21.1.16

مستخدم:Hasanisawi/الشر (الفلسفة والدين)

مستخدم:Hasanisawi/الشر (الفلسفة والدين)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Mi e’ stato assegnato nel ruolo di studente di preparare un seminario riguardante la questione del male , per la materia la filosofia della religione. E mi sono messo a raccogliere informazioni al riguardo. Ed ho trovato in rete una quantità enorme di articoli e libri e discussioni molto accese tra ateisti e teisti. E allora ho pensato che sembra che noi spendiamo tutta la nostra energia nelle questioni metafisiche, mentre la nostra realtà araba fa rabbrividire la pelle. Senza orgoglio, hanno rubato le nostre terre e controllato le nostre risorse, ci hanno fatto vivere nei campi ed ogni tanto ci danno degli aiuti e che dobbiamo pure ringraziarli. Malgrado tutto questo noi ostiniamo a parlare del bene e del male dal punto di vista religioso, e sicuramente questo nostro atteggiamento sta benissimo a loro, che noi continuiamo a vivere nel buoi a discutere le possibili composizioni delle ombre proiettate sul muro della caverna. Mentre loro fuori stanno rubando tutto il nostro mondo reale. Comunque e visto che sono obbligato a fare questo seminario, quindi vi chiedo il permesso per raggiungere la Sempre animate discussione dentro la nostra eterna caverna.
لقد طلب مني كطالب فلسفة, إعداد بحث حول مشكلة الشر ضمن مقرر فلسفة الدين. ولذلك بدأت بتجميع المعلومات. وبعد القليل من الجهد فقد عثرت على معلومات كثيرة من مقالات وكتب، ومناقشات ساخنة حتى العداوة والتكفير بين المفكرين والمحافظين. حيث ظهر وبدون ادنى فخر, أننا ننفق كل طاقتنا في الخوض والولوج في المسائل الميتافيزيقية، في حين أن الاخرون يتوالون على ممارسة الشر الاخلاقي بسرقة أراضينا ومواردنا، ويجبرونا على العيش في مخيماتهم الأممية, ويجب علينا ان نشكرهم دوما لانهم يتفقدوننا برحمتهم الانسانية ومساعداتهم المحدودة. وعلى الرغم من كل هذا فموضوع صراعاتنا الكبرى واولويات اهتماماتنا وهمومنا هي الاصرار على حل المعضلات الميتافيزيقية. ومن المؤكد ان هذه المواقف المتعالية تروق لهم وتتوافق مع تنبؤاتهم وإعداداتهم الاستعمارية، بأن نستمر المكوث في ظلمات مناقشتنا العقيمة وأن نتخيل ونتوقع ونفكر بجميع الاسقاطات الممكنة والمحتملة على جدران كهوفنا الاثرية. وهم ينهبون كل عالمنا الحاضر والحقيقي بحجة الحماية والديموقراطية العالمية. وبالرغم من كل هذا الشر الاخلاقي، وبما انني ملزم بتحضير هذا البحث, فإنني أطلب الإذن للانضمام إلى المناقشة الحاسمة التي تدور داخل ظلمات كهوفنا الأبدية.

محتويات



    1 مقدمة
    2 الفلسفة والدين
        2.1 الشر
    3 انواع الحجج
        3.1 الحجج المنطقية
        3.2 الحجج البرهانية
            3.2.1 نموذج وليام روي (William Rowe)
        3.3 مواضيع ذات صلة
    4 مسألة الشر عند القدماء
    5 اذا كانت نظام الكون يعكس حكمة الله ورحمته فلماذا الشر موجود ؟
        5.1 هيوم ورسل
        5.2 انطوني فلو
        5.3 الوجوديون
        5.4 حل مسألة الشر عند جون ستيوارت مل من خلال الابقاء على الله ولكن بتجريده من اللامحدودية
        5.5 اوغسطين ( 354 - 430)
        5.6 افلوطين( 205- 270)
    6 وماذا عن الشر غير ألاإرادي ؟
        6.1 توما الاكويني Tommaso d'Aquino 1225 – 1274)
        6.2 لايبنتس (Leibniz 1646 – 1716)
        6.3 بيركلي 1685 – 1753 George Berkeley)
        6.4 اسوأ العوالم الممكنة
        6.5 الموقف الوسط عند فولتير Voltaire 1694- 1778)
    7 الاديان السماوية
        7.1 اليهودية
            7.1.1 المسيحية
            7.1.2 الاسلام
            7.1.3 حجج توحيدية وحجج الحادية
    8 ما هو منطق تصور الانسان لمشكلة وجود الشر ؟
    9 مصادر وحواشي
    10 روابط اخرى

مقدمة

يقول حسن حنفي ان فلسفة الدين موجودة بشكل رئيسي في الديانات السماوية, اسلام ومسيحية ويهودية, اما الكونفوشيوسية, هل هي دين ام فلسفة ؟ لأن اللغة الصينية لا تحتوي على كلمة دين. ولانها لا تتناول الغيبيات بل فيها اشارات ومواعظ لاخلاق عملية. تتناول مثلا كيفية تعامل الانسان مع اسرته ومجتمعه ودولته. وايضا البوذية تتناول الطرق التي يسيطر فيها الانسان على انفعالاته. وبالتالي لا يوجد فيها فكر نظري كما هي فلسفة الدين. وكذلك المانوية: الصراع الابدي بين الخير والشر.
بدأ مفهوم فلسفة الدين في المسيحية, لان اوروبا عانت من سيطرة الدين في العصر الوسيط, وفي العصور الحديثة بدأت تعتز بالعقل وبالفكر. ولذلك حاولت تبيان الفرق بين مرحلتين في تاريح الغرب: وهما الدين في العصور الوسطى والفلسفة في العصور الحديثة. حتى ديكارت لم يتجرأ على القول بقلسفة الدين بل سماها تأملات في الفلسفة الاولى. أما الذي تجرأ فكان هيجل, عندما عمل محاضرات عن فلسفة الدين. التي لا تعني الدين عند هيجل عملية تبرير للعقائد بل عملية فهمها. فلسفة الدين حولت الدين الى فكر مثالي مطلق. وعندما جاءوا الهيجليون الشباب ثاروا على مثالية هيجل وقالوا ان الغرب بحاجة الى ثورة, والثورة تبدأ بالثورة على الفكر. ومنهم فيورباخ الذي اعطى المركزية للانسان, وماركس الذي بدأ بتحليل اسباب الفقر والبؤس وصراع الطبقات حتى الوصول الى ما سمي بالماركسية. وبدأت فلسفة الدين وخصوصا في علم الاجتماع من قبل فلاسفة مثل دوركايم وماكس فيبر.
اما في الوطن العربي فلا يجرؤ احد على التفكير بالدين بطريقة عقلانية, ومن يفعل ذلك يتهم بالإلحاد. والسؤال الآن : ماذا عن الحضارة العربية الاسلامية, التي لم يظهر فيها مصطلح فلسفة الدين ؟.
القدماء وضعوا منظومة للعلوم ولم يكن فيها فلسفة الدين: هناك علوم عقلية صرفة ولا دخل للنقل فيها وهي العلوم الرياضية والطبيعية. مثل الحساب والهندسة والفلك والموسيقى والطب والصيدلة ... الخ. أي لا يوجد قال الله وقال الرسول. وهناك علوم نقلية صرفة: لا دخل فيها للعقل, وهي خمسة: علوم القران والحديث والتفسير والسيرة والفقة. وهذه العلوم تركتها الفلسفة للمساجد والمدارس الدينية, مع انها الاخطر على حياة الناس. القرأن هو مجموعة من الاجابات على اسئلة, ويسألونك عن الخمر ويسألونك عن الانفال, قل ... . [1]

الفلسفة والدين

الفلسفة في سياق تاريخها، واجهت دائما مشكلة معنى وقيمة وحقيقة الدين. وحاولت بشكل خاص إثبات وجود الاهوت وإظهار صفاته ووظيفته المتعلقة بالانسان والعالم. البحث الفلسفي، في الواقع، نشأ كتفسير وتدوين للحقائق المتضمنة في الأساطير الدينية. ولكن منذ سنة 1793 عندما نشر كانط كتابه "الدين في حدود العقل الخالص"، يمكن التحدث عن فلسفة الدين بالمعنى الصحيح. بشكل عام، التفسيرات الفلسفية المختلفة للظاهرة الدينية بعد ولادة فلسفة الدين تم تناولها بشكل رئيسي انطلاقا من اصل الدين ووظيفته. [2]
يتم تعريف مشكلة أصل الدين حسب نوع الصلاحية الممنوحة للدين. هناك نوعان من التعينات االرئيسية: مصدر الوحي الإلهي وأصل البشر.
  • 1- الأصل الإلهي: هو الاعتراف بالقيمة المطلقة للدين بوصفه أت من الوحي (ومن بين الذين يدعمون هذه النظرية هناك هيغل، وشليرماخر،وبرغسون).
  • 2- أصل الإنسان: يتوافق مع انكار أي قيمة جوهرية للدين، باعتبار انه من انتاج البشر، وتم تشفرته في المجتمع وعلى مرور الزمن، لتلبية احتياجات معرفية (كما يزعمون، على سبيل المثال، الايبقوريين) أو احتياجات عملية ، تتعلق بالشعور بعدم الأمان وعدم اليقين من المستقبل، وتجربة المعاناة والموت (كما ادعى ايضا، هوبز، هيوم، وفولتير, وديوي، وأوتو، وفرويد و علماء الانثروبولوجيا روبرتسون سميث، وفريزر، ومالينوفسكي). وكبديل لهذا الرأي هو الذي يحدد السياسة مصدرا للظاهرة الدينية باعتبارها شكلا من أشكال التعسف التي استعملتها الطبقات المسيطرة على تلك الضعيفة (أول من تناول هذا الموضوع هو كريتياس السفسطائي، واحدة من الطغاة الثلاثين لأثينا، ثم استؤنف من قبل بعض الاتجاهات الاباحية (libertinism)[3]، والتنويرية، والماركسية و نيتشه).
القضد من وظيفة الدين كانت تتم وفقا لثلاثة طرق رئيسية: اجتماعية وأخلاقية وتَّحقُّـقِـيـِّة (veritative).
  • 1- الوظيفة الاجتماعية: حيث فيها يتم تفسير الدين كشكل من أشكال التكامل وتعزيز الروابط الاجتماعية (كما عند دوركهايم والأنثروبولوجي رادكليف براون).
  • 2- الوظيفة التَّحقُّـقِـيـِّة : حيث فيها يملك الدين الحقيقة كما موضوعه المحدد، وبالتالي، وهي وظيفة مماثلة للفلسفة. هذا الارتباط هو من قبل بعض المفكرين في الشعور بتفوق الدين على الفلسفة, لأنها تملك في ذاتها ضمان الوحي الذي يكشفها, (كما عند هامان، هيردر، جاكوبي)؛ وعلى العكس من ذلك يقول الاخرون أن الدين والفلسفة يبحثان عن هوية الشيء ولكنهما يختلفان في طرق اظهارها: الدين يعبر عنها بطريقة مباشرة ووجدانية, أما الفلسفة فتعرضها بطريقة تأملية ومفاهيمية (هيغل، جينتيله - Gentile).
  • 3- الوظيفة الأخلاقية: حيث يعتبر الدين أساسا للأخلاق، ويهدف إلى توفير القيم المطلقة الغير قابلة للجدل للقوانين الأخلاقية، التي تأسست عليها الحياة الاجتماعية (كانط).

الشر

ما هو ذلك الشيء الذي يعترف به الحكم الأخلاقي كمخالف للمعنى. هناك نوعان من المفاهيم الأساسية في تاريخ الفكر: الاول ميتافيزيقي, والثاني ذاتي
  • النوع الاول يعتبر الشر موجود لا ككيان ايجابي قائم في ذاته بل كانتفاء للخير. الذي هو كيان. أو تناقض متأصل في الكيان ذاته. وأحيانا ثنائية، التي تقسم الكائن (الخير والشر كمبدأين). مفهوم الشر اللاكياني تم تطويره من قبل الرواقيون والأفلاطونية المحدثة (neoplatonists) . أفلوطين يقول ان الشر هو نوع من اللاكيان، والذي حدد في نهاية المطاف يتطابق مع المادة. في المسيحية، للشر هو اللاكيان: هذا هو مفهوم إكليمندس الإسكندري، واوريجانوس، والقديس أوغسطين والقديس توما (الشر هو غياب الخير ولذلك لاكيان).
على هذا المفهوم تأسست ثيوديسيا لايبنتس. هيغل، يعرف الكيان بالخير (في مصطلحه "العقل") ويعرف الشر "بالبطلان المطلق". وتابعوه على ذلك كروتشه (Croce ) وجينتيله (Gentile). الشر كصراع داخل نفس الكائن، صراع بين مبدأين متعارضين , وهذا هو أساس الدين الفارسي زرادشت، الذي يميز الآلة أو مبدأ الخير عن المناهض للاله او الشر. ويعود هذا الرأي إلى دين ميثرا، في بعض الطوائف الغنوصية وخصوصا في المانوية .
بالنسبة لأولئك الذين يقولون أن الشر هو نسبي ، يتم تقديمه على أنه شيء سلبي قوامه الرغبة، أو من حكم على قيمته. في هذا المنظور، يصبح الشر نفس موضوع الرغبة والحكم البشري. انه الانسان، الذي يحكم من وقت لآخر، ما هو خير وما هو شر. لذا الشر ليست له قيمة، موضوع الحكم السلبي. يدعم هذه النظرية هوبز وسبينوزا ولوك وكانط، الذي نظر لها بشكل ملحوظ في كتابه نقد العقل الخالص.
يرتبط مفهوم الشر في المسيحية مع مشكلة الألم: في كثير من الديانات يعتبر الالم عقوبة للخطيئة الانسانية. لأول مرة في كتاب أيوب تم عرضه كتفسير ان الألم ليس دائما معاقبة للانسان الشرير (وهذا هو، شر أخلاقي الذي يمكن أن يؤدي إلى شر جسدي)، فإنه قد يصبح وسيلة للخلاص من شر الخطيئة. ومن هنا برز مفهوم المسيحية التي تضع الالم كوسيلة للخلاص لنفس الشخص وللآخرين في جسد المسيح، ومن أجل خلاص العالم كله. وينظر إلى الشر الأخلاقي كتعدي على النظام الأخلاقي من قبل المخلوق.
مجلس براغ (451-464) دحض النظرية التي تصور الشر الأخلاقي باعتبار ان سببه الشيطان. وأن الشر الأخلاقي ليس له مبدأ آخر الا الشخص الذي يقوم به. وذكر ليو الثالث عشر (1888) أن الشر كنتفاء للخير، لا يعود لاسباب شيطانية أو الهية، بل من قبل الانسان, الذي يمكن أن يختار العمل الذي يتوافق أو لا يتوافق مع نتيجة العمل. المذهب الكاثوليكي (والبروتستانتية) يرى أصل الشر الأخلاقي في الخطيئة الأصلية، التي هي ملازمة للإنسان "منذ البداية"، وهذا يشرح سبب عدم قدرته على "التغلب بشكل فعال على اعتداءات الشر" (المجمع الفاتيكاني 1965). وفقا للعقيدة الكاثوليكية الشر الأخلاقي "يسيء لله ويؤذي الكنيسة" (المجمع الفاتيكاني الثاني1964)، لذلك فهو ضرر اجتماعي. المجمع الفاتيكاني الثاني (1965) ينص على أن الانتصار الحقيقي على الشر الأخلاقي لا يمكن أن يتم بدون المسيح. وفقا لتعريف كانط للشر الجذري , هو الميل الفطري للإنسان للابتعاد عن القانون الأخلاقي. ونتيجة لهذا الأخير فأنه يجب معرفة السلوك البشري.

انواع الحجج

مشكلة الشر في فلسفة الدين أتت من الحاجة الى تفسير وجود الشر, حيث يوجد اله كلي العلم والقدرة والخير. بعض الفلاسفة قالوا ان وجود الشر يتناقض منطقيا مع وجود اله يمتلك تلك الصفات.
محاولة حل هذه المشكلة تاريخيا, كانت واحدة من اهم شواغل الثيوديسيا [4] ولكن تبقى مفتوحة مسألة الجمع بين حرية الارادة وعلم الله الكلي.
من بين الاجوبة المقترحة توجد مواضيع تنص على ان حرية الارادة لا يمكن ان توجد دون احتمالية وجود الشر. وأن الالم ضروري من اجل الارتقاء الروحاني. أمل لخرون فيقولون ان الله ليس كلي القدرة والخير.
مناقشات حول مشكلة الشر تتم ايضا في فروع اخرى من الفلسفة, مثل فلسفة الاخلاق.

الحجج المنطقية

من بين الامثلة الكثيرة لصياغة مشكلة الشر, توجد تلك التي صاغها ابيقور. التي يمكن تلخيصها كما يلي:
  • اذا كان موجود اله كلي القدرة والعلم والخير, فلا يمكن ان يوجد الشر
  • ولكن الشر موجود
  • فالله الكلي القدرة والعلم والخير غير موجود
وكان هناك صياغات اخرى, مثلا
  • الله موجود
  • الله هو كلي القدرة والعلم والخير
  • أي كائن كلي الخير يريد منع جميع الشر
  • أي كيان كلي العلم يعرف كل الطرق التي ينبع منها الشر
  • اي يعلم منابع الشر يستطيع منع منابع الشر
  • اذا وجد هذا الكائن كلي المعرفة والعلم والخير . فالشر غير موجود
  • ولكن الشر موجود, فهذا يؤدي الى تناقض منطقي
الكثير من الفلاسفة متفقون حول المواضيع التي طرحها الفين بلانتينجا, والمتعلقة بالدفاع عن عن حرية الارادة (التي ملخصها هو ان الله يسمح بالشر بهدف الحصول على خير اكبر من حرية الارادة) والتي حلت مشكلة التناقض المنطقي للشر الناتج عن فعل الانسان.
الدفاع المقترح من بلانتينجا يهدف تفسير ايضا الشرور الطبيعية, من خلال افتراض وجود الشيطان, تكفي لتفسير مشكلة المعاناة او الالم الطبيعي. ولكن هذه المقترحات لا تضمن فقط مسألة تعدد الالهة , بل تضمن ايضا تفسيرات ضعيفة للسيادة الالهية.
والحجج مثل هذه يشار اليها بالمشكلة المنطقية للشر.

الحجج البرهانية

لحجج البرهانية لمشكلة الشر (المعروفة أيضا باسم الحجج الاحتمالية أو الاستقرائية)، تسعى لإظهار أن وجود الشر، وعلى الرغم من عدم تناقضه منطقيا مع وجود الله، فانها تهدف الى تقليل احتمال صحة الحجج التوحيدية. فمثلا هناك من استخدم حجج الشر البرهانية لتفنيد فكرة الشيطان التي قال بها بلانتينجا, بانها مقبولة منطقيا، الا انها تفتقر الى الأدلة العلمية. وبالتالي فهي لا تعتبر تفسيرا مقنعا لوجود الشرور الطبيعية. وفيما يلي أمثلة على مشكلات الشر الجوهرية

نموذج وليام روي (William Rowe)

هناك حالات من المعاناة الشديدة, كان يمكن لأي كائن كلي العلم والقدرة ان يمنعها, ولكن دون فقدان خير اكبر او السماح بشر اسوأ.
  • كان يمكن لأي كائن كلي العلم ومطلق الخيران يمنع وقوع أي معاناة، إلا اذا لم يستطع ذلك بسبب فقدان خير اكبر او السماح بشر اسوأ.
وبالتالي لا وجود لاله كلي القدرة والعلم والخير.
وهذه الحجج هي أحكام احتمالية لأنها تعتمد على الادعاء بأنه ليس هناك سبب مقنع يسمح الله بالشر. والاستدلال من هذه الحجج يذهب إلى التأكيد على أن هناك شر غير ضروري، وهو من النوع الاستقرائي وهذا ما يفصل الحجة المنطقية عن الحجة البرهانية.
يمكن للحجج المنطقية ان تشمل اسباب خفية وغير معروفة. ولكن مدى نجاحها في تفسير الشر يبقى موضع شك. يقول موس أوكام (Occam's razor)[5]، من الضروري عند استعمال المنهج المنطقي تجنب الافتراضات التي ليس لها ادلة تثبتها. فوجود أسباب خفية لتفسير الشر, تعتبر افتراض نظري محض لا يمكن اثباته. ووفقا لمحاججة باول داربر أعلاه, وجود اله كامل القدرة والمعرفة في العالم وغير مبال بمعاناة الناس، تعتبر نظرية لا تتطلب اية اسباب خفية لتكملتها، وهذا يمنحها الافضلية بالنسبة للنظريات الاخرى, التي تقول بان هناك اسباب خفية.
يقدم المؤلف والباحث غريغوري س.بول (Gregory S. Paul) اول حالة يعتبرها أكثر أهمية من مشكلة الشر، فهو يعتقد - انه مات عبر التاريخ أكثر من 50 بليون طفلٍ قبل حتى أن يصبحوا راشدين. ويعتقد ايضا ان ما يصل إلى 300 بليون بشريٍ لم يولدوا أصلاً.

مواضيع ذات صلة

مشكلة الجحيم، وما ينطوي عليها من عذاب ابدي تمثل شكل خاص وقوي لمشكلة الشر. إذا كان مجرد عدم الإيمان بالله أو الإيمان باله خاطئ تعتبر اعمال شريرة، فهذا يؤدي الى الاعتقاد ان الإله شرير، وأن وجودهريتناقض مع المبادئ الخيرة التي أرسلها للبشر.

مسألة الشر عند القدماء

  • بارمنيدس (515- 544 ق.م)
قال ان الوجود هو الخير وان الشر هو امر ظاهري صرف. ورأى ان كل شيء في الوجود هو خير للانسان, اما الشر فهو امر طارئ يظهر بشكل مفاجئ ثم يختفي.
  • سقراط ( 470- 469 ق.م)
قال سقراط ان الشر ينشأ عن الجهل. لأنه لا يمكن لأي شخص ان يرتكب الشر طالما انه يعلم بانه يجلب الألم والضرر, الا اذا كان جاهل بأثار افعاله.
  • افلاطون ( 428 427 ق.م)
قال ليس هناك احدا شرير بطبيعته, ومعرفة الخير هي التي تمنع من ارتكاب الشر. أي, وفقا لنظرية التذكر الافلاطونية, يكفي ان يعرف الانسان الخير لكي يتذكر حياته الخيرة السابقة عندما كانت نفسه تسكن في عالم الملائكة.
الانسان يختار الشر لأنه يخطئ التقدير، او كما يقول سقراط عمل الشر ممتع. ولذلك الذي يختار الشر، يرتكبه بسبب جهله، لأنه يحكم على الشر بانه خير، اي انه يبدل الخير بالشر. [6]
ويقول افلاطون ان الله هو مثال المثل - مثال الخير, وانه صنع العالم على غرار عالم المثل, وبالتالي فالاشياء في العالم لا تجسد الخير الكالمل لانها نسخ ناقصة. وفي محاورة السياسي يقول افلاطون انه عندما يسيطر الله على الوضع يضغى الخير على الشر, اما اذا ترك النظام الطبيعي يعمل لوحده , فسرعان ما يتفشى الشر. ولكن الله يتفقد هذا النظام ويأخذه زمامه من جديد.
عالم المثل خالي من الشر لانه عالم الكمال المطلق. اما في العالم الطبيعي فالشر ضروري, لأنه تقيض الخير, ولهذا يجب الفرار الى العالم الروحي. وهكذا نظرة افلاطون قريبة من النظرات الدينية.
كل الخير والشر في الجسد وفي الانسان ككل, ينشأ من النفس, ومنها يفيض الى بقية الاجزاء. والعلاج هو الكلمات الجميلة, التي توازن النفس , وحيث يحل التوازن تنشر الصحة في كل الاجزاء.
  • ارسطو (384- 322 ق.م)
يقول ارسطو ان الشر امر وجودي لا وجود له, الا ما خيره كثير وشره قليل , وتتعلق الذات الالهية بالخير الكثير لما فيه من نظر للنظام العام وتتعلق بالشر القليل لما فيه من خير كثير. فيكون المحرك الاول علة بالذات للخير وبالعرض للشر. [7]
  • ابيقور (341-270 ق.م)
يقول إبيقور أن السعادة والألم هما مقياس الخير والشر، وأن الموت هو نهاية الجسد والروح ولهذا لا ينبغي أن نرهبه، وأن الآلهة لا تكافئ أو تعاقب البشر، وأن الكون لا نهائي وأبدي، وأن أحداث الكون تعتمد بالأساس على حركات وتفاعلات الذرات في الفراغ.
ويقول ان الشر ايجابي ومفيد وضروري للانسان مثل الخير. وعلينا ان نتقبل الشر كما نتقبل القدر.

اذا كانت نظام الكون يعكس حكمة الله ورحمته فلماذا الشر موجود ؟

اذا كانت نظام الكون يعكس حكمة الله ورحمته فما الذي يفسر وجود الشر على نطاق واسع جدا, سواء كانت شرور طبيعية او خلقية ؟. ولماذا لا يوقف الله الش بما انه كلي القدرة والصلاح ؟. ومن هنا نشأت مشكلة الشر. ومن بين الحلول العديدة المقترحة لحلها, هناك من حاول ايجاد مصالحة بين قدرة الله وصلاحه وبين وجود الشر بجميع انواعه.

