مستخدم:Hasanisawi/فينومينولوجيا

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

محتويات

     1 تمهيد
    2 مراحل فلسفة هوسرل
    3 الابوخية
        3.1 الفينومينولوجيا كفلسفة جذرية
        3.2 العودة الى الذات
        3.3 المدخل / تأملات ديكارت / نموذج اصلي للعود الفلسفي للذات على ذاتها
            3.3.1 ضرورة البدء بدءا جذريا جديدا في الفلسفة
    4 التأملات الديكارتية
    5 مصادر

تمهيد

السؤال الذي وضعه هوسرل لنفسة: هل هناك طريق ثالث في الفلسفة بين بين ؟, بين المثالية والمادية. بين المثالية التي تقول ان الشعور والوعي هو الخالق للعالم الخارجي المادي, وبين المادية التي تقول ان الشعور الانساني ليس الا انعكاسا لما يجري في الطبيعة والمجتمع. [1]
يقول هوسرل ان الموضوعات لها حقائق مستقلة عن الذات وتعتمد على ماهيات ثابتة لا تتغير بتغير الزمان وبتوالي المكان. ويمكن تشبيهها بالمحرك الذي لا يتحرك لأرسطو او بالمثل الافلاطونية. كما يظهر في كتب مثل افكار لفلسفة ظاهراتية خالصة, و تأملات ديكارتية, وتأملات في المنطق الصوري والترنسندتالي. وطبق هوسرل هذه النظرية الماهوية في ميدان الادراك. فأنا أدرك الموضوع ولا أخلقه وفي فعل التخيل أنا لا اخلق الصورة بل اجدها ماثلة أمامي. لأن المواضيع تمثل حقائق مستقلة عن الشعور وتفرض نفسها ببداهة تختلف عن المعنى الديكارتي او الكانطي. وباختصار كل عمليات الشعور والإدراك والتفكير يجب ان تكون تقويما لشيء او في شيء او عن شيء.
تعتبر الفينومنولوجيا الفلسفة الاهم في عملية الانفصال عن الرؤية الفكرية لفلسفات القرن التاسع عشر.

مراحل فلسفة هوسرل

هوسرل فيلسوف الاشياء ذاتها, وهذا يعني الاشياء في لحمها وعظمها, بينما عند كانط تقف على على عالم الظواهر الذي يسلم بوجود الاشياء في ذاتها (مفارقة) وبمحدودية قدرتنا على معرفتها.
المراحل التي مر بها هوسرل تبدأ من المثالية النفسية التي ترجع مضامين الحقيقة الى تمثلات ذاتية وظواهر سيكولوجية.
في المرحلة الثانية قدم هوسرل بعدا لهذا الاتجاه النفسي في كتابة مباحث منطقية. حيث قال ان الحقائق المنطقية ليست مستقلة عن السيكولوجية افردية فقط, بل ايضا مستقلة عن الواقع. في هذا الكتاب قدم هوسرل نظريته في القصدية التي تمثل اساس فلسفته الظاهرتية
المرحلة الرابعة تكشف عن الكثير من الواقعية في فلسفة هوسرل. لأنه يعتقد ان الطريق الثالث الذي اتخذه هوسرل, بقي في المثالية. لأن ردة الموضوع الى الذات لتكسبها معنى واستخدامه للمقولات الشبة كانطية, يمكن ان يبرر ما يعتقد.
بالرغم من هذا الاعتقاد نجد الكثير من الواقعية في كتاب أزمة العلم الاوروبي وفلسفة الظاهريات الترنسندنتالية وفي كتاب التجربة والحكم . هنا هوسرل يتحدث عن بداهة اصلية سابقة على المعطيات الشعورية والعقلية. وتحدث ايضا عن الزمان الموضوعي ويصفة بالشرط الاول الذي تتأسس عليه جميع العلاقات. وأولي هنا ليس بالمعنى الكانطي بل بالمعنى الواقعي كما استخدمه صمويل الكسندر. الذي يقول ان كل الاشياء قيد التحقق مشرية من كيان واحد يدعى الزمكان. قدر علاقة الزمان بالمكان كقدر علاقة الروح بالجسد. "Sostenne Samuel Alexander che tutti gli oggetti di indagine fossero impregnati di un'unica entità, definita "spazio-tempo"; considerava il tempo relazionato allo spazio nello stesso modo in cui lo spirito lo è rispetto al corpo."
وهذه يعني ان هوسرل صدق كل الصدق في محاولته لايجاد الطريق الثالث للفلسفة. والتي نجدها في اهم كتبه: افكار لفلسفة ظاهرتية خالصة, وتأملات ديكارتية, وتأملات في المنطق الصوري والترنسدنتالي. حيث في هذا الاخير يقول ان الاحكام المنطقية تعتمد على ماهيات ثابتة في كل زمان ومكان والتي يمكن تشبيهها بآلة ارسطو: المحرك الذي لا يتحرك او بالمثل الافلاطونية. وطبق نظريته ايضا في ميدان الادراك, فأنا ادرك الموضوع ولا اخلقه كما في فعل التخيل : فأنا لا اخلق الصورة بل اجدها ماثلة امامي. لأن المواضيع تمثل حقائق مستقلة عن الشعور وتفرض نفسها ببداهة مختلفة عن المعنى الديكارتي او الكانطي. وببساطة كل عمليات الشعور والادراك والتفكير يجب ان تكون تقويما لشيء او في شيء او عن شيء.
ولكن بالرغم من اسقلالية هذه الموضوعية عن الاتجاهات النفسية فانها قد توحي لحقيقة مطلقة لا يمكن التميز فيها بين موقف الفيلسوف والرجل العادي. لأن هذا الاخير لا يشك بموضوعية الاشياء من حوله. ولذلك فقد اوصى هوسرل باتباع منهج الابوخية, لكيلا يكتسب الوجود المادي كيانا يفرض نفسه على الشعور. وبعد هذ الاجراء الابوخي لا بد للفيلسوف من رد الموضوعات الخارجية والباطنية الى الذات لتكتيب معنى من جهة وحتى لا يكون في حالة تقبل سلبي من جهة اخرى. الأنا الترنسندتالية عند هوسرل تختلف عن تلك لكانط, حيث تعد الذهن لقوالب سابقة على التجربة. أما عند هوسرل فهي معاصرة للاشياء لتكسبها الوجود الحقيقي من خلال وصف الشعور وهي ماثلة امامه.
فالمعنى القصدي والابوخية ورد العالم الى الذات الترنسندتالية تمثل الدعائم الاساسية للمرحلة الثالثة.
هوسرل اراد ان تكون فلسفته فلسفة الاشياء ذاتها, ففكرته الاولى كانت في الاتجاه القصدي الذي يضمن عدم تقوقع الشعور. لأن كل فعل شعوري يتجه الى موضوع ما. وأكد هذه الفكرة بالتمييز بين فعل التفكير Noese وموضوع التفكير Noeme وفرق بين الشعور التأليفي الذي مهمته اضافة صور جديدة على الموضوع, الشعور الواضع لموضوعه حيث لا يوجد أية اضافة. وهذه تمثل الشعور في بكارته الاولى السابقة علة اي تدخل تاليفي. ولفت النتباهنا الى وجود مصطلحين (بالالمانية Sache و Ding), الاولى تعني الشيء المستقل عن اي نظرة ذاتية والثاني تدل على الشيء باعتباره اداة لمصلحة او منفعة اخلاقية او جمالية.
الوعي هو تيار في الزمن الباطني الذي يختلف عن الزمن الطبيعي وكما قال هوسرل كل المعايش تكون واعية (Erlebnisse)

الابوخية

ولتحقيق هدف إدراك الماهيات انتهج هوسرل مفهوم الايبوخية, التي تعني التوقف عن الحكم ووضع العالم المكاني الزماني بين أقواس. وعدم اعتماد الاعتقاد الطبيعي لهذا العالم. والتوقف عن اتخاذ اي موقف إثبات أو نفي إزاء وجود الموضوعات. [2]

لقد تعرفنا سابقا على مفهوم القصدية الذي اخذة هوسرل عن برنتانو. الذي يرى ان فكرة المعرفة تكون دائما موجهة الى شي ما, الى موضوع ذات محتوى. برنتانو عرف القصدية بمبررات سيكولوجية وميزها عن الظواهر المادية.
فكل ظاهرة عقلية وكل فعل سيكولوجي له محتوى ويكون موجه لموضوع ما (الموضوع المقصود), فكل اعتقاد او رغبة مثلا, يكون موضوعها الشيء المعتقد به او الشيء المرغوب فيه.
في بداية الامر عرف هوسرل الفينومنولوجيا "بالمنهج الوصفي النفساني لتحليل البنية القصدية لافعال العقل", وكيف تكون هذه الافعال موجهة الى موضوع ما سواء كان هذا الموضوع مادي او افتراضي. ولكن هذه البحوث المنطقية واجهت منذ البداية نقد لاذع من قبل الاتجاه النفساني, وهذا لأن هوسرل حاول تذويب المنطق في علم النفس.
تبعا لهذه الانتقادات فقد ابتعد هوسرل ليؤسس الفينومنولوجيا كحقل مستقل غير خاضع للعلوم التجريبية.
بعد سنوات نشر هوسرل كتابه بحوث منطقية, حيث ظهرت للمرة الاولى القواعد الاساسية للفينومنولوجيا. حيث ميز فيها بين الفعل العقلي (Noiesis) والظاهرة الموجه لها هذا الفعل (Noema).
في كتاب «البحوث المنطقية» ذهب هوسرل إلى أن العلاقات المنطقية لا تخضع بأي حال من الاحوال للتأثيرات السيكولوجية، ولا هي موضوع اتفاق كما هو في المنطق الوصفي مثلاً.
ومن جهة ثانية فهي لا تنتمي إلى عالم الأشياء، بل هي علاقات من نوع خاص تتبع عالم من «الماهيات» الثابتة التي لا تعتمد على هذا العقل او ذاك. لأنها اتفاق عام حول الأحكام وصالحة لكل زمان ومكان (مثلاً 2+2=4).
هذه الموضوعية لم تكن موجودة في الاتجاهات النفسانية، التي كانت تؤكد على انها من خلق الشعور، بل هي على العكس تتمثل امام الشعور أو ان الشعور يقصدها.
وهذه كانت فاتحة نظرية هوسرل في «القصدية» التي طبقها ليس فقط في الأحكام المنطقية، بل ايضا في ميدان الإدراك والعواطف والانفعالات والقيم. وبهذا فهي أساس فلسفتة.
ومن بين المفاهيم الاساسية الاخرى للفينومنولوجيا, نجد مفهوم الابوخية التي تنص على امكانية تحصيل المعرفة الماهوية والافكار الخالصة من خلال حذف كل الافتراضات المتعلقة بوجود العالم الخارجي كشيء مستقل. هذا المفهوم يمكن تفسيره كنوع من منهجية الانانة (Solipsism). [3]
بالاضافة الى ما سبق, قدم هوسرل ايضا مفهوم الاختزال الفينومنولوجي (Phenomenological reduction). الذي بالاضافة الى الابوخية يؤدي ليس فقط الى تعليق الحكم على وجودية العالم بل يقودنا ايضا الى الموضوعية الخالصة والمطلقة.
وهذا الاكتشاف كان اساس كتابه الافكار عام 1913, وكان ايضا سبب في نشر النسخة الثانية لكتابه البحوث المنطقية.

الفينومينولوجيا كفلسفة جذرية

فسلسفة هوسرل الفينومنولوجية, اثرت على فلسفات القرن العشرين وهدفها هو ايجاد منهج للتفكير بالاشياء ليس من خلال ما يقال عنها ولا بواسطة الافكار السائدة بل بواسطة تعليق الاحكام السابقة ومشاهدة الظاهرة كما تتبدى للوعي والادراك المباشر.
[4]
ويمكن القول باختصار أن الفينومنولوجيا هي منهج وصفي للعودة الى الاشياء ذاتها.
وبما ان الفينومنولوجيات تعتمد على تعليق كل شيء, فالسؤال المهم من أين تبدأ المعرفة ؟.
المعرفة تبدأ من الشعور المحض الذي قوامه ليس بحاجة الى اي شيء واقعي. وللتفصيل يمكننا ان نجد الجواب في مفهوم "الرد الفينومينولوجي" الذي يقوم على اساس عملية تعليق الحكم على العالم الطبيعي الخارجي الممتد في المكان والمتوالي في الزمان, وليس بالمعنى الديكارتي الذي يعني الشك الكلي في حقيقة العالم الخارجي, أما عند هوسرل فتعني عدم الاعتقاد الطبيعي في العالم وغض النظر عنه.
الرد الفينومنولوجي يتألف من عدة عناصر اهمها:
  • تقويس الوضع التاريخي, أي طرح النظريات والاراء الصادرة عن العلم والدين والتوجه للشيء المُعطى مباشرة.
  • الامتناع عن اصدار احكام وجودية حتى تلك التي لها بنية مطلقة مثل وجود الأنا.
وبينما العنصر الاول يؤدي الى التخلص من الاحكام السابقة, فإن العنصر الثاني يقوم على اساس ان المعرفة الفلسفية تكمن في معرفة ماهيات الاشياء وليس بوجودها الواقعي.
وهناك ايضا عنصرين أخريين للرد الفينومنولوجي, وهما:
  • الرد الماهوي الذي من خلاله يتم تحويل الواقع الى ماهيات
  • والرد المتعالي, الذي به تتحول المعطيات في الشعور الساذج الى ظاهريات متعالية في الشعور المحض.
فالفينومنولوجيا ليست مثالية ولا واقعية, فهي لا تنطلق من الطبيعة ولا من الذات, بل توفق بينهما في ميدان واحد هو الشعور.
مهمة الفينومنولوجيا تكمن في وصف عملية الادراك وتحليل الشعور لاكتشاف ماهيات الاشياء التي تقوم عليها كل معرفة وعلم. وهكذا تصبح الفينومنولوجيا علما كليا شاملا واساسا يقينيا لكل العلوم.
وبما ان نظرية المعرفة هي تلك المحاولات التي بحثت في امكانية التعرف وحدود هذه الامكانية, وايضا في قيمة نتائج هذه المحاولات, فإن الفينومنولوجيا تتأسس على نقد نظريات المعرفة الانسانية وخصوصا تلك لديكارت وهيوم وكانط.
وفي هذا الصدد قال هوسرل ان ديكارت اكتشف ولم يستكشف. أي انه اكتشف الكوجيتو ولم يدرك ان مجاله واسع جدا ويحتوي على كل شيء. ديكارت وضع الكوجيتو كمقدمة رياضية واستخدمه في المنهج الرياضي للاستنباط والاستنتاج.
وبناءا على ما سبق يمكننا ان نمسك الفكرة الاولى في محاولة تعريف الفينومنولوجيا, وهي انها في مختلف المستويات ليست الا فلسفة ترنسنتدالية لاستكشاف الكوجيتو.
اما نقده لكانط فكان يدور حول ان هذا الاخير لم يستطع التحرر من النزعة النفسانية, لأن الاحكام التي تكون صادقة صدقا ذاتيا فحسب, تكون محدودة بحدود الذات التجريبية. أما اذا عطلنا هذه الذات التجريبية فالتصور المتعالي والوعي سيأخذنا الى معنى مختلف وبدون اسرار.

العودة الى الذات

القصدية هي خاصية كل الظواهر النفسية، حيث يوجد فيها تلازم بين الذات والموضوع. مفهوم القصدية الذي تبناه "هوسرل" تمحور حول توجيه الوعي نحو عالم الأشياء ومعرفنها الحقيقية. التي تأتى بتحليل الذات نفسها وهي تقوم بالتعرف على هذه الاشياء، أي بتحليل الوعي وقد استبطن الأشياء التي يعيها. ولهذا من الضروري تجريد الوعي من أية تصورات سابقة سواء كانت حسية أو فلسفية. لذلك يرى ان المعرفة اليقينية يجب ان تستبعد كل الاشياء التي لا نستطيع أن نعيها بشكل مباشر ولا تنطوي عليه خبرتنا المتعينة الملموسة.
وهنا تختلف عنها فينومنولوجيا هيجل التي تبحث في كل الفروض والمسلمات المسبقة ولا تستبعد أي شيء. فالدقة المنهجية عند هوسرل تتمثل في العودة الى الذات او الوعي الخالص الذي لا يمكن الشك فيه. [5]

المدخل / تأملات ديكارت / نموذج اصلي للعود الفلسفي للذات على ذاتها

الفينومينولوجيا ربطت من جديد الفلسفة بمسألة التأسيس ، ومن جهة اخرى ربطت هذه المسألة بالإنسان.
وفي هذا الصدد كتاب التأملات الديكارتية لهوسرل يوضح اهمية الذات في مسألة التأسيس.[6]
التطورات الجديدة للظاهريات تدين بفضلها للرؤية الديكارتية, التي تعتبر نموذج للفلسفة المتعالية وبالتالي يمكن تسميتها بالديكارتية الجديدة لانها تعمقت فيها وبشكل جذري.
التـاملات في الفلسفة الاولى لديكارت كانت تهدف الى اصلاح جميع العلوم باعتبارها أعضاء لجسم كلي, أي الفلسفة. وهذه المشكلة في الاصلاح وجدت حلا عند ديكارت من خلال فلسفة موجهة الى الذات.
ويقول هوسرل ان من يريد ان يصبح فيلسوف يجب عليه ان ينطوي على ذاته من خلال تقويض جميع العلوم المسلم بها ومن ثم بنائها من جديد[7]
الفلسفة او الحكمة على الرغم من اتجاهها نحو الكلية يجب ان تكون امر يخص الفيلسوف وعلمه ويجب ان يبرره من الاصل وفي كل مرحلة وفقا للعيانات المطلقة.
ولكن تبعا لهذا القرار, كما يقول هوسرل, لن يبقى لنا اية مادة للمعرفة. وبالتالي كيف يمكن العثور على منهج يمكننا من الوصول الى العلم الحقيقي ؟.
في هذا الصدد تأملات ديكارت ليست امرأ ينفرد به ديكارت لوحدة, بل هي الحل والنموذج لكل فيلسوف.
في التأملات الديكارتية هناك عودة ثانية الى ذات الفيلسوف: وهي العودة الى الافكار الخالصة التي تتم من خلال منهج الشك. أي اخضاع للنقد المنهجي كل ما هو يقيني في التجربة والفكر . أما من ناحية المطلق فالذات التي تتأمل لا تستيقي الا ذاتها من حيث هي الأنا الخالصة المفكرة التي لا يمكن الشك في وجودها. وفقط حينئذ الأنا التجريبي المردود الى الأنا الخالص يحقق نوعا من التفلسف.

ضرورة البدء بدءا جذريا جديدا في الفلسفة

يقول هوسرل هل بنا ان نتسائل عن المعنى الخالد لهذه الافكار الخالصة, وهل هي ما زالت حية في عصرنا هذا ؟.
فمثلا العلوم الوضعية أعطت القليل من الاهنمام لهذه الافكار والتي على العكس كان يجب ان تأخذ منها الاسس العقلية المطلقة. هذه العلوم التي أحرزت نجاحا واسعا في القرون السابقة, نراها اليوم تتعثر في تحديد الهدف.
وبما ان ديكارت نقل سير الفلسفة بصورة جذرية من الموضوعية الساذجة الى الذاتية المتعالية, فهل يستلزم علينا متابعة هذه المهمة الخالدة ؟.
ولكن ما يحدث هو انه على الرغم من كثرة المؤتمرات, والتقاء الفلاسفة (وليست الفلسفة), فلا يوجد هناك فلسفة واحدة حية. وبالتالي ربما أن الأوان لعملية انقلاب ديكارتية للشروع في تأملات جديدة للفلسفة الأولى.
لأن معنى الفلسفة الحقيقي هو تحريرها من كل الاحكام السابقة وجعلها مستقلة من خلال اعتماد البداهات الذاتية نفسها.
النهضة الوحيدة لإحياء التأملات الديكارتية تأتي:
  • اولا من خلال العودة الى الانا المفكرة الخالصة,
  • وثانيا من خلال احياء القيم الخالدة التي تنبثق عنها.
لأنها الطريق الوحيد الذي أودى بنا إلى الظاهريات المتعالية.

التأملات الديكارتية

في التأمل الديكارتي الخامس لديكارت يوجد الكثير من المعتقدات الدينية والثقافية, التي عادة ما تكون مشحونة بالمعاني القوية. هوسرل اراد إثارة هذه المواضيع للتأكيد على اهمية الذات كمصدر وليس العكس. وما دامت الذات هي المصدر فمن الصعب تفسير سلوك الانسان انطلاقا من مخزونه لنفسي او من غرائزه التي تتغلب على جانبه العقلي وتوجه سلوكه. كما ان نتاج الخيال لا يمكن اسناده الى مجموعة من الاستلهامات الغامضة الدفينة والغير مدركة من العقل ومنفلتة من مجال الوعي. لأن الأنا الترنسندتالية هي التي تختزل ما يعمر محيطها. [8]

مصادر