مستخدم:Hasanisawi/الفرق بين العقل الاداتي والعقل النقدي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العقل الأداتي (instrumental reason) او العقل الذاتي أو التقني أو لشكلي (وهو على علاقة بمصطلحات مثل «العقلانية التكنولوجية» أو «التكنوقراطية» ويقف على الطرف النقيض من العقل النقدي أو الموضوعي). [1]
العقل الأدتي في الفلسفة الإجتماعية يقصد به ذلك النمط من التفكير الذي يعرف مشكلة ما و يسعى لحلها مباشرة دون تساؤل عن مضمون هذه الحلول و الغايات وما إذا كانت إنسانية أو معادية للإنسان .[2] .
العقلانية الأداتية موضوع دراسة لكل من علم الإجتماع و الفلسفة الإجتماعية و النظرية النقدية ، و اشهر ناقد ربما للعقل الأداتي هو الفيلسوف الألماني الوجودي مارتن هايدجر الذي يقول أن أكبر خطر يحدق بالإنسان الحديث هو علاقته الأداتية مع العالم والقائمة للسيطرة على الطبيعة والإنسان .
وجه هوركهايمر و أدورنو في كتاب جدل التنوير [3]انتقادات لهذه العقلانية الأداتية لمحاولة تفسير هيمنة العقل الأداتي على المجتمعات الغربية الحديثة، يرى ممثلو مدرسة فرانكفورت أن أحد أهم أسباب ظهور العقل الاداتي هو آليات التبادل المجردة في المجتمع الرأسمالي [2].يقول هابرماس عن نقد رواد مدرسة فرانكفورت للعقل الأداتي أن هذا النّقد هو تعبير عن التشاؤم الذي ساد عند رواد المدرسة النقدية جراء توالي الإخفاقات وأشكال الفشل التي عايشوها خلال الأربعينات من القرن العشرين [4]
ترتبط النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت بالأصول الانوارية ل ديكارت، وروسو، وكانط صاحب مشروع (نقد العقل)، وبنتائج االقرن 19 سواء الفكرية مثل تلك ل هيجل وماركس وانجلز والعلمية مثل تلك ل ماكس فيبر وفرويد.
وجه هوركهايمر و أدورنو في كتاب جدل التنوير انتقادات لهذه العقلانية الأداتية وفي محاولة لتفسير هيمنة العقل الأداتي على المجتمعات الغربية الحديثة، يرى ممثلو مدرسة فرانكفورت أن أحد أهم أسباب ظهوره هو آليات التبادل المجردة في المجتمع الرأسمالي [2].يقول هابرماس عن نقد رواد مدرسة فرانكفورت للعقل الأداتي أن هذا النّقد هو تعبير عن التشضي وعن الانكسار وعن التشاؤم الذي ساد عند رواد المدرسة النقدية جراء توالي الإخفاقات وأشكال الفشل التي عايشوها خلال الأربعينات من القرن العشرين [4]
النقد الفلسفي لمدرسة فرانكفورت ينصب على إنتاجات عقل الأنوار، التي بشرت بالتحرر والمعرفة، ولكننا نجده ينقلب إلى أداة تساهم في الاغتراب والتشيؤ. فأصبح عقل الأنوار عقل أداتي حسب مدرسة فرانكفورت.
هابرماس عاد صياغة نقد العقل الأداتي بشكل مستقل وواضح. ومن ثم انتقل بعد ذلك من نظرة تشاؤمية إلى نظرة أكثر تفاؤلا.

محتويات



    1 تعريف
    2 معنى الأداتية
    3 تاريخ
    4 فلسفة اجتماعيا واقعية
    5 ماركسية ضد الرأسمالية
    6 ضد العقل التقني والبعد الواحد
    7 نقد عقلانية النزعة العلمية
    8 ماهية الفن والحب والايروس
    9 مهام مدرسة فرانكفورت عند هوركهايمر
    10 جذور نقد العقل الأداتي : هوركهايمر وأدورنو
    11 نقد العقل الأداتي هو نقد للتشيؤ
        11.1 أهم تجليات نقد العقل الأداتي عند هابرماس؟
    12 انفتاح العقل الأداتي على العقل التواصلي
    13 الاسس الفلسفية للنظرية النقدية
        13.1 اسئلة النظرية النقدية
        13.2 الفلسفة والنقد
        13.3 نقد العقل الانواري
        13.4 4-الفرد بين وهم العزلة واستيلاب التقافة
        13.5 المهام الاساسيةللنظريةالنقدية
    14 النظرية النقدية التواصلية مدرسة فرانكفورت ومشروع نظرية اجتماعية نقدية
        14.1 اصول النظرية النقدية
        14.2 اسس النظرية النقدية
    15 النظرية النقدية التواصلية
    16 أزمة نقد المعرفة
        16.1 نقد هيجل لكانط / راديكالية ام نقض نظرية المعرفة
            16.1.1 شروط المعرفة
        16.2 التناقض بين فلسفة هيجل وكانط
    17 هابرماس والنظرية النقدية
        17.1 ما هي اسس الفلسفة النقدية
        17.2 المهام الاساسية
    18 المنطلقات الاساسية للنقد
    19 مشروع هابرماس
    20 تصور هابرماس للحقيقة
        20.1 مقدمة
        20.2 البحث المتعالي للعلوم الانسانية
    21 مصادر وحواشي
    22 طالع ايضا
    23 وصلات خارجية

تعريف

يُنظر للعقلانية الأداتية كنوع معين من العقلانية يركز على أفضل وسيلة لتحقيق غاية ما ، بغض النظر عن قيمة هذه الغاية دون الإهتام بمدى عقلانية أو إنسانية هذه الغاية ، تميل العقلية الأداتية للإهتام بسؤال (كيف ؟) و ليس سؤال (لماذا؟) .

معنى الأداتية

مفهوم الاداتية ليس كمفهوم الحرية أو الديمقراطية ... الخ، لأنه لا يتضمن محددات معينة بقدر ما هو مرتبط بكل ما يمكن اتخاذه كوسيلة، كشيء منفصل ومعزول كما هي الأداة. العقل الأداتي هو عقل يستعمل كشيء، كوسيلة لإنتاج بضاعة قابلة للتداول. أما إذا أضفنا كلمة نقد -كما يقول هابرماس- للعقل الأداتي فسنحصل على عملية فضح وإبراز للطريقة الناقصة في استعمال العقل كشيء أو كوسيلة لإنتاج العقلنة في العالم.
وهذه هي رؤية واهتمام مدرسة فرانكفورت النقدية، أي أن غياب موضوع داخلي للعقل الأداتي يؤدي به الى نقص في إنتاجات العقل. وهذا ما نجده في الابعاد الاداتية للنظرية الماركسية والرأسمالية وصناعة الثقافة ، ... . نقد العقل الأداتي ينصب على نقد الأشكال التي يأخذ فيها بعدا استعماليا وشكل من أشكال التشيؤ.

تاريخ

تأسس معهد الأبحاث الاجتماعية في جامعة فرانكفورت عام 1923، على يد كارل جرونبرج. وعندما افتتحه فليكس ويل -وهو أستاذ في الاقتصاد السياسي- أكد في خطاب الافتتاح انتماؤه إلى النظرية الماركسية، داعياً إلى ضرورة تجديدها. وبالتالي اتسمت المرحلة الأولى للمعهد - أي طوال فترة العشرينيات من القرن العشرين- بعلاقته المميزة مع الماركسية، وخصوصا بمعهد ماركس وإنجلز بموسكو. ولكن بعد ان تولى هوركهايمر (1895-1973) إدارة المعهد - تركزت الاهتمامات على علم الاجتماع والفلسفة بدلاً من التاريخ والاقتصاد السياسي. واهتمت مدرسة فرانكفورت في تلك الفترة بعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي من أجل فهم الوعي الطبقي. فلاسفة [5]
ظهور هتلر على سدة الحكم في الثلاثينيات أدى إلى رحيل معظم أعضاء هذا المعهد, وخصوصا اليهود, الى الولايات المتحدة. عرفت مدرسة فرانكفورت في المرحلة التأسيسية توجهاً جديداً تحت مسمى النظرية النقدية، تلك النظرية التي موضوعها المركزي نقد المجتمع الحديث وتوجهاته البربرية الوحشية، فضلاً عن نقد النظرية الماركسية باعتبارها نظرية غير مطابقة وغير كافية للعمليات الاجتماعية القائمة.
واستمرت مدرسة فرانكفورت بطرح آرائها الفلسفية والاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا، إذ طرحت موضوع العقل وعودته إلى الأسطورة. وغيره من الموضوعات الفلسفية المهمة، ومنها موضوع الحداثة ونقدها، وموضوع التشيء، والفضاء العمومي والديمقراطية والمواطنة، وغيرها من الموضوعات الحيوية في الفكر الفلسفي الغربي الراهن.
الفلاسفة الذين أسسوا معهد العلوم الاجتماعية في هذه المدينة ، هم: تيودور أدورنو (1903-1969م)، وماكس هوركهايمر (1895-1973)، وهربرت ماركوزة ( 1898-1979م)، وأرنست بلوخ (1885-1977م)، ووالتر بنيامين (1892-1940م)، وأريك فروم (1900-1980م)، وفرديريك بولوك (ت1970م)، أما آخر هؤلاء الفلاسفة وأكثرهم شهرة فهو يورغن هابرماس (1929-؟)، الذي يعد من الجيل الثاني، ولكنه أبرزهم اليوم على الساحة الثقافية والفلسفية الغربية والعالمية.

فلسفة اجتماعيا واقعية

لجأت مدرسة فرانكفورت إلى منهجية النقد الجذري الهادفة لتشكيل عقلاني للمجتمع؛ فقالت ان الفلسفة الكلاسيكية - فلسفة كانط وهيغل Hegel - لم تعد قادرة على مواجهة التحديات المطروحة على المجتمعات الغربية, مثل تلك للمجتمعات الرأسمالية الحديثة؛ ولذلك قال هابرماس لابد أن تصبح الفلسفة أكثر علمية ودقة، وأن تتخلص من طابعها التجريدي، وأن تقترب من العلوم الإنسانية والاجتماعية (كعلم الأنثروبولوجيا وعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس والتحليل النفسي). أي ان مدرسة فرانكفورت أرادت إنزال الفلسفة من برجها العاجي إلى خضم الحياة الواقعية والهموم السياسية للبشر والمجتمع. [6]

ماركسية ضد الرأسمالية

دعا فلاسفة فرانكفورت إلى اتخاذ اتجاه يساري لنقد المجتمعات الرأسمالية, وبين هابرماس خطور لدعوات التي تنادي الى تجاوز الفلسفة والعقل التنويري, بحجة أنها أوصلت أوربا إلى الفاشية والنازية، ولكن ما ينبغي تجاوزه ليس الفلسفة وانما التعارض القائم بين العلم والفلسفة.

ضد العقل التقني والبعد الواحد

لذلك أدان هربرت ماركوزه الفلسفة الوضعية والتحليلية المهيمنة على العالم، ودعا إلى ثورة فكرية في الغرب تنتقل به من التصور القمعي والتقني للعقل إلى التصور التحريري والإنساني؛ لأن العقلانية الغربية اختزلت الإنسان إلى مجرد بعد واحد وحذفت بعده الآخر، وهنا تكمن مأساة الغرب وأزمته الحضارية.
وعلى صعيد علم الاجتماع، وضع ممثلو هذه المدرسة نظرية سميت «نظرية المجتمع النقدية أو نظرية نقد الأيديولوجيا» انتقدوا فيها الظواهر الاجتماعية في المجتمع الرأسمالي، مثل المؤسسات الاجتماعية والحق والأخلاق والفن والفرد، وقد ظهر هذا النقد في مقالتي هوركهايمر «المادية والميتافيزيقا» و«النظرية التقليدية والنقدية». الرأسمالية والاشتراكية في نظريتهم الاجتماعية, هما صورتان مختلفتان لمجتمع العقل الأداتي.

نقد عقلانية النزعة العلمية

انتقد هوركهايمر وأدرنو المجتمع البرجوازي المعاصر، وأعلنا أن العقلانية تتسم بنزعة علمية تؤدي إلى إفناء الذات.

ماهية الفن والحب والايروس

ماركوزه يرى أن الفن وأي نشاط خلاق إبداعي، والحب والمبدأ الذي يوحد بينهما (الإروس Eros)، توجد خارج الطبقات الاجتماعية، وتعبر عن ماهية بيولوجية أصيلة للإنسان سابقة على المجتمع ومتقدمة عليه، وإشباع الغريزة الجنسية مصدر الحضارة وهدف الوجود البشري، ويعلن ماركوزه أن المجتمع الصناعي مجتمع ذو بعد واحد، أي إن كل الطبقات فيه متشابهة؛ لذا فليس لأي طبقة منها أن تكون ثورية، فهو يرى أن الطبقة العاملة قد تكاملت في الرأسمالية بصورة وطيدة ونهائية، أما القوة المهيأة للقيام بالثورة في المجتمع الصناعي فتتمثل في الفئات الخارجة عن طبقات المجتمع، المنسلخة عنها، يساعدها على ذلك الطلبة والمثقفون، فالمثقف لا ينبغي أن يبقى في برجه العاجي وإنما عليه أن ينزل إلى خضم الواقع ومشكلاته.

مهام مدرسة فرانكفورت عند هوركهايمر

يقول هوركهايمر النظرية التقليدية تتميز عن النظرية النقدية, بأن الاولى -كما ابتكرها الفيلسوف ديكارت (1650)- والمعمول بها في جميع ميادين العلم المتخصص - تنظم التجربة انطلاقاً من إشكالية إعادة الحياة داخل المجتمع في حالته الراهنة،...، في حين النظرية النقدية للمجتمع تأخذ الناس موضوعاً بصفتهم منتجين لكلية الأشكال التي تكتسبها حياتهم في التاريخ.
وفي خطاب الافتتاح الذي ألقاه هوركهايمر -بعنوان: حاضر الفلسفة الاجتماعية - يحدد 3 مهام لمدرسة فرانكفورت، وهي:
  • 1- ضرورة بلورة وعي متكامل بكل نظرية لها توجه اجتماعي، أي النظر في محدداتها وما يتمحور حولها.
  • 2- التحرر عن طريق عقلنة الواقع.
  • 3- النظر إلى العقل نظرة تفكيكية لمعرفة أوجهه المختلفة، وفهم الأسباب التي أدت بالعقل المعاصر إلى السقوط في براثن اللاعقل. وهنا يميز هوكهايمر -في كتابه أُفول العقل- بين نوعين:
    • العقل الأداتي البراغماتي والذي مهمته هي إنتاج النجاح،
    • وعقل موضوعي (عقل أصيل فعال)، وأي نكران له يؤدي الى انطفاء الأنوار. [7]

جذور نقد العقل الأداتي : هوركهايمر وأدورنو

الرواد الأوائل لمدرسة فرانكفورت - هم مجموعة من الماركسيين المتشائمين الذين واجهوا عدة انتكاسات، وهذا ما جعلهم يبحثون عن طريقة لمواجهة هذا الإحباط. وكان مركز الأبحاث الاجتماعية لفرانكفورت هو متنفسهم لتوجيه النقد لكل أشكال الانحراف والتشيؤ والاغتراب التي خلفتها الحرب العالمية الأولى، وكذلك فشل ثورة التحرر، وصعود التيارات النازية والفاشية، وتمكن الرأسمالية الصناعية من التكييف مع الواقع الجديد, من خلال إشراك العمال مثلا في وهم الاستهلاك أو ما يسميه هوركهايمر بتشيؤ العقل.[8]
ماكس هوركهايمر Max Horkheimer وتيودور أدرنو Theodor W. Adorno يعلنان في مقدمة كتابهما la_dialectique_de_la_raison بأن من دواعي تأليف الكتاب هو مواجهة تنامي الأداتية والآلية في المجتمع المعاصر. والعمل الذي يجب ان تقوم به المدرسة النقدية هو توجيه النقد للاستعمالية المباشرة للعقل والعلم على حد سواء. فالعقل التنويري الذي يعد بالتحرر، يعيش إخفاقا ذريعا وهو إخفاق ليس عرضيا, لأنه يصبح مجرد أداة لإنتاج التبعية والاغتراب، ويصبح الإنسان الحامل لهذا العقل مجرد أداة للإنتاج الاقتصادي وتحقيق الربح في مجتمع لا يتمتع فيه بقيمة ذاتية، بل بقدرة إنتاجية فقط. وهذا التوجه التحكمي للبعد الاقتصادي على المجتمع دفع مدرسة اكسفورد للتنبيه من تنامي النزعة الأداتية في استعمالات العقل. التي تجد جذورها ايضا في تنامي النزعة العلمية المزهوة بانتصاراتها. والنقد هنا يحاول أن يبين قصور هذا التوجه ونتائجه المعكوسة على ذاتية الإنسان.
حضور مفهوم «نقد العقل الذاتي « كموضوع مستقل لا نجده إلا عند فيلسوف الجيل الثاني يورغن هابرماس jürgen habermas،

نقد العقل الأداتي هو نقد للتشيؤ

أهم تجليات نقد العقل الأداتي عند هابرماس؟

  • أ- نقد النزعة الموضوعية في العلم :
  • ب- نقد أداتية الأنظمة الشمولية
  • ج- نقد الفعل الأداتي : الإدماج وصناعة الثقافة
أن قدرة النظام الرأسمالي على استيعاب وإدماج كل فكر تحرري وقدرته على إجهاض كل أمل جديد، جعل النظرية النقدية وروادها الأوائل يقرون بأنه لا مفر من الوضع القائم إلا بالانسحاب إلى مجال الفن وإبداع نظرية في الجماليات كما فعل أدورنو باعتبار الفن هو المجال الذي لا يمكن تنميطه أو استيعابه، لأنه مجال الذاتية بامتياز. وحيث هناك ذات تعبر عن وجودها الفني فإنها تستعص عن كل تشيؤ وعن كل استعمال أداتي . [9]
"كل ما هو جميل يكون دائما وبشكل رئيسي، ولكن بدرجات لانهائية ومختلفة ، متعلق بما هو ظاهر". [10]

انفتاح العقل الأداتي على العقل التواصلي

>>>
العقل الاتصالي عند هابرماس، هو فاعلية تتجاوز
  • العقل المتمركز حول الذات،
  • والعقل الشمولي المنغلق الذي يدعي أنه يتضمن كل شيء،
  • والعقل الأداتي الوضعي الذي يفتت الواقع ويجزئه، ويحول كل شيء إلى موضوع جزئي حتى العقل نفسه". [11]

الاسس الفلسفية للنظرية النقدية

ما هي اهم المرتكزات الفكرية والانشغالات الفلسفية التي تميز بها فلاسفة النظرية النقدية, سواء بالفلسفة والعلوم الاجتماعية والفردوالسيطرة ... , وكيف أثرت على التطور الفكري ليورغن هابرماس.

اسئلة النظرية النقدية

فلاسفة النظرية النقدية كما يقول هوركهايمر هم مجموعة من الافراد يجمعهم اهتمام مشترك بالنظرية الاجتماعية وبأنهم ينطلقون من وجهة نظر نقدية للمجتمع القائم.
ما هو نوع النقد الذي يميز مدرسة فرانكفورت, هل هو على شاكلة كانط وهيجل او ان ما يميزه هو اسلوب النظر الى الحداثة وتحوله الى اداة لمقاومة كل اشكال الاستقطاب دون التورط في الانتماءات السياسية وفي توخي الحذر من التأملات الميتافيزيقية وفلسفات الهوية. الواقع عندهم يجب ان يحاكم بالاعتماد على البعد النقدي للعقل. بدون النظر الى هذا العقل على انه متعالي او انه خارج التاريخ. وما هو جوهري بالنسبة للنظرية النقدية هو النقد الذي توجهه لكل مفهوم ضيق للعقلانية, حتى تلك المغلفة بايدولوجيا تعرقل الحرية.
ما هوالاسلوب الذي اعتمدوه اصحاب النظرية النقدية, ولماذا قاوموا الانتماء السياسي بالرغم من اننظريتهم تعتمد على النقد؟. في ممارستهم للنقد فكروا في التغير ليس باعتباره نتاج صراع طبقي كما في الماركسية ولكنمنتفكير الانسانية بنفسها بالاعتماد على نظريةاجتماعية جديدة. ولذلك اعتبروا تداخل الاختصاصات امر ضروري في النظر الفلسفي.

الفلسفة والنقد

هل الفلسفة تشكل معرفة وما هي طبيعتها وكيف نميزها عن العلوم التجريبية ؟.
أسئلة كثيرة تطرح على الفلسفةمن قبل العلوم الوضعية والانسانية والدين والسياسة, لأنها تنزع دائما الى اعادة النظر بالموجود والمالوف من خلال الاسئلة.
ومنبين المشاكل التي تواجه الفلسفة ان جميع العلوم لها موضوعاتها ولا يمكن القول ان الفلسفة هي تساؤل عن الانسان والمجمتع والطبيعة والتاريخ, لأن كل منها له موضوعه. فماذا بقي للفلسفة ؟
مثلا المعرفة العلمية تستهدف فهمواقع معينمن خلال نماذج مجردة. أما الفلسفة فلا تفسر وقائع محددة بالاعتماد على نماذج صورية بل تستطيع تنظيم معاني الوقائع داخل نظام كلي, اوتجميع الشذرات المحدودة ضمن معرفة منسجمة المفاصل والمقدمات. انها ليست علم لانها تفتقد الى موضوعها , ولكن الفلسفة كما يقول هيجل ابنة زمانها, وما يميز فلسفة عن اخرى هو نمط سؤالها وقدرتها على ابداع المفاهيم او الاستعمال المبدع لها. فالفلسفة ليست علما ولا محكمة عليا, وان كانت مضامين المعرفة تتشكل خارجها, ففعل التفلسف هو نشاط ناقد تفكيكي , ونشاط تأملي لفهم الذات باعتبارها ذات خالصة متعالية توحد المعارف وتتخذ بمعناها.
واذا كانت الفلسفة تتميز بقدرتها على التساؤل عن مكونات الفكر والتاريخ وفاصل السلطة وتستفيد وتتفاعل مع نتائج العلوم التجريبية والانسانية, فهي بحاجة الى النسقية في برهنتها. ولكن الفلسفة تعاند النسقية وتقاوم قدرتها على الاستيعاب والاحتواء, لأن الفلسفة متعددة المستويات تتخذ من النقد افقا للتفكير, فهي لا تستقر على على حقيقةاو مرجع مطلق. وكما يقول هوركهايمر الفلسفة عبارة عن مجهود واع لتنسيق كلية معارفنا وافكارنا داخل بنية لغوية وفي اطارها تسمية الاشياء باسمائها الحقيقة. ومن هنا ضرورة نقد الميتافيزيقا لنها ادعت اكتشاف معنى للعالم.
وبوصف النظرية النقدية تستلهم نهجا جدليا مفتوح فهي فهي ترفض المثالية الهيجيلية والكانطيةعلى حد سواء.
الفلسفةعندهم لا تنفصل عن اسئلة العلوم الانسانية, لانها تسعى الى صياغة نظرية في المجتمع.
ويقول ادورنو انالمجتمع لا يمكن ان يفهم الا من خلال الفرد, وبالمقابل الفرد يتحدد بواسطة الكلية. وبالتالي فإن اي فلسفةوضعيةلا يمكنها ان تدرك عناصر التوتر التي تجمع ينهما في المجتمع الحديث. النظريةالنقديةانتقدت الوضعية ونتائج الحداثة . وقال ادورنو ان الفلسفة فشلت في تغيير العالم ولذلك يجب ان تنتقد ذاتها. النظرية النقدية تؤكد على انع=ه لي هناك نظرية تمتلك الحقيقة, ومن اجل الانفلات من اي انغلاق لا بد من اعادة تنشيط النظرية الجدليةللمجتمع.
ابعاد الفلسفة عن الحزب والدولةكان هاجس النظرية النقدية. لأن قبول اي شكل سلطوي يترتب عنه افكار كذلك.

نقد العقل الانواري

"نقد الفلسفة يعني عدمالتضحية بها"
نقد كلارادةكلانية وكل نسق يأخذ من لعقل دعامة له.
نقد الاتجاهات لوضعية التي تكتفي بالمعطيات الواقعية
جعلوا مننقد هيجل محور نقدهملكل فلسفة, وبالتالي دحض مقولة هيجل ان كلمعرفة هي معرفة بالذات للذات الامتناهية
نقد العقل الذي افرز مؤسسات الحداثة في الاقتصادوالاجتماع والسياسة والثقافة
فلسفةالانوار لمتكتفي بقدرة العقل على اختراق حدود الميتافيزيقيا والكنيسة, بل ايضا في قدرته على تنظيم الحياة. ولكن هدف تحرير الانسان انقلب الى ضد ما تنبئت به فلسفة الانوار. فبالرغم من انها حررته من اساطير الخرافة فقد ادخلته في اساطير من نوع مختلف. العقل يتعامل مع الاشياء كما يتعامل الديكتاتور مع الناس. وهكذا يفقد لعقل دوره كوسيلة للمعرفة ويصبح اداة في سيرورة الانتاج. وهذا ما يسموه فلاسفة النظرية النقدية, عقلانية اللاعقلانية. التي تهدف السيطرة على الطبيعة وتأسيس نظام اجتماعي يخضع الانسان له. بقدر ما تنمو العقلانية التقنية بقدرما تتقلص افاق تفكير الانسان واستقلاليته كفرد. ان العقل الانواري يصبح عقلا توتاليتاريا. العقلانيى التقنية تصبح عقلانية سياسيةتحد من فردانية الفرد وتضبط سلوكه ورغباته. ولذلك فالعقل العلمي يصبح عقلا اداتيا لانه يزود السلطة بالمعرفة لذلك. وكل فكر غير غائي يغدو فكرا بدون اهمية.
تحالف العقل مع السلطة والنظام والواقع يحاصر الفرد ولجماعة. وهذا التحالف يمكنترجمته الى نسقين وهما الوضعية والهيغيلية. الاول هوالعقل الاداتي للعلموالتقنية والثاني العقل الموضوعي للعقلانية.
الانسان الغربي بسبب التطور الااعمى للعقل الانواري وفقد هويته. وسبب في ضياع البعد الداخلي للفكر. والنظرية النقدية تريد انسنة التنظيم الاجتماعي وتوفير العدالة والحرية. الامر يتعلق باستنئاف مشروع العقلانية دون الوقوع في المثالية او في استبعاد عطاءات العلوم شريطة الا تنزلق في الدوغمائية او الكليانية.

4-الفرد بين وهم العزلة واستيلاب التقافة

انفلاسفة النظرية النقدية يتفقون في نقدهم للمجمع الحديث ان ازمة العقل تتجلى في ازمة الفرد. فمشكلة الزمن الحديث هي المحافظة على الذات في الوقت الذي لم تبقى فيه ذات للمحافظة عليها.
الفرد المنعزل ليس الا وهما, لان القيم الشخصية الاكثر اعتبارا مثل الاستقلال والحرية ... كلها فضائل اجتماعية وفردية في نفس الوقت, ولذلكفان الفرد كامل التطور هو تجسيد لمجتمع كامل التطور.
احتج فلاسفة النظرية التقليدية لى كل الفلسفات التي ضحت بالفرد لحساب كلية النسق كما عند هيغل او عند الوضعيون من اجل علم موضوعي, او عند الماركسية كخضوع للسيرورة التاريخية.
فاصحاب النظرية النقديةيربطون بين ازمة العقل وازمة الفرد ويؤكدون على التلازم العضوي بينهما. والنتيجةكما يقول ادورنو الانسان ذو البعد الواحد. فالديموقراطية تكرس السيطرة بقوة اكثر من الحكم المطلق. لأن التقدم التقني يقوي نظاما بالسيطرة والتنسيق. المجتمع الصناعي المتقدم خلق اشكالا جديدة من المراقبة واصبح مجتمع ذو بعد واحد. عندما تتماهى السلطةمع المعرفة وتصبح هذهاداةللسيطرةفان الفردبدوره يصبح مجرد وسيلة لاستمرار توازن النظام وضمانمردودية العمل. وافضل مثال على غياب العقل وتلازم السلطة والمعرفة يتجلى في الثقافة الجماهيرية. الايروس بوصفه عشقا لما هو جميل وحبا للفكر يشكل المصدر الاساسي للنقد وللحلم المتطلع للاختلاف, وهذا ما يتناقض مع واقع الحال
فلاسفة النظرية حاولوا اعمال العقل لاعادة الاعتبار للفرد ولتنشيط الفكر النقدي. وضرورة نزع الطابع الاسطوري عن التقدم العلمي وعن الحداثة. فالتقنية اصبحت تقوم بدور ايدولوجي. كل شيء في المجتمع الصناعي المتقدميرتد الى شكله السوقي.

المهام الاساسيةللنظريةالنقدية

  • 1- المهمة الاولى وتتمثل في ضرورة الوعي باي نظرية ذات توجه اجتماعي, ونقدالنظرية التقليدية في المعرفة سواء نظر لها بوصفها نسقا عقلانيا او ميتافيزيقيا او علما اداتيا والبحث في توجهاتها الخفية.
والمعرفة العلمية , بالرغم من دقتها وصرامتها, فانها لا تستطيع الاحداث , او تفسير لماذا يتم التركيز على موضوع بدلا من غيره. وذلك لانها تفتقد الى شيء مهم وهو التفكير في ذاتها.
النظرية النقدية كما بلورها هوركهايمر تفترض ملاحظتين, وهما:
    • 1- تفترض مفهوما للحقيقة لا يصير فيه ما هو حقيقي معلرض لما هو خاطئ بشكل الي.
    • 2- ان الوصول الى الحقيقة يستدعي وجود مفتاح للمسار الذي يسلكه الانتاج العلمي
المهمة الرئيسية للنظرية النقدية احدثت قطيعة سواء مع البنية العلمية التقليدية, وفلسفيا مع اوهام المثالية
  • 2- المهمة الثانية وتتمثل في التحرر والانعتاق عن طريق عقلنة الواقع. لأن الحرية الحقيقة تكون اكثر عمقا كلما كانت اكثر عقلنة.
  • 3- المهمة الثالثة تتمثل في النظر الى العقل بطريقة تفكيكية لتتمكن من تمييزاوجهه المختلفة. وفهم الاسباب الرئيسية التي جعلت العقل يسقطفيبراثن اللاعقلانيات, كما بينها هوركهايمر في كتابه افول العقل. وحيث ميز بين صفتين مشوهتين للعقل, وهما العقل الاداتي, والعقل الموضوعي. وأي نظرية نقديةيجبان تحدد موقفها منهما:
  • أ- العقل الاداتي هوالذي يستخدمكاداة لبلوغ المنفعة, أي انه عقل برغماتي همه الوحيد هو انتاج النجاح دون الاكتراث بمضمون ما ينتج.
  • ب- العقل حافظ عبر تاريخه الطويل من افلاطون الى الانساق الفلسية الكبرى على نوع من الانسجام الذاتي. ولكن النظريةالنقدية هي ثورة حقيقية على كل نسق فلسفي مغلق يرى الحقيقة وكأنها تماثيل قائمة بذاتها
ويوجز هوركهايمر النظرية النقدية في نقطتين, وهما:
  • 1- النظريةالنقديةهي نظرية حية منفتحة على العالم وليست نظامل عقلانيا منغلقا
  • 2- وجد مخرجا للتناقض التقليدي بين النسبية والدوغماتية في تبنيه مفهوم النقائض كما حدده كانط في نقد العقل الخالص
والسبب الذي جعل هوركهاير يسرع في بلورة المفهوم النقدي الجديد هو فشل ماركس في تحديد نتائج الثورة , ومن اهمها : - تحسنت احوال العمال بعد نضالات طويلة؛ ندرة الازمات الاقتصادية الكبرى؛ ولم يتحقق المجتمع العادل , بسبب العلاقة الحساسة بين العدالة والحرية, فكل تقدم للعدالة يقابله تقلص في الحرية الفردية>
هوركهايمر ينظر الى الفلسفات المتفائلة على انها اغتراب عن الحقيقة الماساوية للمعيشة, لا بل ان التشاؤم ذاته يولد التساؤل والنقد.
كيف تحولت هذه الالة العظيمة التي انتجت الفلسفة الكانطية وفلسفة التنوير الى شبة الة مستلبة , عاجزة عن الفهم ونقد المجتمع, والتي في سعيها لعقلنة الواقع سقطت في نفس الالية. ... ولكن بالرغم من ان الفن ايضا سلعة كباقي السلع , فقد تفطن ادورنو الى اهمية التوظيف الواعي للبعد الفني والجمالي, . ولذلك يقول انه يجب النظر الى الفن بوصفه تسجيلا حيا , نابض بالحياة, يعبر عن عمق العلاقة بين الفرد والمجتمع, فالفنان يخلق وفي ذهنه تصور معين عن واقع معين ومجتمع معين, اي ان شعوره ممتلئ وقصدي , فهو يتحسس الصوت الذي يتزاوج فيه العذاب الذي يعانيه والحلم الذي يضعه نصب عينيه,ولذلك يجب ان يغوص في ذاتيته حتى يتمكن من فهمها لايجاد علاقة بينه وبين لغة المجموع, بينه وبين ما هو انساني وجميل ولم يتشوه بعد.
اخذت التأثيرات الماركسية وهيجل وفرويد وشوبنهاور ونيتشة وديلتاي , حيزا واضحا في المشروع النقدي لفلاسفة المدرسة , ولكنهم ركزوا نقدهم على اظهار العلاقات المسببة لاغتراب الانسان في المجتمات الرأسمالية القائمة على الشمولية والعقلانية التقنية, وقالوا ان الحل لا يكمن في النقد فقط بل في الثورة على النمط من الحياة المفروض علينا باسم العقلانية تارة وباسم العلم تارة اخرى.
فلاسفة النظرية النقدية حاولوا ايجاد تواصل بين الفلسفة والعلوم الانسانية والاجتماعية وحتى التجريبية. لا بل ان بعضهم مثل ادورنو طبقوا وجهة نظرهم النقدية على الفن ومجالات الابداع الاخرى, بقصد استخراج الدلالات الاجتماعية التي تعبر عن الوعي الفردي الحر.
ولا بد ان الهاجس النقدي حافظ على حيوية النظرية وفجر طاقات الابداع لديها, وجعلها ايضا بعيدة عن اي بناء منهجي متماسك. ولأن عشقهم للحرية والثورية جعلهم يخشون من الوقوع في الانغلاق والقالبية.
تركز نقد فلاسفة النظرية النقدية على العقل الاداتي, والعقلانية العلمية والتقنية المهيمنة على المجتمع الصناعي المتقدم بهدف مجاوزته الى العقل الموضوعي ولفتح افاقا تعيد له الحيوية والفاعلية التي تميز بها عبر عصور طويلة.

النظرية النقدية التواصلية مدرسة فرانكفورت ومشروع نظرية اجتماعية نقدية

هي اول نظرية اعطت للنقد والنقد الذاتي اهمية كبيرة من حيث النظرية والممارسة. وهي نظرية فلسفية_اجتماعية وجهت نقدها للعقل الاداتي لتخليصه من براثن الهيمنة التقنية التي فرضتها عليه الانظمةالشمولية.
اصحاب النظرية النقدية هم فلاسفة وعلماء اجتماع , اسسوا عام 1923 معهد للبحث الاجتماعي في فرانكفورت, واتخذوا من النقد منهجا لهم ضد النظريات الاجتماعية الوضعية والفلسفة التقليدية.
النقد هو فن الحكم, اي تفنيد المعطيات لاستخلاص ماهو صحيح او خاطئ. فهو اداة تحكيم عقلانية تهيء الوعي وتعيد الاعتبار للذات الانسانية. وهو محاولة لفهم العالم المعاش وتغيره من خلال تطوير عقل نقدي يرسخ ثقافة التساؤل والابداع. ومحرك النقد هو الشك الجدل بالحقائق للنظر في الامور بحكمة وعقلانية.[12]

اصول النظرية النقدية

تستمد اصولها من عصر التنوير ومن الفلسفة المثالية الموضوعية, وخاصة منكانط وهيجل والهيجيليون الشباب الذين تمردوا على الجانب التأملي المحافظ في مثالية هيجل, وعلى راسهم ماركس وفيورباخ, ورفضوا النظام الاجتماعي ومؤسساته, وارسوا فلسفة اجتماعية جديدة.

اسس النظرية النقدية

  • 1- تأسيس نظرية نقدية للمجتمع. ان ما حاولت القيام به هذه النظرية هي تأسيس نظرية اجتماعية نقدية كبديل لعلم الاجتماع الوضعي الذي مارس نوعا من السلطة. وعلى النظرية النقدية ان تستغني عن الاحكام المسبقة.
هدف النقد هو اتخاذ موقف سلبي من المجتمع ومن النظام القائم. لتوجيه المعرفة الذاتية نحو المجتمع ونحو مصلحة عقلانية ايجابية.
  • 2- ديالكتيك النظريةوالممارسة
حيث تعتبر النظرية مرشدة للعمل وتوجيه الفعل الاجتماعي. أماالممارسة فهي نوع من السلوك الذي ينبثق من الداخل, من خلال التفاعل بين البشر, ولا يخضع للضغط والمراقبة. وهذا النوع من الممارسة يرتبط بالنظرية منخلال وحدة ديالكتية. أي ان الممارسة تطعم من ادراك نظري ومن منطلق نقدي. وان تكون هدفا لكل فاعلية ثورية
  • 3- من نقد الفكر الى نقد المجتمع
لم يكتفي رواد مدرسة فرانكفورت من نقد الافكار والنظريات بل انهم انتقلوا لنقد المجتمع ومؤسساته وخاصة في المجتمعات الصناعية المتقدمة.

النظرية النقدية التواصلية

يقول هابرماس أن الفعل الديمقراطي التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية قائمة على سلطة العقل إلا في إطار خطاب نقدي خال من الإلزامات والقيود السلطوية.
رصد فلاسفة وعلماء الاجتماع في مدرسة فرانكفورت الامراض التي اصابت عصرنا كالتشيؤ والاغتراب، وهذا ادى بهم الى نقد يوتوبيا التقدم التقني، كما انتقدوا النزعة العلموية التي تتصور المعرفة كطبيعة موضوعية. يرى يورغن هابرماس في كتابه "النظرية النقدية التواصلية" , ان هناك ثلاثة عناصر
  • الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستر إلى ربط النظرية بالممارسة
  • والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وإعاد بناءها
  • والعنصر الثاثل : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم مفتاح الممارسة الديمقراطية. اذا كان ماكس هوركهايمر ابرز مفكري الاربعينيات فإن مرحلة الخمسينيات والستينيات شهدت صعود تيودور ويزنغرود أدورنو (1903_1969) إلى الواجهة ، فحتى تلك الحقبة قام نقد المجتمع على اعتبار التاريخ سيرورة تقدم للعقل ستحقق في الاشتراكية، مادام أن واقع هذه الديناميكية التاريخية ارتبط بطبقة اجتماعية تجسد حلم البشرية في الانتعاق وتغيير النظام القائم.. سيقترح كتاب هوركهيمر وأدرنو «جدلية التنوير» وهو بمثابة نقطة تحول بارزة في حياة مدرسة فرانفكورت .. وبطيعة الحال فإذا كانت فلسفة كانط الاخلاقية تقول بأن شعور الانسان بواجبه صادر من اخلاقية فطرية، هابرماس حاول ايجاد بديل بذلك : أن معيارية القوانين لاتستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم.. اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به من جميع الجهات، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها. يفهم هابرماس العمل ك « نشاط عقلاني موجه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين : فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في البحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة. هابرماس قدم رؤية لفهم العالم المعاصر من خلال التعريف الجديد الذي يراه منشطراً إلى عالمين : الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل ، والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية . وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي فاللغة تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، والنسق مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة.. ويرى هابرماس ان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية.. ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ماتستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لاينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوفق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية . ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الانساني من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية. [13]

أزمة نقد المعرفة

في الكتاب “المعرفة والمصلحة” برز فرادة قراءة هابرماس لهيجل من خلال نقد هيجل الجذري لكانط من جهة - أي اعتبار مجمل “انتقادات” هيجل الفنمنولوجية لكانط- ومن جهة أخرى إخضاع المعرفة الفنمنولوجية الهيجلية للنقد الترنسندنتالي الكانطي نفسه.[14]
يمثل كتاب هابرماس "معرفة ومصلحة" أيضا فينومونولوجيا الروح كما يراها مؤلّفه. فهو متابعة لتجربة الوعي في العديد من المجالات لعلمية و الفلسفية , منذ اللّحظة الكانطية وإلى حدود القرن العشرين.
هيجل تجاوز فلسفة كانط بواسطة توفيقية. وفلسفة كانط هي الفلسفة التي ارتبطت فيها نقائض العقلانية, فلسفة الهوة القائمة دوما بين الممكن والواجب وبين الحرية والضرورة وبين الشيء في ظاهره والشّيء في ذاته. ورغم الحلول التي قدمها كانط لتلك النّقائض في جدله التّرنسندنتالي فقد حاول هيجل تجاوزها بالتوفيقية [15], لأنهاء التناقض الجدلي. ترنسندنتالية الوعي هي الحل الذي قدمه كانط لتناقض العقل مع ذاته.
تجربة الوعي الّتي بنى عليها هيجل فلسفته انتهت إلى إسقاط البعد الفردي, لأن الذاتي لكي يصبح موضوعيا ينصهر في الجماعي, وكذلك الى حذف الاختلاف القائم بين المشروط والمطلق لكي يكتسب المشروط مظهر اللاّمشروط.
كلــيانية العقل [وهو التعبير الفلسفي عن الأيديولوجيا التوتاليتارية] هي الوجه الآخر للعقل الأداتي. والعقل الهيجلي يمثل السلف المباشر له. وهذا ما ركز عليه يورغن هابرماس في كتابه معرفة ومصلحة لما قارن بين تبدد نظرية المعرفة، ومن ثمة انفصام العلاقة المعرفية بين المعرفة والمصلحة،ونقد هيجل لنظرية كانط على أساس مسلمات فلسفة الهوية. انتصار الهوية فسح المجال أمام إنكار الوضعية لها بدعوى انها ميتافيزيقا خالية من المعنى . [16]

اذا اردنا اعادة السجال التاريخي للفلسفة الحديثة, يمكن اختصاره بسؤال واحد وهو: كيف نحصل على معرفة موثوقة.
اما مسألة العودة الى الماضي, فهي مشكلةالفلسفة الحديثة. حيث الجهد العقلي والتجريبي اتجه نحو التسويغ الفلسفي للعلوم الطبيعية من خلال التجربة ومن خلال لغة محكمة. وبالرغم من ان نظريات المعرفة شرحت العلوم التجريبية, فإنها لم تنحل في نظريات العلم [17]
العقل العملي وملكة الحكم التاملية اعطت للمعرفة العقلية موقعا مستقلا مقابل العلم, ونقد المعرفة من خلال التأمل الذاتي, كما نقد هيجل لتساؤل كانط الترنسنتدنتالي.
ويمكن القول انه بعد كانط لم يتم ادراك العلم فلسفيا بصورة جدية. ولكن العلم يمكن ادراكه ضمن المعرفة المطلقة لفلسفة عظيمة, وليس من علموية تستند الى وقائع تستمدها من مراكز البحوث بطريقة عمياء. فالمعرفة العملية تبدو محدودة الافق بالنسبة للمعرفة المطلقة. ولكن نظرية المعرفة اضطرت مع مرور الزمن بالتخلي عن موقعها لصالح منهج موثوق من قبل الفلسفة ذاتها (والاشارة هنا الى الوضعية مثلا). العلموية تعني ايمان العلم بذاته ومن خلال الوضعية لكونت ارادت تطابق العلم بالمعرفة, ونجحت في ذلك متجاوزة التامل. وهنا سقطت خلف مرحلة التامل التي عينها كانط.
فلا يمكن انتاج نظرية معرفة بطريقة تجريدية بل يمكن العودة الى النقد الذاتي الهيجيلي الذي استطاع ان يبرهن ضد كانط ان التامل الذاتي الفينومنولوجي للمعرفة هو ضرورة راديكالية لنقد المعرفة. ولكنه تحيز الى فلسفة الهوية ولم يصل الى النتيجة المنطقية.
أما ماركس بماديته التاريخية فقداعترض على المسار التأملي الهيجيلي, ولكنه اساء فهمه وبالتالي نسف نظرية المعرفة من جذورها. وهكذا أنشأت الوضعية منهجية كلية صرفة وتناست تداخل منهجية العلوم مع سيرورة التكون البشري.

نقد هيجل لكانط / راديكالية ام نقض نظرية المعرفة

الفلسفات السابقة على هيجل ذهبت إلى أن المطلق يجب أن يكون مباشر وفى البداية واعتبرته ذاتا (الإله)، أما هيجل فذهب إلى أن المطلق حركة ذاتية وفاعلية ذاتية لا نقطة ثابتة, لا يأتى إلا بتوسط وكنتيجة لمرحلة تطور يكون هو آخرها. صحيح أن المطلق هو الأول وهو البدء إلا أنه لا يتحقق فعلياً إلا فى النهاية[18], وبالتدريج من خلال تطور جدلى وخاتمة لحركة الجدل. لأن نقطة البدء عنده تكمن في الوعى التلقائى اليومى والمباشر واليقين الحسى فى الفينومينولوجيا، وفى المنطق.
هيجل ينقد مفهوم الألفة والأفكار المألوفة أو الشائعة وهدفه إثبات أن المعرفة الصحيحة ليست المعرفة بما هو مألوف، وينقد ايضا الأصول والجوهر والأسس الأولى الثابتة.[19]
فى مقدمة الفينومينولوجيا وجه هيجل نقده لنظرية المعرفة التقليدية وخصوصا لكانط لكونه يريد أن يتعلم السباحة قبل أن يقفز إلى الماء، يريد أن يحاكم ويفحص أداة المعرفة قبل ممارسة المعرفة ذاتها. يجب ممارسة المعرفة للحكم عليها بعد ذلك، بالإضافة إلى أن نقد أداة المعرفة هو فى حد ذاته معرفة، ولذلك يبدأ هيجل فى الفينومينولوجيا مباشرة بفحص أشكال المعرفة أو الخبرة التى تحققت بالفعل.[20]
هيجل رفض تأسيس المذهب إنطلاقاً من نقد العقل على شاكلة كانط، فبدلاً من تعلم السباحة قبل القفز إلى الماء قفز هيجل إلى الماء مباشرة، لأن نقد العقل هو فى حد ذاته معرفة, ولا يمكن ان يكون البداية. إن من بين اهداف فينومينولوجيا هيجل العديدة تجاوز إشكاليات نقد العقل، والبحث عن طريق آخر للإبستمولوجيا.[21]
حاول هيجل أن ينتقد ما أسماه بفكر الفهم (verstandesdenken)، وكان يقصد به نمطا من الاستدلال الخطابي لا يعي حدوده الخاصة. فهيجل كان يلوم فلسفة الفهم عند كانط، على كونها فلسفة أو فكرا يضفي الإطلاق (العقل) على شيء ضارب في النسبية (الفهم). وقد ظلت النظرية النقدية مع هوركايمر وأدورنو وبينيامين أسيرة هذا المحور الهيجيلي، على الرغم من أنهم انتقدوا النزعة الإطلاقية عند هيجل. [22]
لقد أحل هيجل التامل الذاتي الفنومنولوجي للروح محل نظرية المعرفة. أي ان الفلسفة النقدية تتطلب من الذات العارفة ان تتأكد من الشروط التي تنتج بها معرفة ممكنة قبل ان تثق بمعارفها المكتسبة. ولكن كيف يمكن انجاز عملية الاستقصاء هذه اذا كان النقد نفسه بحاجةالى معرفة. ولذلك يجب على المرء ان يتعرف على قدرة المعرفة قبل ان يتعرف على الشيء ذاته, كما في السباحة, المرء يتعلم السباحة قبل ان يقفز في الماء. ولكن وبما ان نقد المعرفة يبدأ من شروط ومرجعيات , فأي نظرية معرفة تتعثر في حلقة مفرغة. لأن هذه الشروط والمرجعيات اما ان تكون موضوعة بطريقة تحكميةاو انها أتية من ارث فلسفي سابق. وفقط اليقين الحسي هو الوعي الطبيعي لعالم الحياة اليومية. ومما يعود على معرفة الذات هو انه يجب على المرء ان يعرف قبل ان يتعرف, وهذه الحركة هي حركة التأمل وهدفها هو المعرفة.
هيجل يقر منذ البداية ان المطلق معطى, وهكذا فإن شيء ما غير مقنع, لأنه من جهة تنتج المعرفة المطلقة من تجربة الروح, ولكنها لا تحتاج الى تسويغ من خلال تأمل الروح الذاتي الفينومنولوجي. هذه الازدواجية في المعنى تضعف نقد هيجل لكانط. وهذا النقد الهادف الى صياغة نظرية معرفة تأملية واقتصر فقط على الفلسفة الترنسندنتالية لم يصمد امام خصومها الوضعيين.
هيجل يتهم الفلسفة الترنسندنتالية بأن المطلق موجود في جانب والمعرفة في جانب اخر. لأن هيجل يعود للعلاقة المطلقة بين الذات والموضوع . في هذه العلاقة يمكن التفكير في اورغانون متوسط للتعرف كسبب للفكر الذاتي المعتم وليس كشرط لموضوعية المعرفة الممكنة. ولكن الاورغانون بالنسبة للفلسفة النقدية ينتج العالم في واقعيته. ونقد هيجل للاورغانون لا يسير محايثيا, لأن ما وضعته هذه النظرية ذاتها تحت المسألة : اي امكانية المعرفة المطلقة.

شروط المعرفة

  • 1 مفهوم معياري عن العلم كنمط اولي للمعرفة. كانط يشير في نقد العقل المحض الى الرياضيات والفيزياء, ورأى فيهما معيارا لمسار أكيد للعلم. مقابل ذلك يصر هيجل على ان العلم الذي يظهر اولا لا يصبح اكثر مصداقية.
  • 2- مفهوم معيياري للأنا . كانط اراد ان يقييم هيئة محكمة حول ضلالات العقل عندما يصدر حكما بدون تجربة. على العكس من ذلك يرى هيجل أن النقدالمعرفي لدى كانط يبدأ بوعيه الغير شفاف بالنسبة لذاته. والوعي الذاتي للفينومنولوجيا يعرف ذاته كعنصر مندمج في تجربة التأمل.
  • 3- التمييز بين العقل النظري والعملي. نقد العقل المحض يقر مفهوما أخر للأنا يختلفعن مفهوم العقل العملي: الأنا كإرادة حرة تقف مقابل الأنا كوحدة للوعي الذاتي. وكما هوبديهي فتقد المعرفة مفصول عن نقد الفعل العقلي

التناقض بين فلسفة هيجل وكانط

يوجد تناقض بين فلسفة هيجل وكانط, وهو ان فلسفة كانط النقدية تحل مشكلة المعرفة حلا نسبيا ولكن فلسفة هيجل او فلاسفة ما بعد كانط طوروا فلسفتهم في طور ميتافيزيقي. فمثلا كانط يميز في الوعي في ثلاث امور :
  • 1- الحساسية التي تتلاقى عبر المكان والزمان الاحاسيس التي تحدثها فينا حقائق مستقلة عن ذهننا -الشئ في ذاته- والذ يستحيل معرفته وفق كانط
  • 2- الفاهمة والتي تنتج من مواد الحدس الحسي عبر المقولات مثل (مقولة السبب) المرتبطة بمبدأ الفاهمة المحضة (مبدا السببية)
  • 3-العقل وسيلة التفكير العليا التي تعتمد على مبادئ الفاهمة وتبني افكارا ترنسندتالية (المتجاوزة لاطار التجربة مثل الله )
وهنا هيجل يحتفظ بهذا التمييز بين الفاهمة والعقل ولكنه في نفس الوقت يعطيه معنى مختلف! لان هيجل يعتبر المعارف التي تنتج من الفاهمة هو شكل ادنى من اشكال المعرفة (على عكس كانط الذي يعتبرها مقتصرة على علم الظواهر) , كما ان العقل وفق هيجل هو اداة المعرفة العليا (وفق كانط فان العقل يفشل عن بلوغ ذلك لانه يستخدم المقولات والمبادئ لنطاقات تخرج عن التجربة وتتوه في اخطاء منطقية) ولكن هيجل يعتمد ان سبب الاخطاء المنطقية التي بينها كانط ليست نتيجة لعجز العقل بل انها وسيلة لاثبات مغالطات الميتافيزيقيين فقط وكذلك فقد استقل هيجل عن كانط في قضية المتناقضات , فالمتناقضات وفق كانط كانت توجد في المواضيع الكوسمولوجية فقط اما وفق هيجل فهي توجد في كل شئ وهو تشكل الديالكتيك في الفكر المنطقي ودمج المنطق بالانطولوجيا ولكن الفكر وفق الفاهمة يعزل الاوجه المتنازعة للاشياء اما وفق العقل فان الفكر يدرك الاشياء في شموليتها وفي اختلافها والذي تعجز عنها الفاهمة اي ان ما يفرقه الفاهمة يوحده العقل في ادراكه الذي يختلف عن ادراك الفاهمة في فصل الاختلافات والنوازع في الاشياء . [23]

هابرماس والنظرية النقدية

لماذا التحق هابرماس بمدرسةفرانكفورت ؟
عاش هابرماس احداث الحرب العالمية, وجد نفسه في جو مليء بالتناقضات : الرأسمالية والتفاوت الطبقي, والفيلسوف يعيش عصره وابن زمانه, ولذلك اراد ان يقدم شيئا للتغير والاصلاح. كان هناك الفلسفة الوضعية والفلسفة المثالية, ومدرسة فرانكفورت.
في هذا الجو وضع هابرماس سؤال : كيف يمكن للعلوم الانسانية ان تقدم معرفة موضوعية لها علاقة بالمجتمع ؟. هل تتأسس على طريقة الوضعية او التأويلية التي تعتمد على الواقع وعلى التاريخ (أي على طريقة غادامير) ؟.
ما هي المعرفة للوصول الى الموضوعية؟, وجد هابرماس في زمانه النظرية النقدية(ماركيوزه), التي اخذت في الاعتبار نظرية هيجل وماركس. كلاهما اخذا في الاعتبار البعد التاريخي. النظرية النقدية حاولت تجوزهما. وهذا لأن كلاهما همشا دور الفرد. التغير والتطوير يمكن ان يتم بواسطة الفرد ولكن عندما تتشكل الانظمة يهمش الفرد.
ماركس كان له بعد مادي وعلمي وهيجل بعد فكري, حيث الل يتم بالتامل ومن خلال وعي الناس وبشكل تدريجي. دعاة المدرسة النقدية قالوا ليهكذا يفهم التاريخ,
كان هناك اتجاهين:
  • العلوم الانسانية يجب ان تتاسس وفقا لمنظور العلوم الطبيعية
  • الاتجاه الاخر هو المنظور النقدي الذي يقول ان الفلسفة يجب ان تعيد الدور الذي كان لها.
فهم ماركس للعلاقات الاجتماعية على انها محكومة بقوانين. العقل الفلسفي هو الحاضر وليس العقل الايدولوجي الذي وقع في الايدولوجيا. التي اعتبرت المعيار العلمي هوالصحيح.

ما هي اسس الفلسفة النقدية

كيف يكون النقد الاجتماعي الذي يؤدي الى تجاوز حالة الاغتراب والتشيؤ في نظر النقدية؟
  • 1- بطريقة ديالكتية او جدلية كما عند هيجل
  • 2- بطريقةماركس وفي تحليله للصراع الطبقي
  • 3- بطريقة التفكير التحريري للانسان
وهي مصالح العلوم الانسانية ويمكن للفلسفة ان تصيغ الاسئلة التي تؤدي الى تحقيق هذه المصالح لا سيما التحررية منها.
الفلسفة هي التي يجب ان تأخذ في اعتبارها نتائج العلوم الانسانية وتضع اسئلة للنقد الاجتماعي والسلطة والى اليات السيطرة والى السلطات الكلية للوصول الى التحرر. وهذه الاسئلة هي التي دفعت بعض الفلاسفة مثل هوركهايمر وماركوزه وادورنو الي تاسيس معهد فلسفي بعيد عن الانتماءات الحزبية والسلطة. لأن السلطة لا تقبل بأي نظرية تعري البيروقراطية وتكشفها.
دور الفلسفة
  • النقد من اجل التحرر
الحديث عن الفلسفة يعني الحديث عن العقل, فما هو العقل المطلوب. الذي ليس العقل الانواري ولا العقل الاداتي. هل هو العقل الذي كان سائدفي القرن ال 18 او العقل المادي الرأسمالي.
النظرية النقدية بنيت على اسس نقدية والفلسفة هي التي تتولى مهمة النقد, وهي التي تضع الاسئلة.
هابرماس لم يكتفي بمهام النظرية النقدية وقدم الجديد, فما هو ؟.

المهام الاساسية

يمكن تعريف النظرية النقدية من خلال ثلاثة مهام رئيسية:
  • 1: الاخذ في الاعتبار المصلحة البشرية, وتوجه اجتماعي في المعرفة, وركزت على دور الذات. وبناي الحرية الحقيقية في المجتمع. والتوجه ليس توجها علميا , اي العلم الاداتي الماركسي ولا النسق الفكري الهيجلي, ولكن المهمهو توجيه الانظار الى الاحداث الموجودة. وبالتالي تامين اوضاع البشر. باختصار الاخذ في الاعتبار المعرفة في المصالح البشرية
  • 2- التحرر عن طريق عقلنة الواقع. الفعل التحرري يجب ان يكون مؤسس على العقل. لأن المهمة الجوهرية للنظرية هي تعقيل الواقع والاحداث. وذلك باقامة نظام عقلاني للمجتمع وهذا يؤدي الى تحرره وانعتاقه. عندئذ تستقيم البيئة الاجتماعية وتتحقق العدالة والحرية.
  • 3- تفكيك صورة العقل من أجل تمييز شتى صوره. ومنها العقل الاداتي الذي يجب نقده والعقل النقدي الذي يجب خلقه اوايجاده. العقل الذي يريده هوركهايمر ليس العقل الذي يريده مركس.
فلسفة التفال وهي بدايات النقد الاصيل [بحاجة لمصدر]

المنطلقات الاساسية للنقد

ما هي المنطلقات الاساسية للنقد

مشروع هابرماس

  • ما هي معالم مشروع هابرماس؟
  • ما هي معالم العقل الفلسفي
  • دور الفلسفة في النقد الاجتماعي
  • مهام الفلسفة في نظر هابرماس
  • منطق التحاور الحر

تصور هابرماس للحقيقة

تدور الدراسة في مقال الدكتور وليد عطاري حول مدى نجاح تحليل هابرماس للحقيقة في تخطي النظرات الوضعية والتأويلية في العلوم الانسانية الى مركب يجمعها. ويمضي المقال:
  • فحص التحليل الميتا_تأويلي للحقيقة
  • تقييم نقدي لجج هابرماس الرئيسية في حواره مع غادمير

مقدمة

منذ القرن ال 19 والفلسفة تهتم بمدى قابلية العلوم الانسانية في توفير الحقيقة. الوضعيون يقولون ان المنهج العلمي هو الاساس الابستمولوجي لجميع العلوم. وبالتالي يرفضون أي بحث متعالي كشرط للمعرفة. وفي المقابل التاريخيون, مثل غادمير قدموا نمط للحقيقة من خلال النقل (او التوارث) الثقافي.
بالرغم من ان هابرماس كان معجب بالرؤية التأويلية (للفهم واللغة و التفاعل التواصلي) إلا انه انتقدالتاريخانية (او النزعة الوضعية) المبطنة فيها. التي تزعم انها قادرة على فهم اشكال الحياة. ولذلك يقول هابرماس ان هناك الحاجة الى منهجية تفحص الادعاءات.
بالرغم من ان هابرماس يعترف بفضل الفلاسفة الوضعيون في ادراك الخصائص الهامة للعلوم التحليلية, وكذلك فضل التأويليون في توضيح اطار العلوم التأويلية, الا انهم جميعا وقعوا في كلتانية خاطئة, في أن هناك نمط واحد للمعرفة. أما بنظرهابرماس فالعلم الاجتماعي النقدي, هو المركب الديالكتيكي الذي يتخطى هذه النظرات الاحادية.

البحث المتعالي للعلوم الانسانية

رغم ان هابرماس ورث الكثير من المشكلات التي اهتم بها مفكرو المدرسة النقدية, الا انه حاول التخلص من اوهام الماركسية, كما اتضح في تبنيه لاتجاهات كانط التي كانت موضع نقد لديهم.

مصادر وحواشي

  1. ^ المجلد الأول من موسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيري
  2. المجلد الأول من موسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيري / يجب الأخذ في الإعتبار أن المسيري يركز في عرضه لهذه المفاهيم على وجهة النظر الناقدة و لا يهتم بإظهار المواقف و الأراء المؤيدة مع مراعاة خلفيته الفكرية التي تؤثر بوضوح في هذا الجزء من الموسوعة
  3. ^ جدل التنوير هو كتاب ألفه كل من ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو، من أشهر رواد النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت الفلسفية، نشر لاول مرة في عام 1944. من اهم نصوص النظرية النقدية، يعالج الكتاب ويشرح الحالة الاجتماعية السياسية المسؤولة عن فشل عصر التنوير كما تزعم مدرسة فرانكفورت. كتاب جدل التنوير وكتاب الشخصية السلطوية (الذي شارك ادورنو في تأليفه أيضا) وكتاب عضو مدرسة فرانكفورت هربرت ماركوزه الإنسان ذو البعد الواحد، كان لها أثر كبير على كل فلسفة وعلم اجتماع وثقافة وسياسة القرن العشرين، وكان مصدر إلهام لليسار الأوروبي الجديد في ستينات وسبعينيات القرن العشرين. الكتاب مؤلف من عدة أقسام معظمها تدور حول الموضوع الواحد وهو إمكانية خلق عقل جديد يواكب روح الحضارة الحديثة والعصور الحديثة، ولكن هذه المواكبة لا يمكن أن تجري دون نقد لما مضى ولذلك ينصب النقد في معظمه على العقل القديم، أو على العقل الذي أدى في جانب منه إلى تجميد العقل يعني العقل كما هو عند هيغل و كما هو عند كانط وكما هو في الماركسية أيضا التي أوصلت في مرحلة من المراحل إلى الستالينية بشكل أو بآخر ومن المعروف أن توجهات معظم أساتذة ومفكري ومؤلفي عصر مدرسة النقد التي تسمى بمدرسة فرانكفورت كانوا إلى حد ما في فلك ماركسي أو مادي إلى حد بعيد وبالتالي كانت لهم مثل هذه المنطلقات ولكن من مفهوم نقدي بمعنى أنهم لم يقبلوا الماركسية بالشكل الذي آلت إليه في جمودها ولم يقبلوا أيضا العقل الهيغلي كما، كما صار هذا العقل في نهايته عقلا أداتيا أو عقلا محض أداة يمكن استعمالها أو الاستغناء عنها أو استعمالها فقط كأداة.
  4. نقد العقل الأداتي عند مدرسة فرانكفورت / مقال بموقع بمجلة الأوان
  5. ^ مدرسة فرانكفورت، ونشأتها/حسن مجيد العبيدي/2013
  6. ^ المجلد الرابع عشر >> العلوم الإنسانية>> الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد >> فرانكفورت (مدرسة-)
  7. ^ مدرسة فرانكفورت، ونشأتها/حسن مجيد العبيدي/2013
  8. ^ نقد العقل الأداتي عند المدرسة النّقديّة لفرانكفورت/2013/محمد أمهرور
  9. ^ نقد العقل الأداتي عند المدرسة النّقديّة لفرانكفورت/ 2013/محمد أمهرور
  10. ^ IL SUBLIME RIVENDICATO: ADORNO E LA VERITA’ DELLA BELLEZZA di Giuseppe Panella
  11. ^ توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت، ترجمة: سعد هجرس،دار أويا،طرابلس، ليبيا، الطبعة الثانية سنة 2004م/ ص:160
  12. ^ النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت/ابراهيم الحيدري/الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013
  13. ^ النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت/ مازن لطيف علي
  14. ^ هابرماس وسؤال الحداثة ردّا على مقال خلدون النبواني
  15. ^ ابتدأت المحاولة التوفيقية لهيجل من الفهم والعقل، فالفهم الذي اعتبره كانط نهاية المعرفة ليس سوى بدايتها عند هيجل، والعقل أو التعقل يأتي في المرحلة الثانية. حيث بعد ان تعقل النفس لذاتها , تعقل ما يقابلها ثم تجمع بينهما. فمعرفة الضوء غير ممكنة دون معرفة الظلمة، من جهة، ومعرفة العلاقة الموجودة بين الضوء وبين الظلام من جهة ثانية. أي معرفة الحد بين الشيء وبين ما يقابله، ونوعية النسبة بينهما. لأن ما يقابل الشيء ويناقضه هو حده وإطاره، وبالتالي طريق لفهمه. / من الكتاب المنطق الإسلامي أصوله ومناهجه - نظرية هيجل
  16. ^ هيجل في مدرسة فرانكفورت/ محسن الخوني
  17. ^ المعرفة و المصلحة _ يورغن هابرماس
  18. ^ Hegel: Science of Logic, Vol. I, P. 81
  19. ^ موقف هيجل وهوسرل من العلاقة بين المذهب الفلسفي وتاريخ الفلسفة/ أشرف حسن منصور
  20. ^ موقف هيجل وهوسرل من العلاقة بين المذهب الفلسفي وتاريخ الفلسفة/ أشرف حسن منصور
  21. ^ موقف هيجل وهوسرل من العلاقة بين المذهب الفلسفي وتاريخ الفلسفة/ أشرف حسن منصور
  22. ^ الحداثة والتواصل والديمقراطية/ حوار مع المفكر الألماني ي. هابرماس/ مجلة (Autrement) الفرنسية (العدد 102) سنة 1988
  23. ^ هيجل و كانط/ يوسف السعدي

طالع ايضا

وصلات خارجية