هيوم ورسل

رفض هيوم مناقشة مسألة الشر ضمن معالجته لظاهرة النظام في الكون, لأنه يرى ان العالم مليء بالاخطاء والنواقص والشرور. وبتعبير اكثر صراحة يقول برتراند رسل ان الشر الطبيعي والخلقي دليل على عدم جود اله. ويركز رسل على الشر الخلقي ويقول ان الدول تنفق نص مداخيلها لشراء الاسلحة وآلات الدمار. ويتساءل "هل يوجد اله ويكون مصدر الشر, ام هل نعترف بانه من ابداع ضميرنا". ويجيب ان حرية الانسان الصحيحة تكمن في تصميمه على عبادة اله واحد, وهو ذاك الذي ابدعه حبنا للخير".
الخير والشر عند هيوم مجرد انطباع انفعالي. فالفيضانات والبراكين والزلازل ليست إلا ظواهر طبيعية، أما في نظر الإنسان فقد تصبح شراً وعقاباً. وبالمثل الأفعال الإنسانية, قد توصف بالخير أو الشر، لما يعود على الاشخاص من نفع أو ضرر. وبالتالي فالخير والشر لهما قيم نسبية، لأن الخير قد ينقلب إلى شر , او العكس. مثلا يعتبر القتل المقصود شر، ولكن في حالة الحرب يعتبر خير, بل بالنسبة للمنتصر يعتبر أسمى درجات الشرف [8]

انطوني فلو

الفيلسوف البريطاني، فلو (Antony Flew- 1923 – 2010)-الذي اشتهر بكتاباته في فلسفة الأديان- يقول اذا كان الله لا يستطيع محو الشر, فهذا يتعارض مع صفة المقدرة الكلية التي هي جزء من فكرتنا حوله. واذا كان لا يريد محو الشر فهذا يتعارض مع صفة الصلاح الكلي. وينتقد فكرة حرية الارادة الذي يستخدمها المؤمنين لتبرير الشر الخلقي, لأن الشر ليس كله شر خلقي. واذا قالوا ان الشر هو سبب الخطيئة الاولى, فهذا لا يبرر الام كل الجنس البشري بسبب تلك الخطيئة. ويقول ان افعال الانسان هي نتيجة عوامل طبيعية وجسدية , والحرية تبقى وهما حتى مع الايمان بالله, لأن افعال الانسان مسيرة, وحتى لو وجدت القدرة الكلية لكان في امكان الله ان يخلق عالم للفاضلين فقط.

الوجوديون

تعابير الوجوديين بما يتعلق بمسألة الشر كانت الاكثر صراحة والاكثر ارتباطا بالمشاعر. يقول سارتر ان الله غير موجود وعلى الانسان ان يتحمل كل تبعيات حريته. وأن معنى الحياة الوحيد هو ما يضفيه الناس من خبرتهم ووجودهم العارض.

حل مسألة الشر عند جون ستيوارت مل من خلال الابقاء على الله ولكن بتجريده من اللامحدودية

يقول جون ستيوارت مل (1806 - 1873) , في كتابه "ثلاثة مقالات في الدين", ان صفة القدرة والحكمة تستخدمان للتغلب على المصاعب. ولكن لا معنى لهما لكائن لا يواجه مصاعب. وبما ان مادة العالم ازلية, فقد صنع الله العالم بقدر استطاعته, ولذلك لا يمكن القول ان هناك نقص في عمل الله, وانه مسؤول عن الشر. بل ان النقص في المادة الاصلية وهي اصل الشر. ونفي القدر الكلية عن الله لا يعني كما يقول ميل نفي الكلية عن الصفات الاخرى. وهكذا يمكن اعطاء تبرير للشر الخلقي والطبيعي.
ولكن وبالرغم من هدف ميل كان في تفسير النظام في الكون, الا ان الحل الذي اقترحه غير مقبول لان مفهوم الإله المحدود ينطوي على تناقض.

اوغسطين ( 354 - 430)

من ابرز المسائل التي شغلت اوغسطين هي مسألة الشر, ولذلك كانت محورا في كتابين له: "الاعترافات" و "مدينة الله", وحيث يقول ان التاريخ البشري كله صراع بين مدينة الله اورشليم ومينة الشر بابل. ويخلص اوغسطين الى ان الشر موجود ولكن ليس ككيان ايجابي قائم بذاته, بل انه انتفاء للخير. ويعزي هذا النفي الى ارادة الانسان الحرة. وهذا التفسير للشر اللاكياني, يعود الى افلاطون اولا, ومن ثم تعززت لدى الرواقيين. الذين قالوا ان الخير هو في الانسجام مع القانون الطبيعي والاستسلام لكل شيء لأنه قدر محتوم.

افلوطين( 205- 270)

تابع افلوطين نظرة اوغسطين للشر, على انه انتفاء للخير. وعنده الاشياء المادية جاءت كفيض من الله, حتى وان كانت بتوسط. وبالتالي فهو يمقت من يوحد المادة بالشر كما اعتقد ميل , والغنوصيين[9]. ويقول انه يكفي النظام البديع الذي يربط اجزاء العالم ببعضها البعض, كمثال على تجلي الخير . ولكن ومع ذلك وجد افلوطين ان الخير يأتي من خلال التحرر من الجسد والحواس, والذي يبلغ اعلى درجاته من خلال الاتحاد بالله.
الموقف المسيحي يحيل الشر الى الارادة الانسانية, خلافا لما يقوله الرواقيين حتى وان ربطوا الشر بالارادة, ان كل ما يحصل خير اذا وضع في منظار شامل, وأن الانسان حر فقط بأن يرضى برضى ما يحصل له من شر وتعاسة.

وماذا عن الشر غير ألاإرادي ؟

ولكن بتقبل المفاهيم مثل الشيطان والخطيئة الاولى والارادة , المرتبطة بالافعال الانسانية , فكيف نفسر الشر الغير ارادي ؟, مثل الكوارث والبراكين والزلازل ... والامراض ... الخ. بعض اللاهوتين يبرروا ذلك كتوابع للخطيئة الاولى, اي انها لعنة ادم على كل فرد من افراد الجنس البشري.
الشرور ليس من نوع واحد, فهي تتميز بين الشر اللاإرادي (او الطبيعي) والشر الارادي (او الخلقي), وهناك من اعتقد بان الشر لا ككيان ايجابي قائم بنفسه, بل كانتفاء للشر. (... ma l'abbiamo gia detto)

توما الاكويني Tommaso d'Aquino 1225 – 1274)

للتميز بين انواع الشر توما الاكويني يضع المسألة في اطار فعل الخلق. فيقول ان الاشياء مخلوقة من عدم وفقط الله قادر على الخلق بحرية ولكن لهدف واحد وهو الخير. ولكي تحقق المخلوقات السعادة يجب ان تسعى نحو الله. ولكن هل كان باستطاعة الله ان يخلق عالما افضل من هذا العالم. الله خلق العالم على احسن صورة وان لم يكن كذلك لتبدلت الاشياء جوهريا. وبالتالي يمكن القول ان هذا العالم ليس افضل العوالم وان فيه نقص مقصود, لأنه لو لم يخلق الانسان ناقص لصار مساويا للخالق (وربما يمكن القول انه لو لم يخلق الكوارث الطبيعية لصارت الارض مساوية للجنة). فالله لم يرد الشر بل سمح به على النطاق الخلقي, والانسان هو المسؤول عنه ويعاقب عليه لتحقيق العدالة والنظام. ولكن ما هو تبرير الشر الطبيعي؟.

لايبنتس (Leibniz 1646 – 1716)

النظرة الرواقية الى ان الشر ضروري والى ان هذا العالم افضل العوالم الممكنة, اقرب الى حل لايبنتس منها الى حل الاكويني. الذي رأى كما الاشاعرة والغزالي ان الله غير ملزم على رعاية الاصلح لعباده, بل انه يفعل ما يشاء. أما لايبنتس كما المعتزلة والرواقيين اوجب على الله رعاية الاصلح توكيدا لعدله واصلاحه. ولذلك فهذا العالم افضل العوالم الممكنة.
ميز لايبنتس في كتابه "صلاح الله وحرية الانسان وأصل الشر", ثلاثة انوع من الشر:
  • الشر الميتافيزيقي, يشير الى الخطيئة
  • الشر المادي, يشير الى الالم الجسدي
  • الشر الخلقي, يشير الى المحدودية وعدم الكمال في طبيعة الاشياء
وعلى غرار الاكويني, لايبنتس يقول ان الوجود المخلوق ليس كاملا والا لصار مساويا للخالق, وعلى غرار الرواقيين يقول ان الالم هو جزء من النظام الاكير والاشمل.
والقول بان هذا افضل العوالم الممكنة لا يعني انه بلغ اقصى الكمال بل انه في طور الاستكمال الدائم.

بيركلي 1685 – 1753 George Berkeley)

بيركلي , على غرار لايبنتس, يقول ان الشر في العالم يجعل الخير اكثر سطوعا. وأن النقائص في الطبيعة تزيدها جمالا, كما تفعل الظلال في لوحة تجعل الاجزاء الاخرى اكثر اشراقا. فالالم ضروري لسعادة الانسان. واذا ما ربط الالم بالنظام ككل لادرك ان فيه خير.

اسوأ العوالم الممكنة

الشر اللاإرادي يبقى حقيقة موضوعية مؤلمة, حتى وان كانت حجة المؤمن بأن الشر هو انتفاء للخير, وان العالم هو الافضل, فنظرة الملحد معاكسة تماما, لانها ترى ان الخير هو انتفاء للشر. وهذه هي نظرة الفيلسوف شوبنهاور( Arthur Schopenhauer 1788-1860)). الذي عكس فكرة لايبنتس وقال ان هذا هو اسوأ العوالم الممكنة, والاحرى ان الخير هو الكيان السلبي او اللاكيان, لانه نادر. أما الشر فهو الكيان الايجابي لاننا نعيش فيه على الدوام. فنحن نجد لسعادة اقل كثيرا مما نتوقع, والالم أكبر بكثير من توقعاتنا. وينعت الفلسفات التي تسلب الشر صفته الايجابية بانها فلسفات عبث. فالشر وحده الكيان الايجابي ونشعر بوجوده حتى الاعماق. وكلما عاش الانسان اكثر, اكتشف ان الحياه في مجملها كذبة كبرى.
ولكن عندما يتسائل شوبنهاور عن سبب كل هذا العذاب يحيب, انها ارادة العيش. ويجد ان العذاب ضروري وهدف للحياة. وأن الناس مثل الاطفال محكوم عليهم بالحياة لا بالموت, وعليهم ان يتحملوا هذه لحياة بشجاعة عبر ارادة العيش.

الموقف الوسط عند فولتير Voltaire 1694- 1778)

مسألة الشر اثارت الكثير من الاراء المتضاربة, ولذلك اجدى تسميتها بالمعضلة. ولذلك فقد اختتم فوادلتير روايته "كانديد" (Candide 1708) بالعبارة "دعنا نهتم بالحديقة". الموقف الوسط الذي يتبناه فولتير هو بين موقف لايبنتس القائل بان هذا العالم هو افضل العوالم الممكنة وبين موقف شوبنهاور القائل بانه أسوأها. أما البطل الرئيسي كانديد فيعترف ان هذه معضلة لا حل لها, ولا يجب الا العمل في الحديقة كرمز للحياة.

الاديان السماوية

اليهودية

آية في كتاب انجيل أشعياء تقول "انا شكلت النور وخلقت الظلمة، اعمل الخير واخلق الشر, أنا الرب، كلمة الشر تكررت أكثر من 60000 مرة في الكتاب المقدس العبري. هو مصطلح يشير الى كوارث وأفات طبيعية

المسيحية

يقول بارت إيرمان (Bart D. Ehrman) أن أجزاء المروعة من الكتاب المقدس، بما في ذلك العهد الجديد، ترى ان سبب المعاناة هي قوى كونية شريرة، التي لأسباب غامضة، تركها الله تفعل فعلها في العالم، ولكن سوف تهزم، وسيعود كل كل شيء على ما كان عليه من خير.

الاسلام

مفهوم الشرفي الإسلامي في الإسلام، لا يوجد مفهوم الشر المطلق، كمبدأ كلي مستقل عن الخير ومساوي له. بمعنى الثنائية. ومن الضروري أن نؤمن بأن كل الخير والشر يأتي من الله. في الحقيقة، وهذا هو جزء أساسي من الاسلام. الشر ليس السبب ولكن النتيجة. قد تعود النتيجة إلى تصرفات البشر وإرادتهم الحرة، او الى تأثير الشيطان وأتباعه، أو يمكن أن يكون حدث طبيعي الذي موضوعيا قد لا يكون لا خير ولا شر، ولكن البعض يتصوره شر" (كارثة طبيعية، والموت، وما إلى ذلك). اعتاد المسلمين على قبول أي شيء يأتي من القضاء والقدر، سواء كان خير ام شر. المسلمين يفهمون أن كل ما يحدث في الطبيعة يحدث تبعا لارادة الله، وهذه هي الطريقة الاسهل لفهم الاحداث بدون طرح أسئلة. وهذا يعني أن فعل ونتيجة حدث معين تعود الى دوافع يعلمها فقط الله.
في الإسلام، الشيطان يوصف "بالوسواس"، الذي يدخل في قلوب الرجال والنساء، وهذا الهمس هو مصدر خطيئة الإنسان. الظواهر الطبيعية التي لا تعتمد على الأنشطة البشرية، مثل الكوارث الطبيعية والأمراض، لا تعتبر شر بالمعنى العام. بل هدفها هو اختبار إيمان الانسان، ومنه يخرج أقوى، أو كنوع من العقاب الإلهي للإنسان المذنب.

حجج توحيدية وحجج الحادية

هناك الكثير من الالم المعاناة والعنف والظلم في هذا العالم, واذا أمنا ان الله خلق الكون ولم يتركه , بل ان الكون في خلق مستمر. فالسؤال يصبح طبيعي وتلقائي: ما هي اسباب كل هذا الظلم والمعاناة النفسية والجسدية للانسان واسباب جميع الكوارث الطبيعية. هل هناك حكمة الهية لكل هذا ؟. واذا كان الجواب هو ان الله يختبرنا. فالسؤال يصبح لماذا يختبرنا وهو كلي العلم وبالتالي يعرف سلفا ما سوف نقرره. واذا كان الجواب بانه يعاقبنا في الدنيا على ما اقترفناه من ذنوب, فالسؤال يصبح لماذا يعاقبنا في الدنيا وهناك يوم للحساب, واذا كان الجواب هو ان الله خلق الانسان واعطاه حرية الاختيار, لانه لو لم يكن مختار لما كان هناك تفكير اصلا. فالسؤال يصبح هل الانسان في الجنة, التي يفترض ان تكون عالم بلا شر, يفكر ويتعقل الاشياء ويقارنها, او ان العيش في الجنة لا يلزمه تفكير.
وبالتالي لمعرفة مشكلة الشر قد يكون من المهم معرفة النظرة الالحادية Atheism ومقارنتها بالنظرة التوحيدية theism . مثلا واحدة من اهم وجهات النظر الالحادية يمكن تلخيصها في الخارطة التالية: https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjEjrmsxkJr2Wna0u0NNFJZ1ywtMbKY5aaGzsUUrByy1HsfOmJw7I7fRbRiAay2bd_z3j_hx_ugwBZ6HXooKOUjxMDsBv-A3gz8wUIveCZP1Qza8QLNweny7bvU4bJHAeDWef16kamC5xeL/s640/evil.jpg
النظرة التوحيدية تقول ان مشكلة الشر هي مشكلة معرفية وليست وجودية, أي ليس في الادراك الموضوعي لما هو شر بل في محدودية القدرة المعرفية للانسان. مثلا قصة الخضر مع سيدنا موسى. الذي كان يغير حكمه على حادثة شريرة معينة كلما عرف تبريرها الخير والخفي.
  • وطلب خير جزئي خارج نظام العالم لا بد ان يؤدي الى اخلال في هذا النظام. الذي هو خير بطبيعته, ولكي يستفيد الانسان من خيره, فعليه ان يوجه خيارته وفقا لتعاليم هذا النظام من خلال الايمان والتسليم.
وهنا يصبح من الميسور ادراك خيرية معاناة الانسان الناتجة سواء من أحداث شخصية او من أحداث طبيعية. وبالاضافة الى ذلك فالايمان والتسليم بالنظام الالهي يصبح سبب لتعويض الالم ومضاعفة الثواب بعد الموت. وكما يقول الرسول محمد: عظم الجزاء مع عظم البلاء. فالشر في الاسلام يفسر كابتلاء للصبر، أو للتكفير عن السيئات ، أو للعقاب ، أو للثواب ، أو للتذكير بقوانين وجبروت الخالق.
  • وعلى اية حال لا مفر للانسان من الايمان بالخير لأنه خلافا لذلك تصبح حياته بلا قيمة ولا مبرر. وعلى الانسان ان يتخلص من الشر بالاعتصام بالله والاقتدار به.
  • على الانسان ان يدرك وجوديا ومعرفيا انه جزء من نظام كامل, ولذلك يجب عليه مراعاة قوانين هذا النظام.
  • ولتفسير مشكلة الشر في الاسلام- يجب إضافة مبدأ الخلود. لأن الشاغل الأكبر عند المسلم هو الفوز بالخير الدائم (الجنة), والنجاة من الشر الدائم (النار). [10]

النظرة التوحيدية تقول ان وجود الشر قائم على مفعولات الله وليست على افعاله. بحيث ان ارادة الله وسننه التي تحكم البشر, كلها خير , حتى وان كان فيها بعض الشر. مثلا, قدر الله الألم على الجسد منذ ولادته, فهل هذا شر محض في فعل الله . مفهوم الرحمة لا تصوره بلا ألم. فاللذة مرتبطة بالالم . مثلا الانجاز بعد الم وتعب هو شعور قوي باللذة. فالالم والشر مرتبطان بمفهوم الحكمة والثنائية والغائية. وبالتالي النتيجة هي ان الشر ليس شر محض, وتحت كل شر من مفعولات الله يوجد خير كثير. وافعال الله في غاية الحكمة ولا شر فيها. والخير لا يفهم الا اذا كان هناك بعض الشر, لأن العالم تحكمه ثنائيات.
  • وبالنسبة لما ورد في الخارطة اعلاه, هل الله يستطيع منع الشر, وهل يعلم كل الشر, وهل يريد ان يمنع كل الشر, وان لم يريد منعه فهو غير رحيم, النظرة التوحيدية تقول ان ارادته مرتبطة بحكمته. والقول بعالم لا يتخلله الشر على الاطلاق, يعني عالم يتسم بالوحدوية المادية الصارمة, لا يعرف انقطاع ولا ثنائيات (مثلا الصح والخطأ). عالم بلا حكمة يكون فيه فعل الاكراه مساوي لفعل حرية الاختيار. وبالتالي مفهوم الشر مهم لفهم مفهوم الخير. زهذا الفهم يعني رحمة وخير للبشرية لكي يجعلهم يتفادوا السقوط في الوحدوية المادية.
  • وعليه فالسؤال: هل يستطيع الله منع الشر, يصبح كالتالي: هل يستطيع الله ان يخلق عالم بلا معني.
  • وبما يتعلق بالسؤال: هل يستطيع الله ان يخلق كون فيه حرية الإختيار دون شر ؟
يقول المؤمن هذا العالم لا يمكن تحقيقه منطقياً لأنه لا يحتمل الصواب والخطأ. وبالإضافة الى ذلك يجب الاخذ في الاعتبار ان الشر هو نوع من جنس حرية الإختيار. فكيف يكون الإنسان حراً بلا حرية الاختيار بين الثنائيات , خير /شر, صحيح/خاطئ)؟. وبالتالي لا يمكن تصور عالم بلا ثنائيات.
اذا اردنا ان نتحدث عن مشكلة الشر في العالم من وجهة نظر توحيدية, يجب التحدث اساسا عن مسألة الاخلاق, لأن القول بان العالم الطبيعي لا يفرق بين الخير والشر , ليست المشكلة بل انها الحل لمشكلة الشر. لأن هذه المشكلة تحصل فقط عندما نعتقد ان هناك اله كلي القدرة والعلم والإرادة والرحمة يحكم كون مليء بالشرور. وهذا الاعتقاد يؤدي الى تناقض بين وجود الشر ووجود اله كلي الرحمة.
  • وقول المؤمن ان الشر ليس محضا او انه راجع لحكمة لا نعلمها, فهذا لا ينفي وجود شر خلقه الله او على القل سمح بوجوده.
  • والقول ان الابتلاء بالمرض والفقر ... الخ, يقرب الناس من الله. Come dire che un datore di lavoro tratta male i suoi dipendenti solo per farli obbedire ai suoi ordini
  • والقول بان وجود عالم بلا شر يتعارض منطقيا مع الحكمة الالهية, لا ينفي ان وجود الشر في العالم يتعارض منطقيا مع اله كلي القدرة والعلم والرحمة. والصفات المطلقة التي تنسب الى الله تنفي اساسا وجود أي شيء اخر. وكما يقول ستيفن هوكينغ في كتابه الاخير (المشروع العظيم) أن الاطار العلمي الكبير لا يترك حيزا لخالق الكون. فمثلا وجود الكون المتعدد لا يخدم قضية خلق الجنس البشري.
  • والقول باحتمالية وجود كون بلا شر وفيه حرية الاختيار امر غير منطقي, فهذا غير صحيح للاسباب التالي: - يمكن تصور حرية اختيار بلا شر, فهناك خير نافع قد يؤدي الى السعادة وخير غير نافع لا يسبب معاناة او ألم . ولو افترضنا ان بعض الشر الاخلاقي ضروري, فهذا لا يفسر كمية الشر المهولة كما ونوعا. وماذا عن الشر الطبيعي من زلازل وفياضانات, هل هي ضرورية لحرية الاختيار. وماذا عن الشر بين الحيوانات, الذي ليست لها علاقة بالانسان ؟, وماذا عن التشوهات الخلقية ؟.
وحول ضرورة الاختبار وحرية الاختيار, ليس هناك داعي لمعرفة شيء كنت اعرفه مسبقا, أي اذا كنت اعلم مسبقا من سينجح او سيفشل, فلماذا اسمح بالشر لاعطاء فقط حرية الاختيار.

ما هو منطق تصور الانسان لمشكلة وجود الشر ؟

تصور الاديان السماوية للإله يحمل تناقض, وهو كيف يكون الإله رحمن ورحيم وعلى كل شيء قدير ثم يخلق الشر او يسمح به؟ .
  • المتدينون يقولون ان الشر هو من ارادة الله التي لا نعلمها, وربما من غضبه على خطايا الانسان ومعاصيه, وربما اختبار وامتحان.
  • اما الملحدون يقولون انه دليل على عدم وجود الله وان الاديان من صنع الانسان, لأنه لو كان موجودا لما رضي بهذا الظلم.
اكثر فكرة تشكك بطييعة الله , هي فكرة وجود الشر والألم في العالم. واصحاب هذه النظرية يقولون ما يلي:
  • 1 -ما دام ان الله كلي المعرفة, فهو يعلم ان الشر موجود
  • 2- وما دام الله كلي المحبة , فمن المؤكد انه يريد ان يمنع وجود الشر
  • 3- وما دام الله كلي القدرة , فمن المؤكد انه قادر على منع الشر
وبما ان الشر موجود, فواحد من الافتراضات السابقة غير صحيح. فإما ان يكون الله على غير علم بوجود الشر, او انه لا يريد ان يمنعه, او انه غير قادر على ذلك. وبالتالي صفات الله تصبح محل شك.

ولكن الفيلسوف الامريكي الفين بلانتينجا (Alvin Plantinga- 1932), وضع افتراض يقول انه يجوز منطقيا الجمع بين ان يكون الله كلي المعرفة والرحمة والقدرة لله وبين ان يكون ايضا خالق لعالم يتخلله الشر. وملخص ما قاله بلانتينجا يتضح في المثال التالي:
لو افترضنا وجود عالمين, في واحد منهما يوجد اشخاص احرار في اختيار عمل الخير او الشر. اما في العالم الثاني فالاشخاص يعملون فقط الخير. وسألنا اي واحد منهما ذات قيمة اكبر ؟
. فالجواب -كما يقول بلانتينجا- هو العالم الاول حيث توجد حرية الاختيار. وبما ان الله خلق اشخاص احرار فهو لا يجبرهم على عمل الخير. لأن الاجبار يلغي حرية الاختيار ويقيد الارادة. فالانسان الذي لديه حرية في عمل الخير , لديه ايضا الحرية في عمل الشر. واالله الذي اعطي الحرية للناس في عمل الشر, لا يمكن ان يمنعهم من ارتكابه. ففكرة ان الكثير من الناس يسيئون في استخدام حريتهم, لا ينفي قدرة الله ولا صلاحه. لأنه لا يمكن ان يمنع الله حدوث الشر الا اذا لغى امكانية عمل الخير. فحتى وأن كان الله كلي القدرة, وبناء على تلك الحرية التي اعاها للناس, فلا يجوز ان يخلق عالم فيه خير ولا يوجد فيه شر. وبالتالي لا يوجد تناقض بين صفات العلم والرحمة والقدرة الله وبين وجود الشر في العالم.

مصادر وحواشي

  1. ^ د. حسن حنفي - في فلسفة الدين
  2. ^ Grandi problemi della filosofia/ La filosofia e la religione/ sapere.it
  3. ^ اللیبرتین, او الاباحية هي حركة فلسفية تتميز بإعادة اكتشاف فكر التشكيك اليونانية (البيرونية) واعادة تقييم فكر أبيقور الذي يخمن فقط بالاعتماد على أسس عقلانية ويرفض أي نوع من انواع الوحي، وبالتالي يرفض أي أخلاقيات لا تعتمد على العقل وعلى قانون الطبيعة ", اي يرفض تلك التعاليم التي تستند على الكشف في جميع انواعه.
  4. ^ الثيوديسيا فرع من الثيولوجيا الذي يهتم بحل مشكلة الشر. فهي تحاول حل مشكلة وجود الإله وفي نفس الوقت وجود الشر. وللحديث عن أي حل يجب أن نفترض مسبقاً وجود الإله والشر في الوجود. حيث أن حذف أحدى الطرفين يؤدي إلى عدم صلاحية طرح هذه المشكلة كسؤآل.
  5. ^ مبدأ منسوب إلى الفرنسيسكاني والمنطقي الإنجليزي وليام الأوكامي (1288-1347). ويعتمد هذا المبدأ على أن أبسط التحليلات لمشكلة معقدة هي الاقرب للصحة
  6. ^ (محاورة طيماوس- Timeo (dialogo))
  7. ^ مقارنة أوغسطينوس و توما الأكويني مشكلة الشرّ نموذجاً / محمد حرب
  8. ^ ديفيد هيوم/ الناشر: ويكيبيديا, تاريخ آخر مراجعة: 11 أبريل 2015
  9. ^ الغنوصية يشير الى مذهب يمزج بين افكار دينية مختلفة. والذي انتشر في الامبراطورية الرومانية قبل ظهور الديانة المسيحية وحين ظهورها
  10. ^ مشكلة الشر والنجاة من البلاء/ د. يحيى هاشم حسن فرغل

روابط اخرى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق