاختيار عوامل اخرى سواء ذاتية كالقصد والداعي والمزاج, او موضوعية كظروف العالم المحيطة به, فالامور تزداد تعقيدا وهذا ما يجعل فعل الإنسان متميزا عن الفعل الإلهي.
اما أذا اردنا ان نسأل من وجهة نظر الكندي فيما اذا كان الفعل الالهي يشمل فعل الانسان, أو انه احدى العلل المتوسطة (او الفاعلات بالمجاز), او هل يمكن اعتبار ؟.
الإجابة على هذا السؤال نجده في النظريه الانطولوجية للكندي . حيث لا تتيح مجال الى الاعتقاد بأن الانسان فاعل بالحقيقة. هذه النظرية تنص على ان هناك نظام صارم ذات غائية محددة قائمة على التدبير المسبق للحكمة الالهية. وبالتالي فان الإنسان فاعل بالمجاز وليس الا احدى العلل المتوسطة المنوطة بالمشيئة الالهية. وهذا يقودنا إلي التسليم بأن الحتمية الطبيعية هي ايضا جبرية بشرية.
ولكن الكندي يقول بان الانسان مكون من نفس وجسد (وهنا يبدو واضح تأثره بالمبادئ الافلاطونية), وان أفاعيل الجسد تندرج صمن السلسلة من المفعولات, وأفاعيل النفس في الجسد تتأثر بمزاحات الأشخاص العالية (الكواكب).
بالرغم من وجود تناقض واضح في اقوال الكندي, لكن من الممكن تجاوزه كما يقول الكندي اذا اخذنا بالاعتبار نظريته في المعرفة.
كلما اتسعت ادراكات الانسان اصبح اقدر على فهم هذا النظام. والعلم بالأشياء ممكن لأنها قائمة على اسس عقلية ولكن بمرجعية مطلقة. الإنسان يبدأ المعرفة عن طريق الحس ولكن وبما ان العالم قائم على اسس عقلية. فلا بد ان تأتي المعرفة عن طريق العقل. الذي يحكم بناء على قانون العلة والمعلول وان لكل اثر مؤثر. مما يؤدي إلي التصديق بوجودها وكذلك بمعرفتنا باللة.
ولكن كما يقول الكندي محدوية الانسان في الوصول الى الحقيقة المطلقة, تجعله غير قادر على الإحاطة بكامل السلسة من العلل والمعلولات وكيف تعبر عن سيرورة الإرادة الإلهية في الكون. لان الإحاطة بها يعني الكشف عن الصورة التي أرادها اللة للكون. ولما كانت إرادته عين ذاته, فان الكون هو صورة ذاته. كما تقول الصوفية تجلي الحق في الخلق. فاذا كانت غاية الفيلسوف علم الحق والعمل بالحق, يجب علية أولا ان يعرف الحق ليعمل به. وذلك رأى الكندي ان الفضائل تكون لمن استطاعوا ات يتجردوا من الدنيا وتفردوا في البحث عن الحقائق. حتى انكشف لهم علم الغيب واطلعوا على سرائر الخلق. وهذه المرتبة يصل إليها فقط الفيلسوف والنبي . وبما النبوة اصطفاء لا يبقى إلا أن نتحدث عن الفيلسوف. الذي يصبح فاعل بالحقيقة, خارج جبرية التأثير والتأثر. ولكن التمايز بين فعل الانسان والفعل الالهي يبقى قائما, لأن في الفعل الالهي توجد الضرورة الاخلاقية التي هي ذاتية, اما في الانسان فتكون مستقلة عنه. بالإضافة الى ان اللة يفعل ولا ينفعل والانسان يفعل وينفعل وبالتالي لا يعتبر فاعلا محضا.
هل العالم محدث ؟
تعتبر من بين المسائل العويصة التي دار حولها الخلاف بين مفكري الإسلام، وبالتحديد بين الفلاسفة والمتكلمين- فالفلاسفة قالوا ان العالم قديم قدم الله(مع وجود اختلاف بينهم في ماهية القدم)،
- إلا أن المتكلمين مثل المعتزلة والأشاعرة قالوا بأن العالم محدث من قبل الله،
- وانتهى الكندي من مناقشة هذه المسألة بالقول أن العالم محدث من قبل الله، وليس قديم . درس الكندي هذه المسألة في العديد من رسائله الفلسفية مثل: رسالته في حدود الأشياء ورسومها، ورسالته في وحدانية الله وتناهي الجرم، ورسالته في الفاعل الحق الأول التام، وغيرها من الرسائل. [8]
- اختلف مع الفلاسفة وابتعد عن أرسطو الذي أثبت قدم العالم لأن قال بأن الحركة قديمة وكذلك الزمان.
- واتفق مع المتكلمين الذين يقولون بالحدوث.
المعتزلة
وللتفصيل المعتزلة بحثوا في العلاقة بين الموجود أللازماني (القديم) والموجود الزماني (الحادث). في قولهم بعدم جواز تخلف العلة عن المعلول, وبهذا فان اللة علة الكون التامة وان وجود الكون ليس متأخرا عن وجود اللة. وهذا يعني ان هناك تلازم بين العلة والمعلول. الذي يؤدي إلى أن وجود العلة التامة يعني حصول المعلول بالضرورة.تصور هذه العلاقة خاصة بين اللة والكون. ينبني على الأمور التالية:
بما ان اللة عالما بالكون ابدا , ومنذ كان عالما فانه بالضرورة مريد لما يعلم وبالضرورة ايضا قادرا لما يريد. فهذا يلزم انه منذ كان اللة كان الكون. وبالتالي فتقدم الذات الالهية على الكون ليس زماني بل تقدم بالشرف والفرق بينهما ان اللة خالق والكون مخلوق. عدم جواز تخلف المعلول عن علته التامة, وبهذا فان اللة علة الكون التامة وان وجود الكون ليس متأخرا عن وجود اللة. وهذا يعني التلازم بين العلة والمعلول. ويؤدي وجود العلة التامة الى حصول المعلول بالضرورة. ان ما يصدر عن اللة يصدر عن علم سابق قديم, وبالتالي الكون وما يجري فيه يصدر بحكم هذا العلم. ان ما يصدر عن اللة من افعال انما يجب على ذاته من حيث ان علمه وارادتة وقدرته هي عين ذاته. أي ان الكون معقول بكل ما فيه من أشياء تتغير
بالرغم من قول المعتزلة بان الكون مخلوق (معلول) واللة خالق (علة), فهم لم يحلوا مشكلة أبدية الكون, لأن الأبد لا قبل منه ولا بعده .
وبما ان اللة مريد بما هو يعلم فان فعله لا يمكن ان يكون فعل طبيعي. لان هذا يقود إلى انه ليس إراديا بل يصدر عنه على سبيل اللزوم. انما ما يصدر عن اللة يجب عن ذاته . وهذا ينفي ان يصدر الفعل عن اللة بغير رضا او بالاضطرار.
الكون وما يجري فيه يسير بموجب نظام وقوانين, اهمها العلة والمعلول. ولكن هذا النظام لا يمكن ان يكون ميكانيكيا. لأن هذا يمكن ان يحدث في حالتين: - الأولى مفروض من خارجه, والثانية ان يكون ذاتيا. وهذه الحالة الأخيرة مرفوضة لان المعتزلة يعتقدون بوجود خالق للكون ومدبر له. والحالة الاولى مرفوضة أيضا لعدم وجود غاية فيها.
وبما العلم والإرادة عين الذات الإلهية , فلا يمكن ان ينفصلان عن بعضهما, وبالتالي المعتزلة نفوا المصادفة. وطالما ان غاية الفعل الإلهي تحقيق الأصلح, فالكون لا بد ان يكون الأفضل ولا ينسجم مع أي نظام ميكانيكي او ترتيب تتداخل فيه المصادفة.
الكندي
وبطريق مشابهة لما قالوا علماء المعتزلة ولكن بتفصيل أكثر وأدق يقول الكندي ان الحركة الدائمة للجرم الاقصى وهو المنفعل الاول, تُخرج ما هو بالقوة الى الفعل. وهنا الكندي يميز بين العلة البعيدة والعلة القريبة. ويتابع بان السلسلة من العلل والمعلولات التي خضعت للكون والفساد حدثت من طبيعتها. فلذلك الطبيعة عندة هي علة أولية. وبهذا الطبيعة تبدو خلاقة واعتبرها كائن حي قادر على ايجاد التغيرات التي تحدث له وفيه. ولكن الكندي يرجع هذه العلة الى شيء خارج الاشياء ويقول ان العلاقة بين اطراف سلسلة العلل والمعلولات ضرورية. وهذا يعني ان هذا الكون محكوم بالضرورة ؟. يقول لو كان لدينا القدرة على الاحاطة بكل هذا العدد الامحدود من العلل والمعلولات لكان بامكاننا ان بتنبئ بادق التفاصيل. وهذا مستحيل وما يستطيع ان يفعلة الانسان هو معرفة جزء من هذه السلسلة الطويلة من المعلولات , ولكن حتى بهذه لطريقة فهو يخلعها من صورتها الحقيقية. وربما قلنا ان هذه الضرورة تأتي من القوة التي اودعت في الاشياء, والتي ينسجم مع فكر الكندي, او لان الضرورة أتية من قوة تحكم الكون تحكميا بلا هدف. ولكن هذه الفرضية لا يقبلها الكندي بقوله ان هناك مدبر وهناك ايضا غائية وهذا ما ينطبق على الفعل الالهي, لان اللة هو علة فاعلة وغائية معا.وبهذه الطريقة ضرورة كهذه تحقق هدفين: الاول هو ان الطبيعة لا تفعل شيء بدون قصد, والثاني هو ابعاد النظام الميكانيكي لان هذا يبعد استمرارية فعل اللة في الكون. ولتلافي ذلك يؤكد الكندي ان العلة البعيدة هي الاولى لجميع المفعولات. وهنا يبدو ان الكندي بقي في اطار النظرة السائدة بين المسلمين الا وهي تأثير الوحي, وخلاصتها ان اللة هو المؤثر الوحيد في الكون. وقولة بالعلة القريبة ةالبعيدة فكان من تأثير الفلسفة اليونانية.
ماذا اخذ الكندي من المعتزلة وماذا ترك
- تفي المصادفة في الكون
- نفي النظام الميكانيكي في الكون
- الغائية
- اللطف الالهي
مصادر وحواشي
- ^ كتاب: العقل والفعل في الفلسفة الإسلامية. تأليف الدكتور سلمان البدور. قسم الفلسفة الجامعة الأردنية. 2006. الفصل الأول: العلم والفعل عند المعتزلة والأشاعرة. ص11
- ^ كتاب: العقل والفعل في الفلسفة الإسلامية. تأليف الدكتور سلمان البدور. قسم الفلسفة الجامعة الأردنية. 2006. الفصل الأول: العلم والفعل عند المعتزلة والأشاعرة. ص11
- ^ المرج السابق. ص. 17
- ^ دور الكندي في الفلسفة. د.مراد يوسف. جامعة بابل
- ^ أثر المعتزلة في الفلسفة الالهية عند الكندي. تأليف هناء عبدة سليمان أحمد. مكتبة الثقافة الدينية. 2005
- ^ د.صبري محمد خليل خيري دراسات ومقالات http://drsabrikhalil.wordpress.com/2011/07/18/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9/
- ^ أرشيف: المنتدى الإسلامي العام/ وجود الله ووحدانيته
- ^ جامعة بابــل. كلية الآداب. الأستاذ مهدي طه مكي السعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق