مستخدم:Hasanisawi/فلسفة الدين/مقدمات
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فلسفة الدين هي فرع من فروع الفلسفة المهتمة بالدين كطبيعة الخالق وقضية وجوده؛ وتفحص التجربة الدينية؛ وتحليل النصوص الدينية.
فلسفة الدين تشير الى الدراسة العقلية المتعلقة بالمسائل التي يطرحها الدين سواء للظواهر الطبيعية او الميتافيزيقية, كالحياة والموت ووجود الخالق ومعضلة الشر.
فلسفة الدين تختلف عن الفلسفة الدينية في انها تواجه المسائل الدينية بشكل عام ولا تختص بمعتقد معين, وبالتالي فهي مفتوحة للنقاش سواء من قبل المؤمنين او الغير مؤمنين.
ارسطو قال بالمتحرك الذي لا يتحرك وسماه العقليين بالقرن السابع والثامن عشر باللاهوت الطبيعي, ولكن اول من تكلم بشكل واسع عن وجود الله كان اوغسطين (340م) ثم انسيلم (1109).
اوغسطين استدل على وجود الله بالنظر في العالم المحسوس الذي تغيره يدل على انه مخلوق بفعل ارادي حر وبالتالي رفض اوغسطين ما ذهب اليه ارسطو وافلاطون عن قدم الهيولي , ورفض ايضا نظرية الفيض في الافلاطونية المحدثة, التي حاولت تفسير العلاقة بين الله والكون.
وأما انسلم فيؤكد انه لا يمكن تصور ما هو اعظم منه, سواء في الذهن كفهوم او خارج الذهن كشيء حقيقي. ولكن توماس الاكويني (1274م)اعتبر هذا القول نوع من السفسطة. [1]
توما الأكويني فسر الصدور على أساس فكرة المشاركة.[2].
مذهب توما الاكويني يتميز بالفصل بين الفلسفة والدين , حيث الاولى تعتمد على العقل وحده, اما الدين فيعتمد على الوحي ولكن دون انكار العقل. ولذلك فقد قرب الاكويني بين الفلسفة والدين. لأن العقل الذي يستطيع ان يبرهن على وجود الله, يستطيع الوصول ايضا الى المعرفة اليقينية.
الفارابي اعطى اهمية كبرى للبرهان العقلي, ولذلك فهو يضع الدين تحت مظلة الفلسفة. أي ان الفلسفة تقدم ما لا يعطيه الدين من براهين, وبالتالي فهي ااسبق منطقيا منه, ولكن ليس من ناحية القيمة. [3] ومن خلال نظرية الفيض, الفارابي يرى ان ليس هناك تعارض بين الفلسفة والدين, وانما هي تفسره عقليا. [4]
اصل الفرق بين الفلسفة والدين هو ان منشأ القضايا هو العقل عند البعض , والوحي عند البعص الاخر. فأصل قضايا الدين من الدين واصل قضايا الفلسفة من الانسان. فهل هناك توافق بين الفلسفة والدين طالما ان كلاهما يرمي الى الحقيقة. والذين رموا الى التوفيق بين الفلسفة والدين في العالم الاسلامي كانوا الفرق الكلامية, والمسائل التي تناولوها : هل العالم قديم, او حادث وهل يمكن تحديد ماهية الخالق, وهل يعلم الجزئيات؛ وهل البعث والمعجزات ممكنة, ... . [5]
يرى ابن رشد ان لا تعارض بين الفلسفة والدين, ولكنه يؤمن بسرمدية الكون؛ ويقول ان الروح منقسمة الى قسمين: قسم شخصي قابل للفناء والاخر الهي؛ وإحياء الأموات غير ممكن. ويدعي ان هناك طريقين لمعرفة الحقيقة: الاول يعتمد على الدين ولا يمكن التدقيق فيه وبالتالي لا يمكن فهمه بشكل كامل , والطريق الثاني هي الفلسفة, ولكنها محصورة على نخبة ذات ملكات فكرية عالية. [6]
وبالرغم من ان ابن رشد كان يدعو الى التوفيق بين الفلسفة والدين, الا انه كان يقول: اذا كانت الأية تمس جوهر الدين, فلا يمكن تأويلها؛ اما ان لم تكن كذلك, فمن واجب على البرهانيين تأويلها, ولا ينبغي التحدث عن ذلك مع الجدليين او الجمهور. وبالتالي ابن رشد يميز بين الدين والفلسفة, والدليل على ذلك انه يقول ان احسن الديانات ليس الحق, ولكن هي التي رموزها الاكثر تأثيرا على العوام. وعملية تقسيم الجمهور الى نخبة وعوام لا يمكن ان تؤدي بالنخبة الى معرفة ما اذا كانت هناك توفيق بين النظريات الأرسطية والاسلام. [7]
يرى فويرباخ أن الله مرآة تعكس صفات البشر. فالإنسان قد خلق إلهاً لنفسه على صورته يحمل ملامحه تماماً ووضعه في عالم متسام، واعتقد فيورباخ ان الله هو نتيجة ضعف الإنسان وفقره، . وذلك فهو يربط الدين بالموت ، لأنه الشعور بالتناهي والمحدودية. ويفسر فويرباخ العلاقة بين الموت والدين، من خلال تسخير العواطف الإيجابية كالحب والسعادة والامتنان والتبجيل لخدمة الدين، لأن الآلهة التي دمرت الطبيعة والانسان, هي التي تبعث الحياة من جديد. فمصدر الخير هو مصدر الشر نفسه ومصدر الخوف هو مصدر السعادة. وعندما حاول الإنسان الجمع بين الضدين في شعور واحد تولد لديه الشعور بالتبعية كمصدر أساسي للدين. [8]
1 وجود الله
1.1 3-درجات الكمال
1.2 3-3 النظام والتدبير
1.3 5-المناقشة الكوزمولوجية
1.4 المناقشة الغير تجريبية (او المناقشة الانطولوجية)
2 مصادر وحواشي
3 روابط خارجية
ولكن النقد هنا الموجه لتوما الاكويني, هو ان المحرك الاول لا يعني انه الخالق, لأن ارسطو اعتبر العالم قديم, ويتحرك للحصول على الكمال الموجود في الله. وبالتالي فالله عند ارسطو ليست على فاعلة بل غائية.
وعلى اية حال يمكن تفسير الحركة الطبيعية في الاجيام دون الحاجة الى افتراض اي مبدأ خارجها.
ولكن ارسطو تحدث عنحركة واعية في الاجسام للحصول عل الكمال الالهي. ومن هنا تبدأ المناقشة حول نظام الكون وتدبيره وعن درجات الكمال.
ولكن اذا كان الله معيار القياس في هذا العالم فيجب ان يكون داخله. أي ضمن النظام الطبيعي, لأنه يأتي كأعلى درجة من الكمال والوجود بالنسبة للاشياء الطبيعية الاخرى.
ان الاشياء المفتقرة للمعرفة تتحرك نحو غاية , فلا بد ان يجهها كائن يتمتع بالمعرفة, كما يوجه الرامي السهم.
أما الصيغة التي عرضها هيوم (1711) بهدف رفضها لاحقا تنص على ان العالم آلة كبير تنقسم الى عدد لا محدود من الآلات الصغرى حتى الحد الذي تعجز فيه القوى البشرية عن تفسيرها. وهذا النظام من الوسائل والغايات يشبه عمل الإنسان ويتجاوزه الى حد بعيد. اي ان صانع الطبيعة يشبه عقل الانسان وإن كان يتمتع بملكات اعظم تنسجم مع جلال عمله.
ولكن ان تكون النتيجة صحيحة شيءوأن تتبع مقدماتها منطقيا شيء اخر. أي ان المناقشة الغائية تنطلق من التجربة لاثبات وجود الله. تبدأ بأن هناك نظام في الكون, فهل هو نظام بلا استثناء ؟. لأن هناك حالات كثيرة تعبر عن فوضى لا عن نظام, وعن قبح لا عن جمال وعن ألم لا عن لذة, وعن شقاء لا عن سعادة وعن الشر لا عن الخير. وإذا كانت المناقشة الغائية تعتمد على السمة الغالبة للنظام, فهذا يوصلنا الى نتيجة احتمالية, ولا هي تعتمد على التجربة في حالة فرضها كنظام للأشياء.
والمقدمة الثانية ان هناك مصمم تسقط بسقوط الاولى, ولكن بالاضافة الى ملاحظة ما يناقض النظام السائد فهل من الممكن البرهان على ان تصميمه هادف؟.
هيوم يقول انه من المسحيل استنتاج انهناك خطة للعالم يكونها عقل الهي,كما في حالة خظة منزل في عقل مهندس معماري. لأن الظواهر المحدودة التي نختبرها لا تخولنا استنتاج علة غير مجدودة.
داروين غير مقتنع بالمناقشة الغائية وخصوصا عندما اكتشف قانون الاختيار الطبيعي.
وبافتراض ان المقدمتين صحيحتين: ان هناك نظام بلا اشتثناء حقيقي, وان هناك منظم, فالنتيجة تؤديالى ترجيح وجود صانع كما تصوره افلاطون.
ولكن بالرغم من ان كل قوانين الطبيعة التي تكشفها العلوم تقول بأن هناك نظام, ولكن الانطلاق من التجربة والمعطيات العلمية لا يقود الى الله او البرهان على وجوده.
وقبل الاكويني , ابن سينا والفارابي حللوا مفهوم الواجب والممكن. الذي وجوده بغيره اما واجب الوجود فوجوده وبذاته, وكل ما سواه يمكن تصوره غير موجود دون الوقوع في تناقض.
المناقشة الكوزمزلوجية تتفوق على ما سواها من المناقشات التجريبية بالتميز بين الممكن والواجب, ولكن افتراض ان معنى وجود الممكن لا يستقيم دون وجود الواجب فهذا افتراض مسبق لما تريد المناقشة برهانه. ونقد المناقشة وجد اتباعا من فلاسفة الايجابية المنطقية والتحليل اللغوي, الذين رسخوا نقد هيوم وكانط لهذه المناقشة. وهو ان نتيجة المناقشة الكوزمولوجية هي ان الله واجب او ضروري الوجود, الا ان الضرورة مفهوم منطقي وليس وجودي. كقولنا ان الكل اكبر من الجزء او استحالة الدائرة المربعة وأن المثلث له ثلاثة اضلاع. ولكن ما هو ضروري غير موجود. فكون المثلث مكون من ثلاثة اضلاع لا تشير الى وجوده. ولكن في حالة وجوده, يجب ان يتكون من ذلك. واما وجود الكائنات في العالمفلا فلا يلزمها ضرورة منطقية, وانما يحصل بالاختبار.
وخلاصة القول هي ان ما هو غير ضروري موجود وما هو ضروري غير موجود.
وبالتالي صفة الوجود تقنصر على الاشياء المادية. ومع هذا الرأي برتراند رسل (1872-1970). الذي يقول انعبارة الله موجود لا تعني شيئا, لأن صيغة ضروري صيغة منطقية وليست وجودية. ولم يجد رسل ضرورة لتفسير العالم, فهو هناك وهذا يكفي.
وعلى اية حال الاصرار على التميز بين الممكن والواجب لا يوصلنا الى اثبات الواجب ابتدأ من الممكن. فهل المناقشة الغير تجريبية توصلنا الى ذلك؟
الاعتراض الاول على المناقشة جاء من راهب اسمه غونيلون. الذي يقول انه باعتماد برهان انسلم يمكن البرهنة على وجود اي شيء. ويضرب مثال التفكير بجزيرة خلابة لا مثيل لها. ولن بالرغم من هذه الفكرة قابلة للتصديق , فهذا لا يعني ان الجزيرة موجودة.
وجاء رد انسلم بان فكرتنا عن الكائن الاعظم هي عن كائن ضروري وبالتالي لا يمكن الا ان يكون موجودا. اماالجزيرة فلا يمكن ان تكون ممكنة الوجود وفائقة الجمال. لأن جمع الممكن والواجب معا امر محال. وهذه الصيغة الثانية لانسلم تعيدنا الى المناقشة الكوزمولوجية.فما هو الفرق بينهما ؟
يقول كانط ان اي مناقشة عن وجود الله لا بد الا ان تنتهي الى المناقشة الانطولوجية. وينقد ديكارت الذي صيغته تشابه الصيغة الاولى لانسلم باستبدال كلمة العظمةبكلمة الكمال. يقول ديكارت بما ان الوجود من مقومات الكمال, فلا بد للكائن الاكمل ان يكون موجودا. وفكرة اللامحدود لا يمكن ان يولدها فكر الانسان المحدود, ان لم يضعها اللامحدود نفسه فيه.
يقول كانط ان لدى ديكارت مغالطة منطقية مبنية على التكرار. لأنه يضع موضوع البرهان في المقدمة. وان سمحت لنا المناقشة الانطولوجية استخراج الوجود من الفكرة, فهذا لننا وضعناه في الفكرة. فالقول ان الشيء موجود يختلف عن القول بانه قصير او طويل. وعندما ننفي وجود شيء فنحن ننفي ليس فقط الصفة بل الموضوع بكامله. يعني اذا كان مستحيل افتراض وجود مثلث دون افتراض ان له ثلاثة زوايا, فمن الممكن انكار وجود المثلث والزوايا معا. وهكذا يستحيل افتراض الله وصفة من صفاته, ولكن يمكن انكار وجوده وصفاته معا.
حتى وان كان منطق استنتاج وجود الله يقوم على فكرتنا حوله.ولكن وبما ان الله مختلف عن سائر الموجودات فيجب ان يكون وجوده مختلف. واذا كان الاعتراف بوجوده ايمانا, فيجب ان يكون منطق الايمان به مختلف عن المنطق الذي يربطنا بالكيانات الاخرى. وهذا يغ=عنيان الفكرة عن الله هي فكرة فطرية لان الانسان يشعر بمخلوقيته. أي ان الشعور بوجود شيء يختلف عن التفكير بوجوده. لذلك رأى البعض ان الايمان بوجود الله مسألة تحول نفسي غير مبنية على مقدمات او نتائج منطقية, وكما يقول ابن سينا ان واجب الوجود لا برهان عليه لانه البرهان على كل شيء.
وقول كانط ان الله ضروري, هي ضرورة لاهوتية, وليست منطقية. ولكن المنطق هو التفكير السليم في جميع الحقول, او بالاحرى لكل موضوع منطقه. فالقول بان الله ضرورة لاهوتية لا يختلف عن القول بان الله ضرورة منطقية. والكثير من التناقض الذي حصل بين العلم والدين هو نتيجة قياس الدين لمنطق العلم.
والخلاصة ان المناقشات التجربية وضعت كلها تحت النقد, أما المبدأ الانطولوجي فقد اوضح لنا اننا نرى العالم من خلال الله, وليس العكس. فالاستدلال الصحيح هو من المنظم على النظام. واذا اخذنا اراء ممثلي اللاهوت الطبيعي في القرون الوسطى, مثل ابن رشد وابن ميمون وتوما الاكويني, لوجدنا انهم يتكلمون نفس اللغة, والتي لا تختلف عن لغة ارسطو. قمسالة وجود الله لا تختص بدين معين بل تنتمي الى الفطرة الانسانية ككل.
فلسفة الدين تشير الى الدراسة العقلية المتعلقة بالمسائل التي يطرحها الدين سواء للظواهر الطبيعية او الميتافيزيقية, كالحياة والموت ووجود الخالق ومعضلة الشر.
فلسفة الدين تختلف عن الفلسفة الدينية في انها تواجه المسائل الدينية بشكل عام ولا تختص بمعتقد معين, وبالتالي فهي مفتوحة للنقاش سواء من قبل المؤمنين او الغير مؤمنين.
ارسطو قال بالمتحرك الذي لا يتحرك وسماه العقليين بالقرن السابع والثامن عشر باللاهوت الطبيعي, ولكن اول من تكلم بشكل واسع عن وجود الله كان اوغسطين (340م) ثم انسيلم (1109).
اوغسطين استدل على وجود الله بالنظر في العالم المحسوس الذي تغيره يدل على انه مخلوق بفعل ارادي حر وبالتالي رفض اوغسطين ما ذهب اليه ارسطو وافلاطون عن قدم الهيولي , ورفض ايضا نظرية الفيض في الافلاطونية المحدثة, التي حاولت تفسير العلاقة بين الله والكون.
وأما انسلم فيؤكد انه لا يمكن تصور ما هو اعظم منه, سواء في الذهن كفهوم او خارج الذهن كشيء حقيقي. ولكن توماس الاكويني (1274م)اعتبر هذا القول نوع من السفسطة. [1]
توما الأكويني فسر الصدور على أساس فكرة المشاركة.[2].
مذهب توما الاكويني يتميز بالفصل بين الفلسفة والدين , حيث الاولى تعتمد على العقل وحده, اما الدين فيعتمد على الوحي ولكن دون انكار العقل. ولذلك فقد قرب الاكويني بين الفلسفة والدين. لأن العقل الذي يستطيع ان يبرهن على وجود الله, يستطيع الوصول ايضا الى المعرفة اليقينية.
الفارابي اعطى اهمية كبرى للبرهان العقلي, ولذلك فهو يضع الدين تحت مظلة الفلسفة. أي ان الفلسفة تقدم ما لا يعطيه الدين من براهين, وبالتالي فهي ااسبق منطقيا منه, ولكن ليس من ناحية القيمة. [3] ومن خلال نظرية الفيض, الفارابي يرى ان ليس هناك تعارض بين الفلسفة والدين, وانما هي تفسره عقليا. [4]
اصل الفرق بين الفلسفة والدين هو ان منشأ القضايا هو العقل عند البعض , والوحي عند البعص الاخر. فأصل قضايا الدين من الدين واصل قضايا الفلسفة من الانسان. فهل هناك توافق بين الفلسفة والدين طالما ان كلاهما يرمي الى الحقيقة. والذين رموا الى التوفيق بين الفلسفة والدين في العالم الاسلامي كانوا الفرق الكلامية, والمسائل التي تناولوها : هل العالم قديم, او حادث وهل يمكن تحديد ماهية الخالق, وهل يعلم الجزئيات؛ وهل البعث والمعجزات ممكنة, ... . [5]
يرى ابن رشد ان لا تعارض بين الفلسفة والدين, ولكنه يؤمن بسرمدية الكون؛ ويقول ان الروح منقسمة الى قسمين: قسم شخصي قابل للفناء والاخر الهي؛ وإحياء الأموات غير ممكن. ويدعي ان هناك طريقين لمعرفة الحقيقة: الاول يعتمد على الدين ولا يمكن التدقيق فيه وبالتالي لا يمكن فهمه بشكل كامل , والطريق الثاني هي الفلسفة, ولكنها محصورة على نخبة ذات ملكات فكرية عالية. [6]
وبالرغم من ان ابن رشد كان يدعو الى التوفيق بين الفلسفة والدين, الا انه كان يقول: اذا كانت الأية تمس جوهر الدين, فلا يمكن تأويلها؛ اما ان لم تكن كذلك, فمن واجب على البرهانيين تأويلها, ولا ينبغي التحدث عن ذلك مع الجدليين او الجمهور. وبالتالي ابن رشد يميز بين الدين والفلسفة, والدليل على ذلك انه يقول ان احسن الديانات ليس الحق, ولكن هي التي رموزها الاكثر تأثيرا على العوام. وعملية تقسيم الجمهور الى نخبة وعوام لا يمكن ان تؤدي بالنخبة الى معرفة ما اذا كانت هناك توفيق بين النظريات الأرسطية والاسلام. [7]
يرى فويرباخ أن الله مرآة تعكس صفات البشر. فالإنسان قد خلق إلهاً لنفسه على صورته يحمل ملامحه تماماً ووضعه في عالم متسام، واعتقد فيورباخ ان الله هو نتيجة ضعف الإنسان وفقره، . وذلك فهو يربط الدين بالموت ، لأنه الشعور بالتناهي والمحدودية. ويفسر فويرباخ العلاقة بين الموت والدين، من خلال تسخير العواطف الإيجابية كالحب والسعادة والامتنان والتبجيل لخدمة الدين، لأن الآلهة التي دمرت الطبيعة والانسان, هي التي تبعث الحياة من جديد. فمصدر الخير هو مصدر الشر نفسه ومصدر الخوف هو مصدر السعادة. وعندما حاول الإنسان الجمع بين الضدين في شعور واحد تولد لديه الشعور بالتبعية كمصدر أساسي للدين. [8]
محتويات
1.1 3-درجات الكمال
1.2 3-3 النظام والتدبير
1.3 5-المناقشة الكوزمولوجية
1.4 المناقشة الغير تجريبية (او المناقشة الانطولوجية)
2 مصادر وحواشي
3 روابط خارجية
وجود الله
الله هو محور الدين وبدونه لا يوجد دين. والايمان هو الرابط بين الله والانسان . الذي يؤمن عندما يدرك انه لا يقوم الا بالله, ويدرك الله من خلال شعور وحدس مباشر كما يقول شليرماخر (1768). والدين عند هيجل هو فكر ميتافيزيقي؛ وعند فيخنة اخلاق. وتابع اوتو (1869) خط شليرماخر, وحدد الشعور الدين بالمحدود واللامحدود, بالخالق والمخلوق. وهذا الشعور يضع المقدس كحقيقة موضوعية خارج الذات. ولكنه يبعث الخوف في الانسان لأنه يجسد الاخر المختلف كليا عنه. والذي لا يمكن معرفة جوهره على الاطلاق. وما سماه اوتو شعور الانسان ووعيه بمخلوقيته, ليس بالمفهوم الجديد. يوحنا الدمشقي قال ان الله يقع خارج مرتبة الموجودات, وفوق الوجود نفسه. وبما ان المعرفة متعلقة بما هو موجود فهو يفوق المعرفة. وبالمثل في علم الكلام الاسلامي الذي نزه الخالق عن مخلوقاته, اي ليس كمثله شيء. والقول ان الاسلام دين الفطرة يعني ان الانسان يشعر بمخلوقيته بالفطرة وما ينطوي عليها من شعور بأن حقيقة الخالق تفوق كل الحقائق. وهذا الشعور الفطري موجود في اليهوية وفي الاديان الصينية. ولهذا فقد سماه البعض الدين الطبيعي والذي ه اساس قبول الرسائل النبوية. وما هو فطري يعني سابق للتجربة (a priori) وليس لاحق للتجربة (a posteriori). ولكن لا احد يشك ان كل معرفة, بما في ذلك معرفة وجود الله, لا تأتي دفعة واحدة, بل مع الوقت من خلال النضج الفكري والاحتكاك بالعالم. وبهذا المعنى المعرفة لاحقة للتجربة. كانط في كتابه نقد العقل الخالص يقول ان كل معرفة تبدأ مع التجربة, وان وملكة المعرفة لا تباشر عملها الا عندما تؤثر فيها الاشياء المحسوسة. ومع ذلك فقد عرف المعرفة الفطرية بانها مستقلة عن أي تجربة. وهذه يعني انه على الرغم من اختلاف الاديان يبقى معنى الله واحد. وبالاعتماد على هذا المعنى العام حاول فلاسفة ومفكروا العصور الوسطى البرهنة على وجود الله. ولذلك نقل الغرب المسيحي اعمال مفكرين مسلمين مثل ابن سينا وابن رشد الى اللاتينية. ومناقشات ابن سينا حول وجود الله اثرت على مفكرين مسيحين مثل توما الاكويني. وهذه المناقشات كانت تنقسم الى بابين:- التجربية
- والمستقلة عن التجربة
- 1- اذا انطلقنا من ان كل شي له علة, فهذا لا يستثني العلة الاولى. وعلينا ان نتابع السؤال كما يفعل الاطفال
- 2- ليس هناك ضرورة منطقية توجب وقف سلسلة العلل عند حد معين. كما هو حال مفهوم السببية في العلوم, لا يحتاج الى وقف سلسلة العلل والمعلولات , ولا يحتاج ايضا الى طرح مسألة الخالق. وافتراض ان الله السبب الاول لا يضيف ولا ينقص من تقدم العلوم.
- 3- وبافتراض ان المناقشة منطقية, فهي ليست دليل على ان الاله يتجاوز النظام الطبيعي. قد يكون كائن ضخم كما في الاساطير, او قد يكون الكون كما يقول المنادون بوحدة الوجود, او العناصر الاولية للمواد كما عند القدماء, وقد يكون اكثر من اله تعاونوا على خلق العالم.
- 4- حتى وإن توصلنا الى استناج ان العلة الاولى هو الله, فإنها قد لا تتفق مع مبدأ الفاعلية؛ أي ان الله خلق الكون ثم تخلى عنه, وبالتالي لا تفسر مقولة الخلق المستمر او يد الله في الكون.
ولكن النقد هنا الموجه لتوما الاكويني, هو ان المحرك الاول لا يعني انه الخالق, لأن ارسطو اعتبر العالم قديم, ويتحرك للحصول على الكمال الموجود في الله. وبالتالي فالله عند ارسطو ليست على فاعلة بل غائية.
وعلى اية حال يمكن تفسير الحركة الطبيعية في الاجيام دون الحاجة الى افتراض اي مبدأ خارجها.
ولكن ارسطو تحدث عنحركة واعية في الاجسام للحصول عل الكمال الالهي. ومن هنا تبدأ المناقشة حول نظام الكون وتدبيره وعن درجات الكمال.
3-درجات الكمال
تعني ان الموجودات تتمتع بدرجات من القيم: الاجمل ؛ والاصدق ... . وهذا يعني ان هناك معيارا لتلك القيم, وارسطيا هو الاكثر وجودا لأنه الفعل المحض الذي لا يخالطه امكان. وإن انتهت مناقشة ارسطو بالقول ان الاشياء تتحرك نحو الله, فقد تابعه توما الاكويني القول بأنها تتحرك انطلاقا من الله. لأن ما هو الاكثر في نوع ما يكن سبب كل شيء في ذلك النوع.ولكن اذا كان الله معيار القياس في هذا العالم فيجب ان يكون داخله. أي ضمن النظام الطبيعي, لأنه يأتي كأعلى درجة من الكمال والوجود بالنسبة للاشياء الطبيعية الاخرى.
3-3 النظام والتدبير
الجزء المتعلق بالنظام احتل مرتبة متميزة في تاريخ الفكر. كانط يقول ان هناك شيئين يثيران رهبة في ذاتي:- النجوم فوقي
- واالضمير الخلقي داخلي
ان الاشياء المفتقرة للمعرفة تتحرك نحو غاية , فلا بد ان يجهها كائن يتمتع بالمعرفة, كما يوجه الرامي السهم.
أما الصيغة التي عرضها هيوم (1711) بهدف رفضها لاحقا تنص على ان العالم آلة كبير تنقسم الى عدد لا محدود من الآلات الصغرى حتى الحد الذي تعجز فيه القوى البشرية عن تفسيرها. وهذا النظام من الوسائل والغايات يشبه عمل الإنسان ويتجاوزه الى حد بعيد. اي ان صانع الطبيعة يشبه عقل الانسان وإن كان يتمتع بملكات اعظم تنسجم مع جلال عمله.
ولكن ان تكون النتيجة صحيحة شيءوأن تتبع مقدماتها منطقيا شيء اخر. أي ان المناقشة الغائية تنطلق من التجربة لاثبات وجود الله. تبدأ بأن هناك نظام في الكون, فهل هو نظام بلا استثناء ؟. لأن هناك حالات كثيرة تعبر عن فوضى لا عن نظام, وعن قبح لا عن جمال وعن ألم لا عن لذة, وعن شقاء لا عن سعادة وعن الشر لا عن الخير. وإذا كانت المناقشة الغائية تعتمد على السمة الغالبة للنظام, فهذا يوصلنا الى نتيجة احتمالية, ولا هي تعتمد على التجربة في حالة فرضها كنظام للأشياء.
والمقدمة الثانية ان هناك مصمم تسقط بسقوط الاولى, ولكن بالاضافة الى ملاحظة ما يناقض النظام السائد فهل من الممكن البرهان على ان تصميمه هادف؟.
هيوم يقول انه من المسحيل استنتاج انهناك خطة للعالم يكونها عقل الهي,كما في حالة خظة منزل في عقل مهندس معماري. لأن الظواهر المحدودة التي نختبرها لا تخولنا استنتاج علة غير مجدودة.
داروين غير مقتنع بالمناقشة الغائية وخصوصا عندما اكتشف قانون الاختيار الطبيعي.
وبافتراض ان المقدمتين صحيحتين: ان هناك نظام بلا اشتثناء حقيقي, وان هناك منظم, فالنتيجة تؤديالى ترجيح وجود صانع كما تصوره افلاطون.
ولكن بالرغم من ان كل قوانين الطبيعة التي تكشفها العلوم تقول بأن هناك نظام, ولكن الانطلاق من التجربة والمعطيات العلمية لا يقود الى الله او البرهان على وجوده.
5-المناقشة الكوزمولوجية
ولكن قبل مواجهة المناقشة الخامسة يجب القول بان المناقشات السابقة بقيت في العالم المحدود, ولا توصلنا الى الله اللامحدود. وما علينا الا ان نفترض منذ البداية وجود ما نريد برهانة. حتى وان زالت الصفة عنه التجربية. ولكنه السبيل الوحيد للخلاص من التجربة المحدودة. وذلك يتم من خلال التمييز بي مرتبتين من الوجود:- مرتبة الوجود الممكن
- * مرتبة الوجود الواجب
وقبل الاكويني , ابن سينا والفارابي حللوا مفهوم الواجب والممكن. الذي وجوده بغيره اما واجب الوجود فوجوده وبذاته, وكل ما سواه يمكن تصوره غير موجود دون الوقوع في تناقض.
المناقشة الكوزمزلوجية تتفوق على ما سواها من المناقشات التجريبية بالتميز بين الممكن والواجب, ولكن افتراض ان معنى وجود الممكن لا يستقيم دون وجود الواجب فهذا افتراض مسبق لما تريد المناقشة برهانه. ونقد المناقشة وجد اتباعا من فلاسفة الايجابية المنطقية والتحليل اللغوي, الذين رسخوا نقد هيوم وكانط لهذه المناقشة. وهو ان نتيجة المناقشة الكوزمولوجية هي ان الله واجب او ضروري الوجود, الا ان الضرورة مفهوم منطقي وليس وجودي. كقولنا ان الكل اكبر من الجزء او استحالة الدائرة المربعة وأن المثلث له ثلاثة اضلاع. ولكن ما هو ضروري غير موجود. فكون المثلث مكون من ثلاثة اضلاع لا تشير الى وجوده. ولكن في حالة وجوده, يجب ان يتكون من ذلك. واما وجود الكائنات في العالمفلا فلا يلزمها ضرورة منطقية, وانما يحصل بالاختبار.
وخلاصة القول هي ان ما هو غير ضروري موجود وما هو ضروري غير موجود.
وبالتالي صفة الوجود تقنصر على الاشياء المادية. ومع هذا الرأي برتراند رسل (1872-1970). الذي يقول انعبارة الله موجود لا تعني شيئا, لأن صيغة ضروري صيغة منطقية وليست وجودية. ولم يجد رسل ضرورة لتفسير العالم, فهو هناك وهذا يكفي.
وعلى اية حال الاصرار على التميز بين الممكن والواجب لا يوصلنا الى اثبات الواجب ابتدأ من الممكن. فهل المناقشة الغير تجريبية توصلنا الى ذلك؟
المناقشة الغير تجريبية (او المناقشة الانطولوجية)
يقول انسلم ان لدى كل انسان فكرة عن كائن لا يمكن تصور ما هواعظم منه, وبما ان الوجود خارج الذهن يتصف بالعظمة, اذا فلا بد لهذا الكائن ان يوجد بالفعل. وإلا لستطعنا تصور ما هو اعظم منه. وبما ان الوجود خارج الذهن اعظم من الوجود داخله, للكائن الاعظم ان يكون يكون موجودا.الاعتراض الاول على المناقشة جاء من راهب اسمه غونيلون. الذي يقول انه باعتماد برهان انسلم يمكن البرهنة على وجود اي شيء. ويضرب مثال التفكير بجزيرة خلابة لا مثيل لها. ولن بالرغم من هذه الفكرة قابلة للتصديق , فهذا لا يعني ان الجزيرة موجودة.
وجاء رد انسلم بان فكرتنا عن الكائن الاعظم هي عن كائن ضروري وبالتالي لا يمكن الا ان يكون موجودا. اماالجزيرة فلا يمكن ان تكون ممكنة الوجود وفائقة الجمال. لأن جمع الممكن والواجب معا امر محال. وهذه الصيغة الثانية لانسلم تعيدنا الى المناقشة الكوزمولوجية.فما هو الفرق بينهما ؟
- المناقشة الكوزمولوجية تحاول الانطلاق من طبيعة العالم لاستنتاج الوجود الضروري.
- المناقشة الانطولوجية تنطلق من فكرة فطرية لاثبات وجود الواجب.
يقول كانط ان اي مناقشة عن وجود الله لا بد الا ان تنتهي الى المناقشة الانطولوجية. وينقد ديكارت الذي صيغته تشابه الصيغة الاولى لانسلم باستبدال كلمة العظمةبكلمة الكمال. يقول ديكارت بما ان الوجود من مقومات الكمال, فلا بد للكائن الاكمل ان يكون موجودا. وفكرة اللامحدود لا يمكن ان يولدها فكر الانسان المحدود, ان لم يضعها اللامحدود نفسه فيه.
يقول كانط ان لدى ديكارت مغالطة منطقية مبنية على التكرار. لأنه يضع موضوع البرهان في المقدمة. وان سمحت لنا المناقشة الانطولوجية استخراج الوجود من الفكرة, فهذا لننا وضعناه في الفكرة. فالقول ان الشيء موجود يختلف عن القول بانه قصير او طويل. وعندما ننفي وجود شيء فنحن ننفي ليس فقط الصفة بل الموضوع بكامله. يعني اذا كان مستحيل افتراض وجود مثلث دون افتراض ان له ثلاثة زوايا, فمن الممكن انكار وجود المثلث والزوايا معا. وهكذا يستحيل افتراض الله وصفة من صفاته, ولكن يمكن انكار وجوده وصفاته معا.
حتى وان كان منطق استنتاج وجود الله يقوم على فكرتنا حوله.ولكن وبما ان الله مختلف عن سائر الموجودات فيجب ان يكون وجوده مختلف. واذا كان الاعتراف بوجوده ايمانا, فيجب ان يكون منطق الايمان به مختلف عن المنطق الذي يربطنا بالكيانات الاخرى. وهذا يغ=عنيان الفكرة عن الله هي فكرة فطرية لان الانسان يشعر بمخلوقيته. أي ان الشعور بوجود شيء يختلف عن التفكير بوجوده. لذلك رأى البعض ان الايمان بوجود الله مسألة تحول نفسي غير مبنية على مقدمات او نتائج منطقية, وكما يقول ابن سينا ان واجب الوجود لا برهان عليه لانه البرهان على كل شيء.
وقول كانط ان الله ضروري, هي ضرورة لاهوتية, وليست منطقية. ولكن المنطق هو التفكير السليم في جميع الحقول, او بالاحرى لكل موضوع منطقه. فالقول بان الله ضرورة لاهوتية لا يختلف عن القول بان الله ضرورة منطقية. والكثير من التناقض الذي حصل بين العلم والدين هو نتيجة قياس الدين لمنطق العلم.
والخلاصة ان المناقشات التجربية وضعت كلها تحت النقد, أما المبدأ الانطولوجي فقد اوضح لنا اننا نرى العالم من خلال الله, وليس العكس. فالاستدلال الصحيح هو من المنظم على النظام. واذا اخذنا اراء ممثلي اللاهوت الطبيعي في القرون الوسطى, مثل ابن رشد وابن ميمون وتوما الاكويني, لوجدنا انهم يتكلمون نفس اللغة, والتي لا تختلف عن لغة ارسطو. قمسالة وجود الله لا تختص بدين معين بل تنتمي الى الفطرة الانسانية ككل.
مصادر وحواشي
- ^ الكتاب: أصول وشواهد النظر العقلي في القرآن والفكر الإسلامي/ د. عبد القادر محمود
- ^ الفلسفة الافلاطونيه تقول بان العالم المحسوس او عالم الموجودات لا يقوم الا بمشاركته في العالم المعقول او عالم الماهيات
- ^ كتاب: الدين والسياسة في فلسفة الفارابي/ د. محمد ايت حمو
- ^ معهود العرب ... والعلاقة بين الدين والفلسفة/ محمد عابد الجابري
- ^ العلاقة بين الدين والفلسفة/ علال الفاسي
- ^ فلسفة ابن رشد لفرح أنطون
- ^ الكتاب: أصول وشواهد النظر العقلي في القرآن والفكر الإسلامي/ د. عبد القادر محمود
- ^ كتاب: مدخل لفلسفة فيورباخ /بقلم: عصام عبود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق