مستخدم:Hasanisawi/التجربة الدينية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
في الكتاب " المقدمة في فلسفة الدين" يحاول الكاتب اديب صعب من خلال فلسفة الدين ان يدافع عن الايمان الديني ضد النظرات الفلسفية المعادية.
الدين لا يقتصر على مجموعة من الاراء والتنظيرات حول اصل الحياة ومصيرها ومعناها, لأنه لو كان كذلك, لما اختلف عن الفلسفة. فهناك العبادات والطقوس, الجماعية والفردية, وهناك من ينقطع انقطاعا تاما عن الحياة كالرهبان والمتصوفة. وبماان الدين هو شأن عملي او طريقة حياة, فالخبرة الدينية هي الدين كله.[1]
من الكتب التي تناولت فلسفة الدين وعلم النفس الديني, هو الكناب المعنون "تنوعات الخبرة الدينية" للمفكر ويليام جيمس (1842-1910). وحيث سجل فيه تجارب دينية للكثير من الاشخاص, وحيث ركزفيها جيمس على التجارب المتطرفة, لانها كما يقول الاكثر عمقا وثراء.
وينتقد جيمس من يحتقر المشاعر الدينية عبر رد اصولها الى عوامل وضيعة كالجنس والمرض. ويقول ان الحكم على الخبرة الدينية يجب ان يأتي من نتائجها. وهنا يؤكد تمسكه بالنزعة البرجماتية, حيث الساهد على صحة افكارنا هو في ثمارها وليس في جذورها. [2] significa che non e' importante se un albero ha le radici in un posto schifoso, quello che conta che dia dei frutti buoni . ma in questo caso e' meglio non saperlo mentr li mangi ويستنتج جيمس من تحليلاته للتجارب الدينية, ان الانسان ضعيف وفقط من خلال الاتصال بالعالم الالهي يستطيع تحقيق الخلاص. وجوهر الدين عند جيمس بالافعال والمشاعر وليس في العائدالنظرية. وكذلك العلم يأتي بعد التجربة وليس قبلها.
هناك اتجاهيين من الدراسات حول علم النفس الديني, فهناك من يركز على الشعور وهناك من يركز على السلوك (الصلاة والمشاركة في الطقوس ...). واصحالب الاتجاه الثاني يقولون انه اكثر علمية لانه كلما زاد عدد الحالات كلما كانت النتائج اكثر دقة. والاتجاه الاول يقول ان الاحصاءات لا تكترث ما اذا كان الدين نابع من القلب او انه فقط دين شكلي. او دين خارجي ودين داخلي كما كما يقول غوردون اولبورت . او دين المؤسسات ودين الخبرة الشخصية كما يقول عالم نفسي اخر.
بالرغم من ان جيمس يعرف الدين على انه ما يفعله الافراد في وحدتهم. انطلاقا مع ما يعدونة اله, فإن للخبرة الدينية بعدا جماعيا مهما ( كالصوم والحج ...) . وكل تعامل المؤمن مع سواه يندرج تحت الاخلاق التي هي جزءا مهما من التجربة الدينية.
ويعرف جيمس الخبرات الدينية بانها تتصف بعنصرين وهما الشعور بالخطيئة والحاجة الى الخلاص salvezza. ولكن الخبرات الدينية الجماعية لها بعدا فرديا, لأن عملية الخلاص تأتي نتيجة اقتناع يحصل في اعماق الفرد وضميره.
وبما ان الخبرة الدينية نوعين: فردية وجماعية, يمكن تعديل تعريف جيمس للدين كالتالي: الدين هو ما يفعله الافراد في وحدتهم وفيما بينهم انطلاقا مما يعدونه اله.
وحتى وان قال جيمس ان البعد الفردي ينقذ الخبرة الدينية من العثرات, فان لكلا البعدين انحرافات كمن في ظواهر الرؤى والخوارق . التي تجعل الخبرة الدينية اقرب الى المرض النفسي. كادعاء هذا او ذاك بانه المسيح او انه يسمع اصواتا من عالم الروح يتبئه عن جدث كنهاية العالم. وتبدو نصيحة الفيلسوف توماس هوبس مفيدة في التزام الحذر من بعض الخبرات الدينية. وهناك احداث كما الانتحار الجماعي الذي حصل عام 1978 في غيانا الكاربية. وبما ان الحكم على عمل ما يعتمد على نتائجه, فهذه الخبرة الدينية غير صالحة.
والخبرة الدينية لا تقتصر على احداث ومناسبات خاصة بل هي الخبرة الواحدة الجامعة بين الفرد والعالم , اي مع الحياة باكملها وليس مع موقف معين. لأن العالم لا يقدمللفرداشياء عارية بل مليئة بالقيم والمعاني: كما الخير والجمال والحق.
التجربة هي علاقة مستمرة بين الذات والعالم, وبالرغم من وجود الكثير من الخبرات المتشابهة, الا ان لكل منها قيمة ومعنى مختلف. لأن لكل فرد عالمه, والعوالم لا تعتمد على حجمها الاقليدي ولكن كبرها او صغرها نسبة لخبرة الاشخاص. والخبرة الدينية عند جيمس هي الخبرة بالعالم والحياة باكملها. فالدينهو الحقيقة الاساسية وحوله يجتمع كل شيء. [3]
بهذا المعنى تصبح كل خبرة في حياة المؤمن خبرة دينية. ولذلك اراد جيمس دراسة بعض الخبرات المتطرفة لانها تعطي معنى اعمق واوفر.
والخبرات قد تكون خلقية او جمالية ولكنها تدخل ضمن الخبرة الدينية, لأن الدين هو الاهتمام الاساس. وكما يقول تيليك (1886-1965) دين المرء هو نظرته الى العالم, ولكنه يميز الدين الذي موضوعه المطلق, اي الله, عن الدين الناقص الذي موضوعه اقل من المطلق. زعند المؤمن الخبرة الرئيسية تشمل جميع الخبرات الاخرى من خلقية وجمالية, لأن الله هو غايةالخير والحق والجمال. يقول فلاديمير لوسكي ان الدينخبرة وليست مجموعة من المبادئ النظرية, ولكنه تأمل واتصال واتحاد صوفي مع الله. ووسيلة هذا الاتحاد هي الصلاة, لأن الانسان لا يستطيع معرفة جوهر الله ولكنه يقترب منه عن طريق قواته المبثوثة في العالم: كالحب والنور الالهي, التي هي في الاشياء وخارجها. واعلى الخبرات الدينية هي خبرة الصوفية. التي هي صلاة لا تنقطع وتصبح مثل النفس ودقات القلب . ان الخبرة الدينيةكأي خبرة خلقية او فنية تتفاوت من فرد الى اخر, ولكن ان نلخصها بعبارة واحدة وهي الدعوة الى القداسة.

هل الخبرات الدينية مجموعة من الحالات النفسية ؟

اذا كانت الخبرة الدينية هي خبرة الانسان مع ما يعتبره المطلق, فكيف يمكن التأكد من انها ليست حالات نفسية. ولانها لا تشير الى اي حقيقة موضوعية خارج الذات. وكما يقول فلاسفة التحليل اللغوي, ان الخبرة الدينية تكرارية ولا تثبت شيئا الا ما تفترضه. (certo che uno suppone e poi va a dimostrare l'eventuale verità della sua supposizione. ma in questo caso io suppongo che dio esiste ma non riesco a dimostrare la sua esistenza ) ولا يمكن اثبات اي شيء بالحاسة الدينية لانها ليست كالحواس الخمسة. فالقول الديني يقع ضمن التصاريح النفسية. وكما يقول انطوني فلو يجب اثبات وجود الله اولا وبعد ذلك اذن نتحدث عن الخبرة الدينية (mo si incazza l'autore)
موقف فبلسفة التخليل يقتصر على معنى واحد للخبرة المتعلقة بالخبرات الخاصة. ولكن الخبرة الدينيةهي خبرة معنى وقيمة وتنطلق من نظرة الفرد الى العالم. ولذلكفالخبرة الدينية سبب ونتيجة في آن واحد. والخبرة على درجة من التعقيد والحركة بحيث لا يصح السؤال عما له الاولية في اثبات وجود الله او اختبار وجوده. بل هي عملية مستمرة تبدأ بشعور الانسان بمخلوقيته اولا وتتطور لاحقا علاقته مع الله, وعتدما تنضج الفكرة تصبح اساسا لنظرة المرء للعالم. ان ادراك الانسان بوجود الله هو جزء من الخبرة الدينية ولذلك فمعرفة الله نتيجة وسبب. وادراك الله يحصل نتيجة حدس مباشر وليس كنتيجةلمناقشة منطقية.
الا ان فلاسفة التحليل يصرون على طلب برهان على وجود الله, وحيث يعبر عن ذلك انطوني فلو بسؤاله عن الحالات المضادة التي تستطيع ان تنقض وجود الله. ما الذي يجب ان يحصل ليشكل برهانا على وجود الله.[4] والجواب هو ان الله ليس عينة ولا يخضع لتجارب علمية فهو الخالق والوحيد والشعور بالمخلوقية هو ما يؤدي الى ادراك وجوده. (ma non hai altro da dire ?)

هيوم

الفلسفة التجريبية لديفيد هيوم هي اساس موقف الفلاسفة التحليليين , ان التجربةالدينية ليست مستمدة من الحواس. وان الصوفيون عندما ارادوا وصفتجاربهم التي تفوق الوصف, التجئوا الى التعابير الحسية. فأي فكرةتكون صحيحة اذا كانت مستمدة من انطباعات حسية. ولذلك فقط رفض هيومافكار مثل العلاقةالضرورية بين السبب والنتيجة [5]وفكرةوحدة الذات [6]. لأنهما لا يعتمدانعلى العقل الموضوعي بل على اساس ذاتي (العادة). ورفض ايضا فكرة الجوهر المادي والجوهر الروحي. لانه لا يؤدي الى اي نوع من المعرفة. والكلام عنهما نوع من الوهم والسفسطة. فالتجربة عند هيوم هي فقط تجربة حسية. وما يبقة وهم وسفسطة بما في ذلك التجربة الدينية.
ووفقا لما يقوله هيوم فالانطباعات الحسية المشوهة يمكن ان تؤدي الى افكار صحيحة. ولذلك فنظريةهيوم تعاني صعوبات حتى في وصف العالم المادي. وكل شيء في تجربتنا يتجاوز الانطباع الحسي نحو المعنى والقيمة, اللتي تنتميان الى الروح بدوافعها الغائية. [7]
وبما ان هيوم يرفض التجربة الدينية, فبعض المفكرين الدينيين يتجاوزوا هذا الرفض بتقسيم المعرفة الى مجالين:
  • المعرفة الموضوعية , مثل النشاطات العلمية والاداة فيها هو العقل.
  • المعرفة الذاتية, مثل النشاطات الدينية والخلقية والفنية, والاداة فيها هو الشعور
ومن اقوال أولاءك المفكرين
  • ان الايمان يتجاوز العقل
  • وان الخبرات الدينية اصيلة وتحمل تيقن ذاتي لا يقل عن اليقين الموضوعي
  • قوى الذهن المفكر لا تستطيع الاحاطة بكل الاشياء
وفي كلا النوعين من التجارب هناك توسيع لقوى العقل ومعنى الحياة. وبما ان العقل جانب واحد من الشخصية فلا يستطيع ان يمدنا بنظرة كاملة عن العالم. وعملية التمييز بين التيقن الذاتي واليقين الموضوعي وان الاول شامل والثاني فردي, تؤدي الى ان القول بوجود الله يصبح امر ذاتي. ولكنه بالنسبة للمؤمنين ككل امر موضوعي ويقيني وشامل. (allora come la mettiamo ?)
طرفي كل معرفة هما الذات الموضوع, فاذا كان الموضوع لوحة فنية فهي تثير في النفس ما اوسع من حجمها المادي وكذلك العالم لدى المؤمن. (pero nel caso del quadro l'artista esiste)
فالذانية والموضوعية مفهومين نسبيين فليس هناك ذاتية واحدة وموضوعية واحدة, ومن الاحرى ان يكون لكل مجال موضوعيته. فمثلا ادراك الحقيقة الموضوعية للشاشة التي امامي, تختلف عن تلك الحقيقة الروحية لوجود الله. وبما انه غير موجود حسيا فلا بد الا ان يكون ادراكه مختلف, وهذا الادراك كما يقول الكثيرون يتجاوز العقل الى الايمان.

مصادر وحواشي

  1. ^ اديب صعب/ المقدمة في فلسفة الدين/ الخبرة الدينية ص 141
  2. ^ المصدر السابق ص 142
  3. ^ ص 151
  4. ^ ص 161
  5. ^ او كما يسميها السيد قطب ( المشيئة الإلهية في كل لحظة )
  6. ^ الفناء في ذات الله
  7. ^ ص 164